أمسيته الرابعة في ضيافة حمد شامس المزروعي

معايير القصيدة الجميلة في مجلس رمضاني

الأمسية شهدت حضوراً لافتاً من الشعراء والمهتمين. من المصدر

عقد مجلس الشعراء الرمضاني، الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي في دائرة الثقافة بالشارقة، أول من أمس، جلسته الرمضانية الرابعة والأخيرة في بيت حمد شامس المزروعي بالشارقة.

حمد شامس المزروعي:

«الشعر ليس رصّ

كلمات في وزن

وقافية معينة، إنما

نتاج موهبة وتدبر».

أحمد المناعي:

«القصيدة الجميلة

تدعونا باستمرار إلى

قراءتها، نسعى

إليها برغبة وشغف».

عبيد خصيف:

«سمة الشعراء

المؤثرين تتمثل في

حضور نصوصهم

بلغتها المتفرّدة».

علي مطر المزروعي:

«هناك كثير من

القصائد الجميلة التي

تركت بصمتها في

الساحة الشعرية».

واستعرض المشاركون مواصفات الشاعر المبدع ومعايير القصيدة الجميلة. وتخللت الجلسة قراءات بمشاركة الشعراء: حمد شامس المزروعي، أحمد المناعي، عبيد خصيف الكعبي، وعلي مطر المزروعي. وقال الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني، الذي أدار الجلسة، إن «للشاعر مكانة مؤثرة وفاعلة في حياتنا»، مشيراً إلى أن الإبداع الشعري الأصيل يدهش المتلقي، فصيحاً كان أم شعبياً، فمازلنا نستمع إلى قصائد عامية ذات مستوى فنّي رائع قد تتفوق على كثير من القصائد الفصيحة.

وأضاف أن «القصيدة الجميلة هي المتجددة التي تحمل في مضمونها قوة تقاوم الزمن، وتستمر على امتداد الحضارات، إنها بمثابة القارب السحري الذي يحملنا إلى عوالم نكتشف من خلالها الكون بشكل جديد ومتجدد كلما عدنا إليها». وذكر أن «الشاعر يمتلك قدرة مؤثرة قد تنقذ الحياة، فكلماته التي تأخذ بمجامع القلوب كفيلة بتغيير السلوكيات ومواجهة الأخطار وكشف الحقائق».

ليست رصّ كلمات

من جانبه، رأى حمد المزروعي، أن «القصيدة الرديئة تفتقر إلى المقومات الشعرية، فهي لا تعبّر عن تجربة، ولا تمتلك الحس الفني الذي يزوّدها بالدفء والحرارة، هي قصيدة باردة لا تشكل إضافة نوعية لا للشعر ولا للمتلقي».

وأكد أن الشعر ليس رصّ كلمات في وزن وقافية معينة، إنما الشعر هو نتيجة موهبة واطلاع وتدبر، وهي كلها أدوات تمكن الشاعر من اختيار وكتابة الأفكار والعبارات بأسلوب ساحر سلس، وتحويل مرارة العدم إلى سعادة.

وقرأ حمد المزروعي قصائد: يا نفس، نار المحبة، ريحة العود، عام زايد. بينما قال أحمد المناعي: «إن القصيدة الجميلة تدعونا باستمرار إلى قراءتها، نسعى إليها برغبة وحب وشغف وطواعية، فمن منا قرأ المتنبي مرات ومرات وأصابه الملل؟». واعتبر أن الشاعر لكي يكون ناجحاً ومؤثراً عليه أن يكون ابن الواقع. وألقى المناعي قصائد: «يا جنود الدار، رفيق الدرب، يا ربعي الشعار، كان يرضيك، ووطن».

الابتعاد عـن الإثارة

من جهته، رأى عبيد خصيف أن «سمة الشعراء المبدعين المؤثرين تتمثل في قوة حضور نصوصهم بلغتها المتفرّدة، وبكونها مُلهمة وتغري المتلقي بحفظها والاستشهاد بها، وقدرتها على التأثير في تجارب الشعراء الآخرين». وأضاف: «أعتقد أن من صميم اهتمامات الشاعر العمل على هوية الأمة ورقيها فكرياً وإبداعياً، والابتعاد عـن الإثارة ومواطن والاختلاف في المجتمع، والعمل على إيقاظ عقل المتلقي ونبش عواطفه، وتنشيط أخيلته».

وقرأ عبيد خصيف قصائد: «شهر الفضائل، يا موطني شوف، يا هم جوفي، هامات الرجال، ودرب الصواب». من جانبه، أشار علي مطر المزروعي، إلى أن هناك كثيراً من القصائد الجميلة التي تركت بصمتها في الساحة الشعرية، وحازت رضا وإعجاب المتذوقين والمحبين للشعر، لما تحتويه من أفكار راقية، وما تمثله من القيم الأصيلة والهوية العربية. وأضاف أن «هناك أيضاً قصائد صادمة للمتلقي، كتبها (المستشعرون) الذين يكتبون ما يردون ويفسرون الأمور حسب رغبتهم، متجاهلين القضايا الوطنية المهمة، والبعض منهم لا هم له سوى الشهرة، مستغلين مواقع التواصل للإساءة للآخرين وللشّعر».

وأكد أن «الشاعر ينبغي أن يكون صاحب إحساس في كل ما يكتب، واضح في تناوله، ولا يقف عند نشر الحقائق بل العمل على إيقاظ العقول، وبعث الحياة في المشاعر والأحاسيس، ويكون له نهج نابع من البيئة». وقرأ علي مطر قصائد: «يا زمان المصالح، حكم الغيب، ابرز جمالك، يا قلب، واغنم زمانك».

تويتر