يسرد مراحل تطورها على مدار 200 عام

«متحف دبي» منارة ثقافية تقدّم صورة شاملة عن دبي وتاريخها

صورة

يحتل متحف دبي مكانة خاصة ومميزة بين أبرز الوجهات السياحية فيها، باعتباره أول متحف من نوعه تم تأسيسه في إمارة دبي، إضافة إلى أنه يقع داخل حصن الفهيدي، الذي يُعدّ أقدم مبنى في المدينة، وتم بناؤه في عام 1787 ليحمي المنطقة وسكانها، ثم أصبح مع الوقت مقراً للحكم ولأسرة الحاكم.

في عام 1971، تمت إعادة افتتاح الحصن تحت اسم متحف دبي، بعد تجديده في عهد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، ليقدم لزواره صورة شاملة عن دبي وتاريخها العريق، ومسيرة تطورها حتى أصبحت أحد أهم مراكز التجارة والوجهات السياحية على مستوى العالم. وتواصلت عمليات التطوير والتوسعة لهذا المعلم التاريخي، وشهد عام 1995 افتتاح القسم الثاني من المتحف الواقع تحت القلعة، والذي يحتضن المعروضات والمقتنيات التي تحاكي الحياة في الماضي قبل اكتشاف النفط، إضافة إلى الآثار المُكتشفة في مواقع دبي الأثرية.

وعملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في هذا الخصوص، أعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في يناير 2021، إطلاق مشروع إعادة تأهيل حصن الفهيدي التاريخي، الذي يحتضن متحف دبي، وذلك سيراً على خطى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، في جعل حصن الفهيدي منارةً للثقافة.

ويحمل المتحف، الذي يمتد على مساحة 4000 متر مربع، ويستقبل ما يقارب مليوناً ونصف المليون زائر سنوياً، زواره في رحلة عبر الزمن، ليتعرفوا إلى الحياة التقليدية في فترة ما قبل اكتشاف النفط، وبعد اكتشافه، في البيئات المختلفة في الإمارات، وهي البيئة الساحلية والصحراوية والجبلية والزراعية، كما يتضمن قطعاً أثرية تعود إلى عام 3000 قبل الميلاد.

ويتصدر مدخل المتحف مدفعان، كان يتم استخدامهما قديماً للدفاع عن القلعة والميناء، أما فناء المتحف الكبير فيتوسطه مركب شراعي تقليدي.

يضم جناح الآثار في المتحف قطعاً ومقتنيات أثرية، تم اكتشافها في دبي، تتنوع بين الفخار والأسلحة والمقابر ومجسمات المباني القديمة من منازل ومساجد ومجمعات سكنية، وغيرها.

وفي جناح آخر، يطّلع الزائر على التاريخ البحري لدبي، ومهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، التي اشتغل بها قطاع كبير من سكان المنطقة قديماً، والأدوات والموازين والمقاييس التي كان يستخدمها التجار في هذه المهنة، وكيفية بناء السفن وتصنيع معدات الشحن. أيضاً يقدم المتحف تجسيداً للأسواق القديمة في دبي في فترة الخمسينات، ويشاهد الزائر البائعين وما يعرضونه من بضائع وسلع متعددة.

ويقدم المتحف معلومات ومعروضات عديدة في مجالات مختلفة، مثل علم الفلك والظواهر الطبيعية، والفنون الشعبية، والحرف اليدوية المحلية، والأسلحة، وغيرها. في حين يقدم جناح «دبي الماضي والحاضر» سرداً لمراحل تطور دبي على مدار أكثر من 200 عام، وتحولها إلى نموذج للمدن العصرية الحريصة على الحفاظ على تراثها وموروثها الثقافي.

• حمدان بن محمد أطلق مشروع إعادة تأهيل حصن الفهيدي التاريخي الذي يحتضن متحف دبي في يناير 2021.


17 مليون زائر

تشير البيانات إلى أن متحف دبي، الذي يقع في الجهة الجنوبية من خور دبي، في منطقة السوق الكبير، ويمكن الوصول إليه عبر محطتي حافلات الغبيبة والفهيدي أو محطتي مترو الغبيبة والفهيدي، استقبل نحو 1.5 مليون زائر في عام 2019، وأنه بدءاً من عام 1975 وصولاً إلى نهاية عام 2019، استقطب نحو 17 مليون زائر من مختلف فئات المجتمع، مواطنين ومقيمين وسيّاحاً، الذين قصدوه ليتعرفوا إلى قصص الماضي المُلهمة، ويطلعوا على المقتنيات والمحتوى الذي يزخر به المتحف.

تويتر