جزر البهاما من «إكسبو دبي»: أنقذوا «محار الملكة»

وسط عروض كرنفال «جونكانو» الترفيهية، أبهر جناح جزر البهاما زوار معرض «إكسبو 2020 دبي»، لواحدة من السمات الأكثر لفتاً للثقافة المحلية، وهو مهرجان كرنفالي يرتدي فيه «البهاماس» أزياء مدهشة يدوية الصنع تمثل أعمالاً فنية، ويعزفون موسيقى تعبر عن طبيعة حياتهم، ويخوضون مسيرة حيوية تنبض في شوارع «إكسبو»، ما أضفى حيوية وبهجة على الزوار.

وتمثل زيارة جناح «البهاما»، تجربة تبعث الدفء في القلب، وتجسّد المرونة الروحية التي تتميز بها جزر البهاما، وهي دعوة إلى التمتع بالإبداع والمشاركة من خلال الأثر الإيجابي للاقتصاد الأزرق والاتصال والاستدامة.

عروض متنوعة

وتشارك جزر البهاما، في فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، بمجموعة عروض متنوعة تحاكي واقعها اليومي.

ويحكي الجناح، عن المهارات المبكرة التي تعلمها الإنسان الأول أثناء كفاحه للبقاء؛ وهي صناعة السلال والملابس وأغطية الرأس من الخامات الطبيعية، حيث لاتزال صناعة القش باقية حتى يومنا هذا، لكن هذه الحرفة القديمة تطورت على أيدي سيدات البهاما الماهرات، واتخذت طابعاً فنياً مميزاً، رغم أنها مهنة شاقة تتطلب جهداً كبيراً، لكن كثيراً من المنتجات التي يصنعها المشتغلون بها تتميز بجمال خلاب وسحر خاص، وامتدت لقرون، وتمثل اليوم تراث شعب البهاما.

«الطائر الوطني»

وفي أحد أركان الجناح في منطقة الاستدامة، تزين مجسمات طيور الفلامنغو (الطائر الوطني لجزر البهاما)، وكأنها تتجول في حيوية قبالة أحد الشواطئ الكاريبية، ويعود التصميم إلى كيشان مونرو، وهو فنان ومحاضر في كلية الفنون بجامعة جزر البهاما، فضلاً عن سفينة شراعية حقيقية من منتجع «بها مار» وُضعت في قلب الجناح، لتمثل تقاليد الإبحار في جزر البهاما.

تجربة فريدة

وفي جناح البهاما بـ«إكسبو دبي»، تجربة فريدة ودعوة إلى اكتشاف مغامرات البحّارة ما بين جزيرة أندروس بترانيمهم الأنغليكانية، أو الأهازيج الشعبية لنساء «لونغ آيلاند»، وحكايات «لوكو كاري» الذي تغير فيما بعد إلي شعب الجزر أو «شعب لوسيان».

ويدعو سكان البهاما عبر «إكسبو»، إلى حملة مبتكرة هي «أنقذوا المحار»، حيث تراجعت أعداد أصداف «محار الملكة» بشدة ويمكن أن تنقرض إلى الأبد، وتهدف هذه الحملة الوطنية إلى حماية محار الملكة في جزر البهاما بفضل الأبحاث والعلوم التشاركية وتغيير السياسات باستخدام رسالة بسيطة ومباشرة.

حفل فني

إلى ذلك، قدم مجموعة من أبرز المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات من جزر البهاما، حفلاً فنياً مميزاً على منصة اليوبيل في «إكسبو 2020 دبي»، احتفاء باليوم الوطني لبلادهم، حضره جمهور متنوع تجاوب كثيراً مع الوصلات الغنائية التي تضمنت دعوة الجمهور إلى زيارة هذه الدولة الجزرية ذات الطبيعة الساحرة والشواطئ الخلابة والشعب المضياف.

واستمتع الجمهور بالاستماع إلى مجموعة منوعة من أشهر الأغاني المحلية التي تمزج بين الموروث الثقافي ذي البعد الإفريقي وموروث السكان الأصليين، حيث منح هذا الدمج بين الثقافتين موسيقى جزر البهاما، غنى وتنوعاً ثقافياً عميقاً، عكس تراث وتاريخ وثقافة أجيال عدة من هذا الشعب المحب للحياة والذي يعبر عن نفسه بالرقص والغناء.

رقصات

كما استمتع جمهور المنصة بعدد من الرقصات البهامية التقليدية، التي أشعلت حماسهم للمشاركة والتمايل مع حركات المؤدين.

وتمحورت الأغاني الساحرة التي تجاوب معها الجمهور الحاضر حول مجريات الحياة اليومية لشعب البهاما، حيث يعد الغناء البهامي واحداً من عوامل الجذب السياحي، في هذه البلاد التي تشتهر بالحفلات الصاخبة التي تقام على شواطئها، والتي تجتذب ملايين السياح سنوياً.

تعدد

يشار إلى أن جزر البهاما، تشتهر بتعدد الألوان الموسيقية الشعبية فيها، والتي تم تقديم عدد كبير منها خلال الحفل الذي استمتع به زوار «إكسبو 2020 دبي»، مثل موسيقى الكاليبسو، والساكا والجونكانو.

تاريخ مشوّق

تمتد جزر البهاما على ما يتجاوز 100 ألف ميل مربع، ويتمتع شعبها بتاريخ مشوّق، ينطوي على قصص الاكتشاف والقرصنة.

ويتألف أرخبيل جزر البهاما من سلسلة من الجزر والجُزيرات المنخفضة يبلغ مجموعها 700 جزيرة، وتحيط بالجزر الشواطئ الجميلة والمياه الفيروزية الصافية وتجذب إليها آلاف السياح كل عام، وتسهم السياحة في نصيب وافر من اقتصاد الدولة، وتوفر مصدر دخل للغالبية العظمي من سكان الجزر.

• عروض «الجونكانو» وطيور «الفلامنغو» تبهر الزوار.