لوحات راقصة تقدّمها فرقة «أورنينا»

«شهرزاد».. سحر ألف ليلة وليلة على خشبة القرية العالمية

«شهرزاد» يقدّم يومياً على مسرح القرية العالمية بأجواء ورقصات مبهرة. الإمارات اليوم

من أجواء ألف ليلة وليلة يأتي عرض «شهرزاد»، الذي يقدم يومياً على مسرح القرية العالمية، ليبهر الحضور بالحكايات الخالدة من تاريخ الشرق. إنتاج موسيقي ضخم للأدب الكلاسيكي يحمل إلى الحضور حكاية من حكايات شهرزاد، وهي قصة التاجر فؤاد وزوجته اعتماد، بلوحات راقصة يقدمها الراوي الذي يساند شهرزاد في رواية تفاصيل وأحداث القصة. وينقلنا الأوبريت، الذي يمتد على مدى نصف ساعة، الى عالم قصص الخيال في رحلة مبهجة وطاقة فنية عالية من الفرقة المؤدية للعرض.

وقال مخرج ومنتج العرض، ناصر إبراهيم، لـ«الإمارات اليوم»: «اخترنا شهرزاد وحكايات ألف ليلة وليلة لما لها من قيمة جمالية، خصوصاً أنها تحمل الفانتازيا، دون الالتزام بأي حقبة تاريخية معينة». ولفت إلى أن كل الأعمال المبتكرة تحكي الحكاية من خلال الموسيقى والغناء والرقص، فالعرض يحمل الدراما، وهو من الأعمال النادرة في العالم العربي، فتقدمه فرقة كركلا ومسرح الرحابنة في لبنان وفرقة أورنينا فقط. وأوضح إبراهيم أن العرض يستهدف العائلة، فليس هناك من فعالية خاصة في القرية للجمهور العربي ترتقي الى المستوى العالمي، منوهاً بإمكانية تقديمه في مجموعة من الدول العربية، إذ توجد خطة للتحرك بالعرض على المستوى العالمي.

ورفض إبراهيم اعتبار التراث العربي حكراً على الرقص الشرقي أو رقصة الدرويش، كما يظن البعض، مشيراً الى التراث القديم الغني جداً في المنطقة العربية التي تعج بالحضارات لآلاف السنين، فالتاريخ العربي مملوء بالقصص والحكايات التي لا تنتهي، فقصة العشق العربي لقيس وليلى أقدم من قصة روميو وجوليت، لكن المهم توظيف هذه الحكايات على المسرح كي تخرج بما يتناسب مع التقنية العالمية للمسرح. ونوه بأنهم يسعون لهذا الهدف، لتقديم تراث يليق بالمنطقة العربية، مشدداً على الحاجة إلى تقديم ما يشي بالفرح والأمن والسلام والجمال، وليس ما يعكس الصورة السلبية عن المجتمعات العربية.

وحول فريق العمل في العرض، لفت إبراهيم الى أنه أنتج وأخرج العرض، وهو من تأليف محمد عمر، بينما الأزياء كانت من تصميم أحمد منصور. أما الإكسسوارات فهي من تصميم طارق سمالوطي، واللوحات من تصميم إبراهيم بمساندة سفيتلانا ورنيم الملط. وأكد أن شهرزاد هي الحكاية التي لا تنتهي، فهي حكاية داخل حكاية، والعرض يحمل أكثر من حكاية وعلى لسان أكثر من راوٍ، فتبدأ من حكاية شهرزاد وشهريار، وبعدها ننتقل الى القصة التي ترويها شهرزاد، فهذا المسرح يبحث عن السهل الممتنع وليس عن الحكايات المعقدة. وأشار الى أن العمل يتألف من 11 مشهداً، بينما يصل عدد الراقصين الى 30 شخصاً، وهم من بلدان مختلفة، فمنهم من أتى من روسيا وسورية ومصر وغيرها، لكنهم جميعاً خضعوا للتدريبات التي تلزمهم بأسلوب العرض الخاص بفرقة أورنينا، موضحاً أن التحضير للعمل استغرق تسعة أشهر، بينما التدريبات الفعلية قاربت خمسة أشهر. وأكد إبراهيم أن الفرقة قدمت الكثير من العروض في الإمارات يتجاوز عددها 100 عرض، ولكن لكل عرض ميزاته الخاصة، وشدد على أن الفن الراقي يفرض أجره ويفرض حضوره في كل الأماكن، موضحاً أن عدم وجود الكثير من الفرق التي تقدم هذه الأعمال، يعود الى صعوبة انتاجها، «فهي تحتاج الى إنتاج كبير، وليس كل شخص قادراً على انتاج الأعمال، فهناك حاجة الى اسم فني وعلاقات، والأعمال الجماعية حضورها نادر، فغالباً ما نرى استمرار الأعمال الفردية».

وحول احتضان الإمارات للفرق الفنية والعروض، رأى إبراهيم أنه «من المهم الانطلاق من دبي، لأنه مكان عالمي، تنطلق منه الفرق، وهو مناسب جداً للوصول الى جميع أنحاء العالم، والسمعة التي حققتها دبي، تمنح العمل مكانة عالية جداً». ونوّه بأن المسرح مناسب من ناحية التقنية والصوت.

وحول استيعاب مسرح القرية للعرض الذي يمتد لمدة شهر، قال إبراهيم: «المسرح الخاص بالقرية مناسب تقنياً، فهناك الشاشات والإضاءة والصوت، والتقنيات الموجودة داخل المسرح مناسبة ومهمة جداً، كما أنه على مدار 60 يوماً يشاهد العرض ما يقارب 200 ألف مشاهد، وهذا رقم توجده خصوصية القرية العالمية». وأكد أنه من الممكن في العام المقبل تقديم حكاية جديدة من حكايات ألف ليلة وليلة، دون وجود شهرزاد، فمن الممكن أن يكون العرض عن علاء الدين، على سبيل المثال.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، بدر أنوهي: «نحن حريصون على تقديم أفضل تجربة ترفيه عائلية لضيوفنا طوال الموسم تنشر السعادة بينهم على اختلاف أعمارهم، وقد لمسنا أن تنوع العروض التي نستضيفها بشكل يومي تنال متابعة كبيرة بين ضيوفنا من مختلف الجنسيات والفئات العمرية». وأضاف «نحن فخورون بتحقيق نسبة رضا 9.2/‏‏‏‏‏‏10 في تجربة الترفيه والعروض الفنية التي نقدمها في مؤشر سعادة الضيوف هذا الموسم حتى الآن». وتابع: «نحرص في كل موسم على تقديم إنتاجنا الفني الخاص الذي يضم أقوى العروض الثقافية والفنية التي تم إنتاجها من قبل فريق الترفيه في القرية العالمية تبعاً لأعلى المعايير العالمية، لكوننا علامة عالمية».

«أورنينا»

تأسّست فرقة أورنينا في سورية، وكلمة أورنينا تعني سيدة الغناء بالحضارة السورية. وقد تأسست عام 1993، وشاركت منذ تأسيسها في البرامج الثقافية الخاصة في العالم العربي كله، باستثناء السودان والصومال، فقدمت عروضها في كل المهرجانات العربية، الى جانب أستراليا والهند وفرنسا وبيلاروسيا، وقد زارت أكثر من 30 دولة حول العالم. انتقلت الفرقة الى دبي عام 2012.

تويتر