كـل يــوم

كيف أثّر إصرار شخص واحد في عالم الخيل؟!

سامي الريامي

عزم وإصرار ورؤية وطموح شخص واحد، سحبت بساط سباقات الخيل من دول كبرى، وغيّرت بوصلة وخريطة السباقات من الغرب إلى الشرق، وأعادت إلى العرب مكانتهم وهيبتهم وفروسيتهم التاريخية، وأعطت العالم المتقدم دروساً في التنظيم والاحتفال، وإخراج الحدث بأبهى وأجمل صورة، ورغم أن هناك مدناً ودولاً سبقتنا في تنظيم سباقات الخيل بأكثر من 100 عام، فإننا نستطيع اليوم أن نقول إن كأس دبي العالمي هو الأفضل، بسبب عزم وإصرار وطموح شخص واحد، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

تابع جميع تفاصيله، منذ اليوم الأول لانطلاقة هذا السباق عام 1996، وفاجأ العالم - منذ ذلك الوقت - بتنظيم أغلى سباق خيل على وجه الكرة الأرضية، ولايزال إلى اليوم يحمل هذا اللقب، حيث يعد أغنى السباقات العالمية، بمجموع جوائز يصل إلى 30 مليون دولار، لتسعة أشواط من سباقات الفئات، تخصص منها 10 ملايين دولار لسباق الكأس (الشوط الأخير).

كأس دبي العالمي، اليوم، هو نقطة مضيئة ومشرّفة في العالم، فهو ليس مجرد سباق، بل تحول إلى أهم ظاهرة رياضية وسياحية، ويعد من أهم الفعاليات التي تنظمها دبي، ويحظى باهتمام عالمي لافت، وتنقل مجرياته في مقدمة الأخبار العالمية لأهميته، كونه السباق الأغلى في العالم، ويُبث هذا السباق حياً على الهواء عبر الأقمار الاصطناعية في جميع أنحاء العالم تقريباً، خصوصاً الدول المهتمة بسباقات الخيل، كالولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وأستراليا، وعدد من دول أوروبا الغربية، ويشاهده نحو مليار نسمة، وأصبح أحد أهم مقومات السياحة في دبي، حيث يقصدها نخبة المجتمع والسيّاح والزوّار، خصّيصاً لحضور هذا الحدث الكبير، فهم على موعد مع أمهر الفرسان، وأرقى أنواع الخيول العربيّة.

ويكفي أن الجمهور في ميدان السباق، الذي يُعد تُحفة ميادين سباقات الخيل في العالم، يتجاوز عدده 60 ألف متفرج كل عام، وفي ذلك رسالة إماراتية واضحة، تُظهر كيفية تجسيد روح وقيم السلام والمحبة والتسامح، التي يتميز بها مجتمع الإمارات المتنوع الثقافات.

وقد شكّل عام 1996 لحظة فارقة في تاريخ سباقات الخيل بالعالم، مع ولادة النسخة الأولى من «كأس دبي العالمي»، وها هو اليوم في نسخته الـ23 ينجح في الارتقاء ويضع بصمته، كواحدة من أغلى أمسيات سباقات الخيل حول العالم، متفوقاً على مهرجانات وسباقات عالمية عريقة، يعود تاريخ بعضها إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.

وطوال 22 عاماً مضت - منذ انطلاقته - لم يتوقف تنظيم السباق في أي عام، رغم المتغيرات والتحديات والظروف الصعبة التي مرت على العالم خلال هذه الفترة، كُلها كانت متغيرات، وظل كأس دبي العالمي ثابتاً، لم يتخلف عن السبت الأخير من شهر مارس كل عام، ويرجع ذلك إلى عزم وإصرار وطموح شخص واحد، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر