يستثمر «رمضان» لجمع 500 «قربة» نخيل تجهيزاً لمشروع يحتفي بالطبيعة

محمد يوسف: لا أحتار بين المسرح والتشكيل

صورة

يسعى الدكتور محمد يوسف، لاستثمار موسم حصاد النخيل الآن، ولجوئه إلى إجازة فنية ذاتية منحها لنفسه عن فضاء التشكيل في أكثر من اتجاه، أولها مهمة جمع ما يقارب 500 قربة تعينه على مشاريع فنية يشرع في تنفيذها عقب موسم الإجازات التالي لشهر رمضان الفضيل، الذي يرتبط فيه أيضاً بالسفر إلى أوروبا في رحلتين: إحداهما فنية للمشاركة في عرض مسرحية «النمرود»، والأخرى عائلية.

وقال يوسف لـ«الإمارات اليوم»: «ربما لا يعرف كثيرون أنني بعد التقاعد التحقت بالسلك التدريسي لكلية الفنون في جامعة الشارقة، وهناك وجدت تجربة أكاديمية مغايرة سعيد وفخور بها». وأضاف: «في رمضان يستمر دوامي الاعتيادي في الجامعة، لكن المختلف أن الطلبة أنفسهم سيكونون قد أوشكوا على إنهاء مساقهم الدراسي، لذلك فإن هناك متسعاً لكسر الوتين بأنشطة غير اعتيادية».

1978

إلى جانب النحت الذي كان أول نتاجه معرضه الشخصي عام 1978، والتمثيل في أعمال مسرحية وتلفزيونية عدة، مارس الدكتور محمد يوسف فنون الديكور المسرحي وتصميم الأزياء، وأسهم في تأسيس مسرح الشارقة الوطني وأيام الشارقة المسرحية.


محمد يوسف:

• «علاقتي بطلبة كلية الفنون في الشارقة غير تقليدية، وأصبحت أستعجل بداية دوام العام الجامعي لألتقي الطلبة بسبب شغفي الشديد بالتدريس».

• «لدي هاجس خوف وقلق على مستقبل الفن التشكيلي دائماً من المبالغة في استخدام الوسائل الحديثة في الفن التشكيلي عموماً».

وتابع يوسف: «واحدة من المهام التي سأسعى إلى إنجازها خلال هذا الشهر، هي تهيئة المواد اللازمة لمشروع تشكيلي له علاقة بالبيئة والطبيعة، لسنا في صدد الكشف عنه بشكل تام الآن، لكنه سيعتمد في جانب منه على طرح النخيل، لذلك أستثمر موسم حصاده لجمع ما سيلزمني منه، وفق المواصفات التي سيتطلبها».

قناعة

يوسف الذي ربما يكون الشخصية الفنية الشهيرة الوحيدة التي ذيع صيتها، وتم تكريمها في مجالي التشكيل والمسرح معاً، أكد لـ«الإمارات اليوم» أنه طوال مسيرته الفنية كانت تملؤه قناعة المواءمة بين جناحي إبداعه. وقال: «أشعر بانسجام روح التشكيلي بداخلي مع المسرحي، ولم يعقني نشاطي في أحدهما عن الاحتفاظ بشخصية الآخر داخلي، ولم أمر مطلقاً بمشاعر حيرة بينهما، لأنني ببساطة في حالة انسجام مع يوسف التشكيلي ويوسف المسرحي».

وبعد أن أنهى محمد يوسف عمله مدير اً للأنشطة في الهيئة العامة للشباب والرياضة، يعمل حالياً محاضراً في كلية الفنون بجامعة الشارقة، لكنه يوائم بدأب بين عوالمه التشكيلية، وشغفه بـ«أبوالفنون» المسرح، لاسيما في ما يتعلق بدعم وتوجيه المواهب الفنية الشابة، سواء عبر جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أو من خلال مسرح الشارقة الوطني.

كلمة «هاجس» تحكم حقيقة خوف يوسف على متغيرات عدة تطال ساحة الفنون التشكيلية حالياً، إذ يقول: «لدي هاجس خوف وقلق على مستقبل الفن التشكيلي دائماً من المبالغة في استخدام الوسائل الحديثة في الفن التشكيلي عموماً، وأرى أن المبالغة في اللجوء إليها يضفي صنعة وتكلفاً واستسهالاً لخصوصية هذا الإبداع، لذلك يجب أن تكون هناك حدود للتجديد في أي تقاليد الفنون التشكيلية عموماً».

محطات

حول أهم المحطات في مشواره الفني قال محمد يوسف: «بعد العودة من دراسة الفنون في القاهرة بالنصف الثاني من السبعينات، أقمت معرضي النحتي الأول عام 1978، بعدها بعامين وتحدياً في 1980 أسهمت في تأسيس جمعية الإمارات للفن التشكيلي التي كانت بمثابة حلم لأبناء جيلي، وسعيت إلى مواصلة دراستي الفنية في جامعة ميسوري في الولايات المتحدة، التي منحتني درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، بعد أن قدمت مشروعاً فنياً شاملاً تمثل في تفكيك كتلة النحت التقليدية، واعتماد عناصر جديدة مستوحاة من البيئة مع ربطها بمفاهيم الحركة والزمن».

موضوع رسالة الدكتوراه أيضاً كان من الموضوعات الجديدة والمهمة في مجال البحوث المرتبطة بالفنون، وهو دراسة مقارنة بين النحت في الفن الإسلامي ونظيره البوذي، حسب يوسف، الذي استطرد: «أتصدى حالياً لتأليف كتاب عن تاريخ حركة الفن التشكيلي المعاصر بتكليف من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، أرصد فيه نشأة الفن التشكيلي في الإمارات، وتتبع المراحل والأطوار التي مر بها، وملامح التجديد والتطور، والروافد التي استقى منها آلياته ووسائله وأثرت فيه بشكل أو بآخر، من خلال إبراز مجموعة من النماذج التشكيلية، ودراستها وتمحيصها ومقارنتها، مع الإشارة في السياق نفسه إلى نماذج فنية تشكيلية».

وبالإضافة الى أعماله النحتية والتشكيلية الملهمة، ومشاركاته المسرحية عبر العديد من الفنون المسرحية، للدكتور محمد يوسف عدد من المؤلفات في مجال التشكيل، أبرزها لايزال تحت الطبع.

تويتر