5 دقائق

قطر وتحديد المصير

خالد السويدي

لا يختلف اثنان على أن دولة قطر تعتبر أحد الأعمدة الرئيسة في دول مجلس التعاون الخليجي، وسواء اتفقنا معها أو اختلفنا في سياستها، إلا أنها تبقى في النهاية جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي لدول الخليج.

المواطن الخليجي البسيط يدرك أن قوة مجلس التعاون الخليجي في المواقف الموحدة، والاتفاق على وحدة المصير.

ما حدث - خلال الأيام الماضية - على المستوى الإعلامي والسياسي تجاه قطر لم يكن من فراغ، ولم تكن القضية الأساسية أخباراً مفبركة أو اختراقاً لموقع وكالة الأنباء، بل كان محصلة حتمية لما مارسته من أدوار مثيرة للجدل، أدت إلى شق الصف الخليجي، والتغريد بطريقة شاذة خارج السرب.

تصريحات غريبة، ومواقف عجيبة، وتقاربات مع دول لها تاريخ حافل في إثارة القلاقل والطائفية، والارتباط بمنظمات مشبوهة، ودعم قنوات إعلامية تخصصت في بث الأخبار المغلوطة وإثارة النعرات، وفتح المجال لكل المعارضين للسب والشتم ومهاجمة دول الخليج، كل هذا لم يعطِ الفرصة لأي عاقل أن ينظر إليها بحسن نية.

دول مجلس التعاون حاولت - على مدى سنوات طويلة - أن ترأب الصدع، فتجاهلت السياسة القطرية المعاكسة، رغبة منها في أن تعود قطر إلى المسار الخليجي العربي، إلا أن «خالف تعرف» كانت حاضرة بامتياز في المواقف المختلفة، وفي احتضان المرتزقة والحزبيين، الذين لم يتوقفوا عن الإساءة إلى دول الخليج.

دولة قطر الشقيقة، بقدر ما نختلف معها، بقدر ما نتمنى أن تكون معنا في صف واحد، يجمعنا الدين والتاريخ المشترك والعادات، نفتخر بصلات النسب والقرابة، نتحدث لغة واحدة، وهي في النهاية ستعود إلى المركب نفسه، الذي أبحر قديماً بدول المجلس، وسيستمر في الإبحار.

المواطن الخليجي البسيط يدرك أن قوة مجلس التعاون الخليجي في المواقف الموحدة، والاتفاق على وحدة المصير، وتعزيز المصالح المشتركة، والبعد عن ما يثير النعرات والحساسيات بين دول المجلس، وأن ما يحدث حالياً سيتم تجاوزه سريعاً بالقرارات الحكيمة.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر