كـل يــوم

كثير من العمل قليل من الجدل.. هذا ما نحتاجه!

سامي الريامي

دبي تمتلك من الإمكانات السياحية ما يجعلها قِبلة للسياح والزوّار صيفاً وشتاءً، هذه ليست مبالغة، فالمراكز التجارية الضخمة والمتعددة، والمنشآت السياحية الأخرى، كفيلة بالتخفيف من حرارة الجو، وجعل المدينة نقطة جذب في المنطقة، لكن ذلك يحتاج إلى جهد ترويجي مضاعف، وعمل دؤوب، وأفكار جديدة.

التجديد هو ضمان استمرارية النجاح، والأفكار الناجحة لا تدوم طويلاً إن ظلت محصورة في شكلها الذي ظهرت عليه للمرة الأولى دون تجديد وتطوير وابتكار، فالعالم يتطور، والمنافسون يتزايدون، والعمل ليس حكراً على أحد، والبقاء دائماً للمتميز والمتطور والمتجدد.

ليس سراً أن مهرجان دبي للتسوق، الذي ظهر في عام 1996، هو أحد أعمدة النجاح في دبي، حيث أسهم بشكل فاعل في الترويج للمدينة، إلى جانب إسهامه في ترسيخ المكانة المتفرّدة لدبي كوجهة تسوّق رائدة على مستوى العالم، وهو دون شك داعم قويّ لاقتصاد الإمارة، في ظل جاذبيته وقدرته على استقطاب أعداد متزايدة من الزوّار والسيّاح، سواء من داخل الدولة أو من خارجها.

المهرجان نجح أيضاً في تكوين مجموعات تجارية أسهمت في تطوير مجالات عملها بشكل كبير، كمجموعة تجار الذهب، ومجموعة تجار التجزئة، والمراكز التجارية، وغيرها، إضافة إلى مجموعة مميزة من فرق العمل قادت هذه الفترة، ومعظمها كان من الشباب المواطنين المتحمسين من جميع الدوائر المحلية، فقد كانوا حقاً فريقاً واحداً، يسعون لهدف واحد، لذلك كانت النتيجة واضحة، والنجاح أصبح حليفهم، واستطاعوا في الدورة الأولى من المهرجان استقطاب 1.6 مليون زائر، وحقق المهرجان في ذلك الوقت مبيعات بلغت نحو 2.15 مليار درهم.

وليس سراً أيضاً أن مهرجان صيف دبي، ومهرجان دبي للتسوق، الآن ليسا بمستوى نجاحهما السابق، وافتقدا كثيراً من بريق الشهرة والجذب والاستقطاب للزوار والسياح، ولعل الأسباب التي أدت إلى ذلك، وبمنتهى الصراحة، أنهما لم يتجددا ولم يطورا من شكلهما لفترة طويلة، بل على العكس من ذلك، اعتراهما الجمود والتقليص سنين عديدة، وتالياً لا غرابة أبداً أن يتحرك المنافسون، وتكثر الفعاليات، وتتوزع أعداد السياح على مهرجانات أخرى، بعد أن كان مهرجان دبي للتسوق متفرداً، وتصعب منافسته!

كنا نشعر سابقاً بالمهرجان في كل مكان، وكان العالم ينتظر مهرجان دبي للتسوق في كل عام، فدبي هي التي بدأت صناعة المهرجانات في المنطقة، صنعتها عندما كانت فرق العمل تخطط وتعمل وتجدد وتطور، وعندما كان المهرجان مسؤولية الجميع، والشغل الشاغل لجميع المسؤولين، فنجاحه هو نجاح مدينة بأسرها.

ولا أعتقد أنه سيعود إلى سابق عصره حتى يعود هذا الإحساس ويؤمن به الجميع، والأهم من ذلك أن يبدأ المهرجان في تطوير نفسه، وتجديد صورته، وهذا لن يأتي إلا بمزيد من العمل، فهو كل ما نحتاجه!

ورغم كل شيء، فالفرصة مازالت مواتية لاستعادة عرش المهرجانات في المنطقة، شريطة مضاعفة العمل الجماعي، فالعمل هو وصفة النجاح، ونحن في «زمن نحتاج فيه للكثير من العمل، والقليل من الجدل»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، فهل نبدأ العمل؟

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر