عرضت إصدارات بأسعار مغرية في «الشارقة للكتاب»

دور نشر تحفّز على القراءة بـ «5 دراهم»

صورة

شكّلت الأجنحة التي عرضت إصدارات بأسعار مغرية، محطة جذب لافتة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ37، التي اختتمت فعالياتها أمس، بعد 11 يوما من الاحتفاء بالثقافة والمعرفة في «إكسبو الشارقة».

وازدحمت الأركان التي قدمت حسومات كبيرة على الكتب، بالزوار الذين حرصوا على التزوّد بكثير من العناوين، واغتنام فرصة المعرض الذي تنافست دور نشر فيه على طرح الكتب بأسعار زهيدة، رافعة لافتات من قبيل: «أي كتاب بخمس دراهم».. «احصل على تخفيض 50% على كل الإصدارات».. «لا تدفع أكثر من 20 درهماً للكتاب».

وحفزت روايات للأطفال وقصص شعرية للمبتدئين باللغة الإنجليزية، وكتب قيمة صدرت قبل سنوات عدة، تباع بأسعار زهيدة، المئات من زوّار المعرض على شرائها. ويعزو محمد سليمان، أحد الباعة بدار نشر مصرية، سبب بيع الكتب بسعر مخفض إلى انخفاض قيمة العملة في بلاده مقارنة بالعملة الإماراتية، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أن «رفع لافتات الخصومات على الكتب يجذب فئات مختلفة من القراء، ويزيد المبيعات، وعندما يصل القارئ إلى الجناح يستمتع بالنظر للعناوين في شتى المجالات ليختار ما يرضي اهتماماته ويجذبه»، ويرى أن معظم روّاد أركان الكتب المخفضة الأسعار، غالباً ما يكونون من الأسر التي تقصد المعرض لترسيخ ثقافة القراءة في نفوس أبنائها.

تركيز على الأطفال

من جهته، يقول عباس خليفة، ممثل إحدى دور النشر الإماراتية، إن «كتب الأطفال في كل عام تكون الأكثر مبيعاً بالمعرض، والمتابع لـ(الشارقة للكتاب) يجد أن الصغار وطلبة المدارس من أهم ضيوفه سنوياً، لذلك أدرك الناشرون المشاركون أهمية التركيز على الكتب الموجهة للأطفال بكل أنواعها التربوية والتعليمية والترفيهية والقصص، على حساب الكتب الأخرى بكل أنواعها، وأن تتم مراعاة الأسعار المطروحة وتخفيضها بشكل كبير، لذا حلت هذه النوعية من الكتب بالمرتبة الأولى في مبيعات المعرض العام الماضي». ويضيف خليفة: «الملاحظ أن أجنحة صالة (7)، المخصصة لركن الطفل، لا تهدأ من حركة البيع والشراء، ولا تفرغ من روادها الذي يتجولون في كل أرجائها، خصوصاً مع تخفيض الأسعار لتصل ما بين خمسة و20 درهماً».

لبّت الحاجة

من ناحيته، يرى سلطان عبدالعزيز، أحد زوار المعرض، الذي كان يدفع عربة مليئة بالكتب، أن الأركان التي رفعت لافتات التخفيض 40% قد لبت حاجات أسرته كاملة من الكتب، خصوصاً أنه مع حالة الهوس بالأجهزة الإلكترونية التي أصابت معظم الأبناء، عمد خلال العامين الماضيين إلى أن يحرم أطفاله من التلفزيون وتلك الألعاب في أوقات معينة يومياً، ويستبدلها بالكتب حسب رغباتهم، لذلك يشتري كتباً لأطفاله بمبلغ كبير سنوياً، والتخفيضات التي تقدمها بعض الأجنحة المشاركة بالمعرض، ساعدته على مضاعفة أعداد الكتب التي اقتناها لهم هذا العام.

ويكمل سلطان: «الملاحظ أن معظم الأركان التي تحمل لافتات الخمس دراهم، مكتوبة باللغة الإنجليزية»، متسائلاً عن سبب قلة الأجنحة العربية التي تقدم التخفيض نفسه الذي تقدمه الأجنحة الهندية والأجنبية.

أما أمنية مجاهد، المشرفة المدرسية بإحدى مدارس الشارقة، فتشير إلى أن بعض دور النشر لجأت إلى التخفيض، وبيع إصدارات بأسعار زهيدة تبدأ من خمسة دراهم، نتيجة إدراكها أن ثقافة الكتاب الورقي مهددة من قبل وسائل أخرى تتميز بسهولة العثور على المعلومة، معتبرة أن الكتاب المطبوع في وضع تنافسي خطير، خصوصاً مع الفضائيات والإنترنت، إذ لم يعد الكتاب الوسيلة التثقيفية الوحيدة في عالمنا. وتلفت أيضاً إلى أن تلك الدور أيضاً تدرك أن أعداداً كبيرة من زوار المعرض، لاسيما في الفترة الصباحية، من طلبة المدارس، ممن لا يزيد مصروفهم اليومي على دراهم معدودة.

رقابة لأجل الالتزام

قال رئيس هيئة الشارقة للكتاب مدير المعرض، أحمد بن ركاض العامري: «لقد ألزمت إدارة المعرض كل دور النشر المشاركة بمنح خصومات بين 20 و25% على الكتب، إذ نحرص على الرقابة على الأسعار خلال أيام المعرض، وهناك عقوبات تفرض على دور النشر غير الملتزمة، وتصل أحياناً تلك العقوبات إلى إغلاق الجناح، وأيضاً إلى الحرمان من المشاركة في الدورات المقبلة».

وأكد أن توفير الكتب بأسعار مناسبة، يأتي ضمن الأهداف الرئيسة التي تحرص الهيئة على متابعتها بشكل متواصل خلال المعرض، لضمان استمرارية صناعة النشر والإقبال على القراءة بشكل يراعي احتياجات وحقوق الأطراف كافة.

تويتر