فاز بها كأفضل صورة في التصوير الجوي

بشير مكرزل: انتظرت شكل الضباب 6 أشهر لألتقط صورة «برواز دبي»

صورة

يرى المصور اللبناني المتخصص في التصوير الجوي بشير مكرزل أن المصور المحترف يصنع الصورة ولا يلتقطها، مشيراً في حديثه لـ«الإمارات اليوم» إلى مجموعة من العوامل التي تحدد أهمية وجمالية الصورة، والتي تتطلب الكثير من الدراسة للمكان والتوقيت وأحوال الجو.

المصور الذي حاز جائزة أفضل صورة لالتقاطه صورة برواز دبي وسط الضباب، تحدث عن بدايته في عالم التصوير مع كاميرا الدرون منذ سنوات، وكيف اتبع شغفه في عالم الصورة وعشقه للمدن والأشكال الحضارية فيها، حيث جذبته المباني الشاهقة في دبي والكثبان الرملية إلى جانب المدن العالمية التي تحمل في شكلها الوجهين الحضاري والقديم.

وعن الصورة التي التقطها في عام 2019، وفاز بها في مسابقة التصوير الجوي ضمن فئة «كونستركشنز»، حيث أبرز برواز دبي شامخاً وسط الضباب، قال مكرزل: «التقطت الصورة في نهاية عام 2019، وكان برواز دبي في أول أيام افتتاحه، وقد انتظرت شكل الضباب الذي أريده وموقعه ضمن البرواز مدة تصل إلى ستة أشهر، ففي كل مرة كان يهبط الضباب وكنت أجده أعلى من البرواز الى أن تمكنت من التقاط الصورة حين كان منخفضاً عن البرواز ومن زاوية يبدو فيها الفراغ في الخلفية، فيما الشمس من جهة واحدة». ولفت الى أن التوقيت الخاص بالتقاط الصورة بالإجمال هو المهم، موضحاُ انه يدرس التوقيت الخاص بالصورة وطبيعة المناخ الذي سيسيطر خلال فترة التصوير، وسرعة الرياح وكمية الغبار ومدى الرؤية، ثم يذهب الى موقع التصوير ويدرس المكان، وكيف ستطير «الدرون» دون أن تكون فوق الناس أو بطريقة تؤدي إلى خسارتها للإرسال.

كاميرا الدرون

واعتبر مكرزل أن دراسة العوامل الخاصة بالتقاط الصورة هي التي تؤدي إلى نجاح الصورة وتتطلب الكثير من الوقت، لأن العمل الفعلي على الصورة يكون قبل التقاطها الى جانب الوقت الذي يتطلبه العمل على تعديل الصورة.

وعن بدايته في عالم التصوير وتحديداً تصوير المدن، لفت مكرزل إلى أنه كان من أوائل الذين اشتروا «الدرون» في دبي، وبدأ يستخدمها منذ خمس سنوات، مشيراً الى أن وجود الأبنية الشاهقة كان حافزاً لاستخدامها في التصوير، كما أن فوزه بأول جائزة خاصة بالتقاط المدن كان نقطة الانطلاق للعمل في تصوير محتوى مرتبط بالموضة والجمال، وإنما في الأماكن المميزة في دبي. ولفت الى أن خبرته الأولى اكتسبها من تراكم الخبرة في التعاطي مع الدرون، موضحاً أن كاميرا الدرون تحمل بعض التحديات في العمل عليها، فهناك مجموعة من العوامل لابد من الالتزام بها خلال العمل على التصوير، بسبب التداخل بين الإرسال والمحيط، لأنه لابد من دراسة المكان وإمكانية الحفاظ على الإرسال خلال فترة التصوير، ثم في ما بعد الكاميرا التي يجب أن تبقى مستقيمة مهما كان الطقس محملاً بالهواء والغبار، واتجاه الرياح.

وينجذب مكرزل إلى المباني في دبي، مشيراً الى أنه توجه الى تصوير الطبيعة في مدن عالمية أخرى، كما التقط صوراً لمجموعة من المدن التي تضم مباني حديثة وقديمة، واعتبر مكرزل أنه حين كان يشعر بالحاجة إلى التوجه الى مدينة تحمل تاريخاً مختلفاً، كان يستعين في عمله بـ«غوغل إيرث»، فيقع اختياره على المدن التي تحمل ما هو مختلف عن المدن الحضرية المعاصرة، ففي إيطاليا وفرنسا هناك مبانٍ قديمة تتجاور مع الحديثة، وهذا ما جعله يلتقطها، فيما تحدى نفسه قليلاً بتصوير الطبيعة في الفلبين.

المدينة المرشدة

وتعتبر آيسلندا من البلدان التي يطمح مكرزل الى تصويرها، مشيراً الى أن الشمس في هذا البلد تبقى على الخط نفسه طوال النهار، فالضوء لا تختلف قوته نهاراً، كما أن الليل يصل الى أربع ساعات فقط، وهناك الكثير من المساحات الطبيعية، الى جانب البراكين، بينما تبقى المدينة الأقرب إليه بعد دبي مدينة سيينا في إيطاليا، فقد حصل على الجائزة الثانية في هذه المدينة، وهي مدينة قديمة جداً ولا تدخلها السيارات ولها طابع خاص. بينما وصف دبي بالمدينة المرشدة له، ففيها انطلق بالتصوير وباتت أعماله تشبه طبيعة المدينة، موضحاً أن الصحراء تجذبه كثيراً الى جانب الأبراج، فالصحراء مكان خالٍ من البشر وفيه فراغ، وبالتالي التصوير من الجو يحمل الكثير من التناقض بين ازدحام المدن وفراغ الصحراء الواسع الذي يبدو ممتلئاً.

وتحمل الصور التي يقدمها مكرزل الكثير من الحياة رغم أنه يلتقط المدن والجماد، ورأى أن هذه الحياة مصدرها التكوين الذي يحاول من خلاله التصويب على جانب محدد من المدينة، كما أنه يدرك كيفية اختيار الألوان والإضاءة التي تمد المدينة بنوع من الدفء الذي يجعل الناس تتفاعل مع الصورة وتشعر بها. أما التكنولوجيا التي غيرت كل العالم، وباتت تتيح للجميع التصوير من خلال الهاتف، فرأى مكرزل أنها لا تصنع مصورين لأن الناس لا يحضرون إلى صورهم، ولهذا مازال المصورون المحترفون مختلفين كونهم يمضون الكثير من الوقت في التقاط الصورة، فالمصور المحترف لا يصور بل يصنع الصورة.


جوائز وطموح

يعتبر المصور الجوي بشير مكرزل نفسه مازال هاوياً في التصوير، ويطمح إلى أن يجول حول العالم دون أن يمكث طويلاً في مكان واحد، وذلك لتقديم مجموعة من الصور المميزة لأماكن مختلفة لم يتم التقاطها على النحو الصحيح. وحاز مكرزل مجموعة من الجوائز كانت أولاها عام 2017 حيث فاز بجائزة في ناشونال جيوغرافيك عن فئة التصوير الحضري، وفي عام 2018 حاز جائزة في سيينا عن صورة التقطها في الفلبين لسمك القرش، وفي 2020 فاز بجائزة صورة برواز دبي.

المصوّر اللبناني: المصوّر المحترف يصنع الصورة ولا يلتقطها.

بشير مكرزل:

أدرس التوقيت الخاص بالصورة وطبيعة المناخ وسرعة الرياح، وكمية الغبار ومدى الرؤية، وكيف ستطير «الدرون» دون أن تكون فوق الناس.

تويتر