فنان إماراتي يستذكر الماضي بالحنين

مرعي الحليان: رمضان يذكرني بعباءة جدتي والأطباق المسافرة بين البيوت

صورة

يؤكد الممثل الإماراتي مرعي الحليان، أن شهر رمضان المبارك يحيله دوماً إلى ذكريات أيام الصبا الجميلة، وسنوات نشأته الأولى في بيت الجدة، التي يسترجع فيها الفنان الطقوس العائلية الخاصة بهذا الشهر، وبقية التفاصيل اليومية المصاحبة لهذه المناسبة، معلقاً بالقول: «مازلت أتذكر الطقوس اليومية التي كانت تميز بيتنا آنذاك عن بقية بيوت الفريج، والأجواء الروحانية التي كانت تلف منزل جدتي طوال تلك الفترة المحددة من العام، كما تعيدني أول أيام رمضان إلى عبق بيتنا والعبير المنبعث من عباءة جدتي، التي امتزجت فيها رائحتها المألوفة برائحة البخور المنتشرة في جميع أرجاء البيت».

1

مواقف طريفة

يقدم مرعي الحليان، من خلال أدائه لشخصية «عبيدان» نموذجاً طريفاً للمطرب المتمسك بالأغاني القديمة، رافضاً مواكبة موجة الأغاني العصرية، ما يضعه في موقف محرج أمام والدة زوجته التي تتهمه دائماً بعدم الرغبة في إيجاد عمل ينقذ أسرته الصغيرة، إذ يضطر «عبيدان» إلى البحث عن عمل، رغم تكراره دائماً بأنه فنان حساس ومرهف.

2

بعيداً عن «القفشات»

يؤكد الحليان أن مسلسل «على قد الحال» يعتمد بالدرجة الأولى على المواقف الطريفة التي صاغها الكاتب جاسم الخراز، وأخرجها للشاشة عمر إبراهيم، وذلك من خلال عمل كوميدي مليء بالرسائل التي تتطرق إلى سلوك الأفراد في المجتمع، لافتا أن معظم المواقف الكوميدية مبنية على «التكنيك العالي» في الأداء التي تم فيها الاعتماد على كوكبة من نجوم الكوميديا الإماراتية البعيدة عن (القفشات) و(الإيفيهات)التقليدية.

3

أب عصامي

في مسلسل «صوف تحت حرير» للمخرج دحام الشمري، يجسد الفنان مرعي الحليان دور الأب العصامي، الذي يحرص على تربية أبنائه على قيم الالتزام والجدية والأخلاق الحميدة، لكنه يفاجأ لاحقاً بتغير مساراتهم، ما يحدث لديه أزمة نفسية.


- «مازالت الأطباق تتنقل بين بيوت الفريج الجديد في (الورقاء)، التي نتجاور فيها مع أسر عربية».

- «اجتماع العائلة على الإفطار يظل أمراً إلزامياً نتحدث فيه عن جديدنا ومشروعاتنا وحياة الأولاد اليومية».

- «هذا الشهر بالنسبة لي شهر القرارات الحاسمة، ومساحة للتأمل والبحث عن أفكار جديدة».


إطلالة مميزة

يطل الفنان هذا العام على جمهور الشاشة الفضية في الشهر الكريم بمشاركة مميزة في المسلسل الكوميدي الجديد”على قد الحال” إلى جانب كوكبة من نجوم الإمارات والخليج منهم الفنانة القديرة سعاد علي، والممثلة الإماراتية بدرية أحمد، صوغة، سعيد بتيجة، منصور الفيلي، ومروان عبد الله وثلة من أبرز وجوه الدراما المحلية، كتب قصة المسلسل الكاتب الإماراتي جاسم الخراز فيما أشرف المخرج الإماراتي عمر إبراهيم على صياغة رؤيته الإخراجية.

سيرة

ممثل ومؤلف إماراتي من مواليد فبراير 1965، يعتبر من الوجوه الإماراتية البارزة في الدراما المحلية. عرفه الجهور الخليجي من خلال أدوار الشر وأدوار الكوميديا التي تقمصها في مختلف الأعمال التلفزيونية المحلية. بدأ الحليان مسيرته الفنية من خلال المسرح، وذلك من خلال مشاركته في مسرحية حبة رمل في العام 1991، ومنها انطلق إلى مجال الدراما التلفزيونية ليشارك في عدد من المسلسلات الإماراتية المعروفة، منها مسلسل (مرمر زماني) عام 1996، الذي كان بمثابة محطة انطلاقة الفنان الحقيقية، من أهم أعماله أيضاً دكة الفريج، الغني والبخيل، دروب المطايا، ريح الشمال، وديمة وحليمة.

«على قد الحال» يعتمد بالدرجة الأولى على المواقف الطريفة، ويهدف إلى رسم الابتسامة وتخفيف وطأة الإرهاق الذهني، الذي بات يحيط بالمشاهد العربي، بسبب الأحداث اليومية.

وتابع: «هذه هي أجواء شهر رمضان التي نشأت عليها في بيتنا في أحد أحياء دبي، التي كانت شاهدة في تلك الفترة على ألق الروابط الاجتماعية المتينة بين الجيران وأطباق الطعام الرمضانية المسافرة بين البيوت».

حنين الفنان الإماراتي إلى تلك الأيام لم ينقطع بعد، فهو لايزال إلى اليوم متشبثاً بذكريات الماضي، وحتى بعادات البيوت القديمة وأطباقها المسافرة في رمضان «الحمد لله لم تنقطع هذه العادة الجميلة، فمازالت هذه الأطباق تتنقل إلى اليوم بين بيوت الفريج الجديد في منطقة الورقاء، التي نتجاور فيها مع أسر عربية من فلسطين والمغرب، وعدد من الأسر الإماراتية الحريصة على صيانة هذه العادة الرمضانية الطيبة»، ويتابع: «يمر ببيتنا في أيام رمضان الطاجن المغربي وتشكيلة من أشهى الحلويات الشامية التي تصاحبها دوماً أصناف منتقاة من الأطباق الإماراتية التقليدية، إلى جانب قائمة طويلة من مختلف الأطباق الشهية التي تعدها زوجتي».

معاناة يومية

في المقابل، وبابتسامة واضحة يتحدث الحليان عن معاناة زوجته في رمضان، قائلاً: «مع حلول الشهر الفضيل أعيش في صراع درامي مع زوجتي، التي تحاول أن تلبي معظم رغبات الأولاد، وما يفرضونه على طاولة الطعام في رمضان، إذ عامة ما يستمر هذا الحماس طوال الأيام الـ10 الأوائل من رمضان، وصولاً إلى النصف الثاني من الشهر الذي تصاب بعده (أم العيال) بالتعب، حينها يمكن أن نحصل إلى مائدة إفطار تقتصر على الخبز واللبن وبعض الأطباق المسافرة التي تطرق باب بيتنا»، أما «اجتماع العائلة على مائدة الإفطار، فيظل أمراً إلزامياً نتحدث فيه عن جديدنا ومشروعاتنا، ونناقش فيه بعض تفاصيل الأولاد اليومية وهمومهم الصغيرة»، فيما يظل هذا الشهر بالنسبة لي شهر القرارات الحاسمة ومساحة للتأمل المناسبة التي أبحث فيها عن أفكار جديدة لمشروعات مستقبلية، لهذا السبب أنتظر قدوم رمضان لأبدأ في مراجعة ما قدمته من أعمال تلفزيونية ومسرحية، وعادة ما تواكب نهاية الشهر الفضيل بداية انغماسي في كتابة نص إبداعي جديد».

مكانة العائلة

لا تقتصر عادات الشهر الفضيل على الطعام والشراب، بل تتعداها إلى ألق الروابط الاجتماعية والزيارات العائلية التي يشعر الفنان الإماراتي تجاهها ببعض التقصير حين يصفها قائلاً: «أعترف أن زياراتي لشقيقتي الكبرى قليلة، رغم أنها حريصة على الاتصال بي بشكل شبه يومي، أما إخواني فيبادرون دائماً بالاتصال والسؤال عن أحوالي، وهم أصحاب فضل كبير عليّ في هذا الجانب».

«كيمياء» العمل التلفزيوني

يرتبط الحليان بعمل كوميدي جديد واكبت «الإمارات اليوم» كواليس تصويره، وهو مسلسل «على قد الحال»، الذي قال عنه الفنان: «هذه هي تجربتي الثانية مع الثنائي الناجح جاسم الخراز في التأليف، وعمر إبراهيم في الإخراج، بعد مشاركتي في مسلسل (وديمة وحليمة)»، وتابع: «سعيد جداً بهذه التجربة التي جمعتني بالخراز وعمر إبراهيم، وأتحدث هنا عن (الكيمياء) التي تربط بينهما في العمل التلفزيوني، فالخراز يمتلك حرفية عالية في كتابة المفارقة الكوميدية، إلى جانب إحساسه الشفاف بقضايا المجتمع الذي ينبش عميقاً في تفاصيله وفي مختلف سلوكيات الأفراد، ليحولها بسحر استثنائي إلى مادة درامية خفيفة قابلة للتناول تلفزيونياً، إضافة إلى إنه يتقن مختلف المفردات المحلية التي تذكرنا دوماً بالبيئة التقليدية الأصلية وأسرار البيوت الإماراتية».

أما «عمر إبراهيم فهو مخرج يتقن تلميع الممثل أمام الكاميرا، وإبراز الموقف الدرامي على الشاشة»، وأعتقد أن «على قد الحال» سيكون بمثابة الاستراحة الخاصة التي تناسب الباحثين عن الابتسامة والكوميديا الهادفة، التي تجسد الرسائل الحقيقية، وتتناول القضايا الاجتماعية والمظاهر الواقعية بقالب كوميدي خفيف وظريف، والأجمل من ذلك هو إصرار المخرج على أن الموقف الكوميدي لا يعتمد على التأثير أو المفردات المستخدمة بقدر اعتماده على الممثل.

تويتر