جلسة قرائية حول الكتاب في ندوة الثقافة والعلوم

بوملحة يستدعي ذكريات «الفريج» الجميلة

بوملحة ورفيعة غباش خلال الجلسة. من المصدر

أكد مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، إبراهيم بوملحة، أن الفريج عنوان كبير تندرج تحته مجموعة كبيرة من الموضوعات، مضيفاً أن «الفريج جزء من كيان وعادات وتقاليد وأعراف مجتمع عشنا فيه، والحديث عن التفاصيل الجميلة هو نوع من الوفاء للماضي، إذ تختزن الذاكرة تفاصيل كثيرة ضرورية ومهمة لربط الأجيال ببعضها بعضاً، ونتيجة للتطور السريع خشيت اندثارها فحرصت على توثيق الذاكرة في كتاب».

وقال بوملحة خلال جلسة قرائية حول كتابه «الفريج»، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أول من أمس، إن «الفريج أرّخ في أذهاننا كثيراً من الذكريات الجميلة، حتى كدت وأنا أكتب التفاصيل أن أرسم الفريج رسماً مطابقاً»، لافتاً إلى أنه نتيجة للتطور تلاشت فرجان كثيرة، ولم يتبق منها بدبي إلا فريج البستكية.

ورغم انتقاله من فريج سكة الخيل إلى مكان آخر، فإنه اكتسب عادة زيارته من والده، مؤكداً أنه مازال يحرص على هذه العادة حتى اليوم، حيث يذهب أسبوعياً إلى مكان فريجه القديم رغم تغيّر ملامحه إلا أنه يستدعي الذكريات الماضية.

وأشار بوملحة إلى أن «النقلة النوعية السريعة من الماضي إلى الحياة العصرية جيدة من ناحية التطور، وما دفعني لهذا الكتاب هو توثيق ذاكرة مكتوبة عن الماضي، لتكون في متناول الأجيال الحاضرة».

وناشد الباحثين ضرورة توثيق وتسجيل ذكريات المكان للوقوف على مظاهر الحياة في مختلف مناطق الدولة حفظاً للتاريخ، إذ يعد الفريج وحدة اجتماعية قائمة بذاتها وتؤدي دوراً إيجابياً، لافتاً إلى أن الخلافات لم تكن تتطور وتصل للمحاكم، بل كانت تحل من قبل أعيان أهل الفريج، كذلك كانت الفرجان تتسم بالترابط، والبيوت متلاصقة تشعر بدفء بعضها بعضاً. وذكر أن كثيرين من أبناء وبنات الفريج كانوا أخوة في الرضاعة؛ ما يدل على عمق الأواصر والروابط، كذلك كان الأطفال والشباب يقدرون ويوقرون الكبار.

من ناحيتها، وصفت رئيسة متحف المرأة الدكتورة رفيعة غباش، التي أدارت المناقشة، «الفريج» بأنه كتاب غير عادي؛ إذ لم تكن تقرؤه بقدر ما كانت تشعر وترى وتعيش كل تفاصيله، لوجود نقاط اشتراك وتقاطع كثيرة؛ كونها والمستشار بوملحة نشآ في الحي نفسه أو «الفريج»، كما صادفَ أن «المستشار» درس على يد المطوعة الزينة التي وصفها بكلمات جميلة في كتابه: «المرأة الطاهرة التي كان لها فضل تعليمنا كتاب الله، ولاتزال صورتها حيّة في ذهني إلى اليوم، ومنظر الصبية وهم جالسون حولها، ترتفع أصواتهم بالقرآن الكريم كدليل لها على اجتهادهم». ودرست رفيعة غباش على يد ابنة تلك المطوعة.

وأضافت أنها شعرت بأن بوملحة لم يكن يكتب بيده، بل كان بقلبه ومشاعره ومودته؛ لما وجدته من دفء جميل وبصيرة باحث عن التفاصيل الدقيقة التي لا تسترعي انتباه كثيرين.

وذكرت أن الكتاب حفظ الحياة الاجتماعية لأهل الفريج بكل تفاصيلها، بدءاً من نوع العمل الذي يمارسه الأب والأم، والرجل والمرأة، إلى ألعاب الأطفال، إلى ماذا نأكل، وكيف نأكل، وغيرها من التفاصيل.

رفيعة غباش:

• «بوملحة لم يكن يكتب بيده، بل كان بقلبه ومشاعره».

إبراهيم بوملحة:

• «مازلت أحرص على زيارة فريجنا القديم رغم تغيّر ملامحه».

تويتر