«بحر الثقافة» أهدى القراء نسخاً منها قبل مناقشتها بشهر

«مائة عام من العزلة».. تستدعي ماركيز إلى «الندوة»

صورة

قبل مناقشتها بنحو شهر كامل، كانت «مائة عام من العزلة»، للكاتب غابرييل غارثيا ماركيز، في أيدي الراغبين في حضور تلك الأمسية، التي استدعت، مساء أمس الأول، مدينة «ماكوندو» إلى قاعة المؤتمرات الرئيسة، بندوة الثقافة والعلوم، عبر نقاش ثري، نظمته الندوة، بالشراكة مع صالون بحر الثقافة، الذي تكفل بإهداءات نسخ الرواية مسبقاً.

من هنا اختلفت الفعالية، التي تقام بعد توقيع شراكة بشأنها بين «الصالون»، و«الندوة»، عن العديد من الفعاليات الثقافية المرتبطة بقراءة كتب جديدة، حيث معظم الحضور هم ممن فرغوا للتو من الإبحار في متن الرواية، سواء للمرة الأولى، أو عبر تجديد قراءتها، ما دفع باتجاه مناقشات طازجة الأفكار، مستذكرة الكثير من التفاصيل، في رواية وُصفت بأنها «مرهقة لقارئها»، عبر الكثير من الأسماء والتفاصيل المتشابهة.

الصالون الذي التأم بحضور علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة، وعائشة سلطان، عضو مجلس الإدارة، وبلال البدور، سفير الإمارات السابق في الأردن، ود. عمر عبدالعزيز، وفتحية النمر، وصالحة عبيد، ود. مريم الهاشمي، ونخبة من المهتمين، ناقش آراء مختلفة في الرواية، وتأويلات نقدية وفكرية وفلسفية متباينة، ما شكل تجربة ثرية أخرى، لا تقل أهمية عن فعل القراءة نفسه.

وقال الهاملي إن قارئ «مائة عام من العزلة» يعاني أكثر من معاناة ماركيز في الكتابة، نظراً لتشابه الأسماء والأحداث وتكرارها، ما يجعل الكاتب في حيرة، ويعيد قراءة ما بدأه أكثر من مرة.

وأشار الهاملي إلى أن التكنيك الذي استخدمه ماركيز في الكتابة جعله يعاني ككاتب المعاناة نفسها، وأن الواقعية السحرية التي اتسم بها العمل تجمع بين الواقع والأسطورة والسحر واللاواقع.

من جانبها، أشارت الروائية صالحة عبيد إلى أن أكثر كتاب أميركا اللاتينية على وجه الخصوص استفادوا وتأثروا بـ«ألف ليلة وليلة»، والأسطورة الشرقية، رغم غياب الكاتب الشرقي عن تلك المشهدية في الكتابة، نتيجة أن الواقع أخذه كثيراً.

وقدمت عائشة سلطان إضاءات حول «مائة عام من العزلة»، مشيرة إلى أن الرواية التي طبع منها نحو 30 مليون نسخة، وترجمت إلى 30 لغة، تعد من أهم الأعمال الأدبية العالمية، وهي تنتمي لمدرسة الواقعية السحرية التي تمزج الخيال بالواقع، الخيال الذي تغذيه الأساطير والقصص المتوارثة في مجتمعات دول أميركا اللاتينية، أما الواقع فيأتي من تجارب الكاتب وحياته ومجموعة الأحداث السياسية والانقلابات والأنظمة الديكتاتورية والدموية التي تولت حكم هذه الدول.

ورأت سلطان أن ماركيز نجح في أن يخلق تاريخ قرية كاملاً من نسج خياله، حتى أصبحت أشبه بمدينة صغيرة، توالت عليها الحروب والحكومات، وأن من أجمل الأفكار التي أراد الكاتب إيصالها للقارئ أن الزمن لا يسير في خط مستقيم، بل في دائرة.

 

تويتر