لكسر الملل وتشجيع الجمهور على البقاء في البيت

فنانون يواجهون «كورونا» بحفــلات «أون لاين»: لن يوقفنا الفيروس

صورة

كثير من التغييرات فرضته الظروف الراهنة على الحياة اليومية في مختلف المجالات، لتواكب ما يشهده العالم من إجراءات استثنائية للوقاية من انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

وفرضت التقنيات الحديثة نفسها في هذه المرحلة، كما في تقنيات التعليم عن بُعد، والعمل عن بُعد، ولأن الثقافة والفنون جزء لا يتجزأ من الصورة العامة التي يعيشها العالم، كان لابد أن يجد مبدعون وسائل للتأقلم مع الأوضاع الراهنة، منها ما قام به عدد من الفنانين بتنظيم حفلات رقمية عبر الإنترنت، للحفاظ على علاقتهم بجمهورهم وتواصلهم معه، وبعضها كانت حفلات حية تم التخطيط لإقامتها منذ فترة طويلة، وفضّل القائمون عليها تحويلها لحفلات افتراضية بدلاً من إلغائها. والبعض الآخر نظم «أون لاين» أيضاً من أجل تخفيف مشاعر الحظر، وتشجيع الجمهور على البقاء في البيت دون الشعور بالملل، من بينهم الفنان المصري تامر عاشور، الذي بث مساء يوم الجمعة الماضي حفلاً مباشراً عبر حسابه على «يوتيوب»، وحقق نسب مشاهدة عالية قاربت المليون مشاهدة، وتصدر «التريند»، خصوصاً أن الحفل اتسم بالتفاعل بين المطرب المصري وجمهوره، وحرص عاشور بين الفقرات الغنائية على قراءة التعليقات والرد على بعضها.

ولم يكن حفل تامر عاشور هو الأول الذي يقام عن بُعد، فسبقه فريق «ديسكو مصر»، وكذلك فريق «مسار إجباري»، الذي أقام حفل «أون لاين» تعويضاً لجمهوره عن حفل تم إلغاؤه بسبب ظروف «كورونا»، وكذلك الفنان الأردني عزيز مرقة، الذي قدم حفلاً من سطح منزله، مؤكداً: «لن توقفنا (كورونا)».

«خليك في البيت»

من جانبها، أطلقت وزارة الثقافة المصرية، أخيراً، مبادرة «خليك في البيت الثقافة بين إيديك»، لتشجيع الجمهور على البقاء في المنازل، من خلال بث نوادر أرشيف الإبداع الوطني والمعرفي التراثي والمعاصر، عبر قناة الوزارة على «يوتيوب»، وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولاقى حفل الموسيقار عمر خيرت، الذي عرض ضمن المبادرة، نجاحاً كبيراً، وحقق ما يقرب من نصف مليون مشاهدة في أقل من 12 ساعة من بثه.

ومن المقرر أن تتواصل الحفلات في الفترة المقبلة، وتتضمن حفلاً للفنانة السورية أصالة (غداً)، وحفلاً آخر للفنانة أنغام في التاسع من أبريل الجاري.

«ساعة تجلي»

النجاح والتفاعل شجّعا العديد من الفنانين على الإعلان عن حفلات عن بُعد «أون لاين»، من بينهم الفنانة آمال ماهر، التي قدمت حفلاً مساء السبت الماضي، وقدمت فيه أغاني ألبومها الجديد «أصل الإحساس»، وغيرها من الأغاني، ولاقى تجاوباً واضحاً من الجمهور.

وكذلك الفنانون: رامي عياش ورامي صبري وإدوارد وغيرهم. بينما أعلنت الفنانة لطيفة عن عزمها تقديم لقاء عبر الإنترنت يجمعها بجمهورها لتجيب عن أسئلتهم، وتقدم خلاله الأغاني المفضلة لديهم.

كما قرر الفنان علي الحجار أن يقدم برنامج «أون لاين» بعنوان «ساعة تجلي»، من الاستديو الخاص به الموجود في منزله، مع الفنان أحمد حمدي رؤوف.

امتدت حفلات الـ«أون لاين» إلى مجال الإنشاد الديني، إذ قدم المنشد المصري محمود التهامي، الأسبوع الماضي، حفلاً عبر الإنترنت بمناسبة الاحتفال بذكرى مولد السيدة زينب، الذي اعتاد المصريون الاحتفاء به عبر مظاهر احتفالية تمتد لأيام عدة.

وأشار التهامي إلى أن مبادرته تأتي من حرصه على إحياء الاحتفالات بذكرى آل البيت، كما اعتاد إحياءها منذ سنوات طويلة، وفي الوقت نفسه الالتزام بالإجراءات الوقائية التي تتخذها مصر، للحدّ من انتشار فيروس «كورونا» المستجد.

قصائد وإيقاعات على السطح

لم تغب الفعاليات الرقمية عن الإمارات، وكان من أبرزها فعالية «إيقاعات على السطح» الشعرية، التي نظمها مركز الفنون في جامعة نيويورك - أبوظبي، بدعم من سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الدولة، بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لانطلاقة هذه الفعالية، التي تعد أطول أمسية مفتوحة ومباشرة للشعر في منطقة الشرق الأوسط. وتستقطب الطلبة والجمهور والفنانين لإلقاء الكلمات والشعر وموسيقى «الهيب هوب».

وبثت الأمسية مساء الجمعة الماضي، عبر «فيس بوك»، وشارك فيها 15 شاعراً من جنسيات مختلفة.


لأن الثقافة والفنون جزء من صورة العالم، كان لابد أن يجد المبدعون وسائل للتأقلم مع الأوضاع الراهنة.

فريق «مسار إجباري» نظم حفل «أون لاين» تعويضاً لجمهوره عن حفل تم إلغاؤه بسبب ظروف «كورونا».

تويتر