«الوباء» لايزال يسدل الستار على الحياة الثقافية في برلين

مدينة الـ 15 مسرحاً.. لا تعرف متى ستعزف ثانية

أوركسترا برلين الفيلهارمونية قدمت أخيراً عرضاً للاحتفال بذكرى تأسيسها.. لكن في قاعة خاوية. أرشيفية

تحظى برلين بمشهد ثقافي حافل تغبطها عليه مدن أخرى، حيث بها 15 مسرحاً، وسبع فرق موسيقية كبيرة (أوركسترا)، وثلاث دور أوبرا، و170 متحفاً.

لكن تفشي وباء كورونا المستجد ألقى بظلاله على الحياة الثقافية في العاصمة الألمانية، ووضعها أمام مستقبل غامض، في وقت يبحث فيه المسؤولون المخاطر التي قد تترتب على إعادة تنظيم فعاليات ثقافية كبرى. وأطلق مدير الأوركسترا السيمفونية الألمانية في برلين، روبن تيشياتي، برنامج الفرقة الشهر الماضي «بروح أمل واقعي». وقال: «لا نعرف متى سنعزف ثانية». وأعلنت أوركسترا برلين الفيلهارمونية، الشهيرة، أنها لا تعرف متى يمكن أن تعود الحفلات الحية من جديد.

غموض

وفي الوقت الذي بدأت فيه السلطات الألمانية تخفيف العديد من القيود التي فرضتها منذ منتصف مارس الماضي لكبح جماح تفشي وباء كورونا، لايزال من المرجح عدم إعادة فتح دور الأوبرا أو قاعات الموسيقى والمسارح قبل أشهر، في ظل الحظر المفروض على الفعاليات العامة في أنحاء ألمانيا حتى 31 أغسطس المقبل.

ولايزال الغموض يكتنف الموعد الذي يمكن فيه لما يصفه تيشياتي بأنه «المشهد الثقافي المثير لبرلين»، أن يعود فعلياً إلى الحياة على خشبة المسرح، والظروف التي يمكن أن يحدث ذلك في ظلها.

وحذر المدير العام لفرقة برلين المسرحية، أوليفر ريس، من الوضع الطبيعي الجديد، الذي يواجه الفنانين والجمهور في المدينة. ويعتقد أنه بمجرد أن تعيد المسارح فتح أبوابها ستكون للفيروس «عواقب بالغة» على العروض المسرحية، مشيراً إلى كيفية وضع المقاعد، وترتيب المجموعات، وطريقة أداء التدريبات (البروفات).

وأضاف ريس أن فرقة برلين المسرحية، التي أسسها الشاعر والكاتب المسرحي، بيرتولت بريخت، في يناير عام 1949، تبحث إمكانية استئناف نشاطها الألماني «برتول» في سبتمبر المقبل، لكن فقط بـ200 مقعد من إجمالي 700 في مسرحها.

وتابع ريس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «من أجل الامتثال للإجراءات الاحترازية، سيتعين علينا العمل بعدد أقل من الفنيين، ما يعني أننا لن نستطيع ترتيب المجموعات وتفكيكها بالطريقة الطبيعية أو بالسرعة المعتادة».

برامج عبر الإنترنت

أما بالنسبة لهؤلاء الذين لا يطيقون الانتظار لحين عودة الأداء الحي، فلجأت الدور الثقافية في برلين إلى تقديم برامجها عبر الإنترنت.

وسجل نحو 100 ألف شخص الدخول على المعرض الرقمي، الذي أطلق في وقت سابق الشهر الجاري في الذكرى الـ75 لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بعدما أجبر وباء كورونا المنظمين على إلغاء فعاليات عامة، كانت مقررة في هذه المناسبة التاريخية الفارقة.

وقال مسرح «شتات أوبر» العام في برلين، إن عروضه الرقمية شاهدها الجمهور في 48 دولة، وكانت هذه العروض فرصة للوصول إلى الشباب، وشكلت الفئة العمرية 25-34 عاماً، ثاني أكثر مجموعة عمرية بين الجمهور.

وفي وقت سابق الشهر الجاري، قدمت أوركسترا برلين الفيلهارمونية عرضاً للاحتفال بذكرى تأسيسها، لكن في قاعة خاوية.

وتم ترتيب الموسيقيين في مجموعة صغيرة على مسرح أوركسترا برلين الفيلهارمونية، مع مراعاة شروط التباعد الاجتماعي.

وعوضاً عن الجمهور المباشر، بث الحفل، الذي قاده الموسيقار كيريل بيترينكو، مباشرة عبر التلفزيون والإذاعة والإنترنت، ووصل عدد المتابعين إلى نحو 572 ألف شخص في أكثر من 80 دولة.


المستشارة تبدد المخاوف

سعت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى تبديد مخاوف المؤسسات الثقافية، عندما أكدت، في آخر رسالة فيديو أسبوعية لها، دعم الحكومة للفنون.

ويستطيع العاملون بمجال الفنون التقدم للحصول على دعم من مجموعة من البرامج العامة، بينها برنامج المساعدة الحكومي، الذي يبلغ رأسماله 50 مليار يورو (54.4 مليار دولار)، والمخصص لأصحاب الأعمال الصغيرة، أو من يعملون لحسابهم الخاص.

من المرجح عدم إعادة فتح دور الأوبرا والقاعات قبل أشهر.

مدير فرقة برلين:

«نبحث استئناف النشاط في سبتمبر المقبل، لكن بـ200 مقعد في مسرح يسع 700 شخص».

تويتر