الدورة الـ 12 تحتفي بمرعي الحليان.. وإبداعات مواهب واعدة

قِيَم «باني الدار» تضيء ليلة «دبي لمسرح الشباب» الأولى

صورة

في أجواء تستحضر قيم «زايد الخير»، ومقولات «باني الدار» انطلقت، الليلة قبل الماضية، فعاليات الدورة الـ12 لمهرجان دبي لمسرح الشباب، التي تتواصل حتى 17 الجاري في ندوة الثقافة والعلوم، مسلطة الضوء على مواهب إماراتية واعدة في ميدان «أبوالفنون».

واستهل عرض «الحكيم الشاعر» لمسرح دبي الأهلي، عروض المهرجان الذي احتفى بـ«شخصية العام المسرحية»، الفنان مرعي الحليان، الملقب بـ«سفير المسرح الإماراتي»، والذي بدأ مسيرته معه في عام 1973.

دورة استثنائية

وقال المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، لـ«الإمارات اليوم» على هامش افتتاح المهرجان: «نحتفل بانطلاق دورة استثنائية من مهرجان دبي لمسرح الشباب، التي تضمنت سلسلة من الأنشطة والفعاليات والعروض المسرحية التي تعد حصيلة جهد أكاديمي وخطط عمل متقنة استمرت لأكثر من عام كامل، مستندة إلى المعايير العلمية والاحترافية لتجمع بين تسعة عروض مسرحية مميزة، و10 ورش عمل مسرحية، وأكثر من 340 مستفيداً منها، وميلاد تسعة مخرجين مازالوا يتلمّسون طريق النجاح والتميز».

وأضاف «لحرصنا على أن يكون مسرح الشباب من أهم المنابر التي تناقش قضاياهم، وتغرس بداخلهم بذور الأمل والطموح والأخلاق الكريمة، اخترنا شعار (عام زايد) عنواناً لهذه الدورة الاستثنائية، لتجسد جميع العروض المسرحية المشاركة، القيم الإنسانية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من الحكمة والاستدامة والاحترام وبناء الإنسان، لاطلاع كل من شباب المتلقين والمسرحيين أنفسهم على القيم الإنسانية لباني الدار، ومحاولتهم تسليط الضوء عليها وتوظيفها في أعمالهم الفنية».

أمسية افتتاحية

أضاء عرض «الحكيم الشاعر» - من تأليف مرعي الحليان وإخراج مروان عبدالله، وإنتاج مسرح دبي الأهلي - أمسية المهرجان الافتتاحية، مستعرضاً في 30 دقيقة المراحل التي مر بها الشباب الإماراتي قبل قيام اتحاد دولة الإمارات وبعده.

وبدأ «الحكيم الشاعر» بمجموعة من الشباب يبحرون بين الكتب التاريخية، بحثاً عن القيم التي تمسّك بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليبني وطنه.

ومزج العرض بين الغناء والدراما والاستعراض، وأشعار ومقولات المغفور له الشيخ زايد، التي أصبحت نهجاً للعمل وروح البناء.

واعتمدت الحبكة على فرقة أوركسترا، وكورال يتقاطع عمله مع المشاهد التمثيلية التي تتوالى أثناء العرض، إذ اعتمدت كلمات الأغاني على مقولات «باني الدار» ووظّفتها في خدمة الأحداث، وظل الممثلون يرددون المقولات من دون الكشف عن صاحبها، ليتساءل الجمهور عن صاحب هذا القول الحكيم؟ وفي النهاية تكشف شاشات العرض المرافقة للعرض المسرحي، عن بعض المواد الفيلمية للمؤسّس الباني، التي تتتبع مراحل بنائه دولة الاتحاد.

وحاولت الحبكة الدرامية من خلال هذا المزج بين فرقة الأوركسترا والمشاهد التمثيلية كسر النمط التقليدي في تقديم الأوبريت، معتمدة على مفهوم العرض الاحتفالي «البريشتي»، الذي يعمل على تأسيس علاقة تفاعلية مع الجمهور خلال تتبعه للأحداث.

شخصية العام

وشهدت الدورة الجديدة من مهرجان دبي لمسرح الشباب اختيار الفنان الإماراتي، مرعي الحليان، شخصية العام، كونه ممثلاً مسرحياً أولى اهتماماً كبيراً بالشباب.

وقالت إدارة المهرجان إن الحليان عمل على تنشئة أجيال، وكان يختار تدريبهم لتقديمهم في مهرجانات على مستوى الدولة.

وعرفه الجمهور من خلال أدوار الكوميديا والشر معاً، وكانت بدايته شعرية، ثم ذهب في رحلة البحث عن الذات، بعد أن أكمل دراسته الثانوية، وسافر إلى أميركا وعاد منها، لتبدأ رحلته الإبداعية في المجال المسرحي عام 1973.

ومن أشهر أعماله المسرحية «جميلة، المواطن عنتر، بنت عيسى، مندلي بهلول، والوجه الآخر»، بجانب بصماته الإخراجية بمسرح الطفل، ومن أبرزها «غربان في الجزيرة، اللعبة انتهت، الحواس الخمس، سارة، والغراب الجاهل».

كما كتب مجموعة من النصوص المسرحية. وحاز العديد من الجوائز، وقدم أعمالاً في مجال التلفزيون.

النابودة: بهجة مجانية

أكد المدير العام بالإنابة في هيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة أن «(دبي للثقافة) حرصت على إثراء المهرجان بالكثير من الفعاليات المتنوعة المصاحبة له، التي تسهم بدور كبير في إدخال البهجة إلى قلوب محبي المسرح من الكبار والصغار من رواد المهرجان، من خلال اطلاعهم على أنواع مختلفة من فنون الأداء والعروض الارتجالية والكوميدية، التي تقدم جميعها بصورة مجانية، لتعيش دبي 12 يوماً في أجواء مفعمة بالثقافة والفن والإبداع».

القاسم: البداية من المدرسة

قال مستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، الدكتور صلاح القاسم، إن «اعتماد تنظيم المهرجان كل عامين انعكس بشكل إيجابي عليه، فمنحنا فرصة للبحث عن المواهب بين الواعدين الذين يمتلكون المواهب الحقيقية، وكان هدفنا هذا العام التنقيب على ذوي الموهبة المسرحية القادرة على العطاء والصمود والاستمرار على خشبة المسرح لسنوات طويلة»، ورأى أن خطة البحث عن المواهب يجب أن تبدأ من خشبة المسرح المدرسي، التي تعد المختبر الأول لاكتشاف المواهب.

الجلاف: بيئة ملهمة

توقّعت مديرة قسم المسرح في «دبي للثقافة» رئيسة مهرجان دبي لمسرح الشباب، فاطمة الجلاف، أن تشهد دورة هذا العام نجاحاً كبيراً، مضيفة أن «دبي للثقافة حرصت على توفير بيئة تنافسية إيجابية، تلهم الجميع على تقديم أفضل إسهاماتهم، على نحو يعزز فنون الأداء المسرحي الشبابي في الإمارات والمنطقة، خصوصاً أنه سبق للهيئة أن نظمت الورش التدريبية والعروض التجريبية، مع تقديم التوجيهات اللازمة من الخبراء في إطار استعداداتنا للحدث وتشجيع الفرق المشاركة».

16

جائزة سيُكرم بها

المهرجان الفائزين من

المسرحيين الشباب.

12

يوماً تتواصل فيها

فعاليات المهرجان

وعروضه.

تويتر