دراسة: الإمارة تمتلك المقومات لتتحول إلى مركز عالمي للسياحة البحرية «الحلال»

725 ألف سائح بحري متوقع إلى دبي خلال الموسم المقبل

مجلس دبي للسياحة يتوقع وصول 825 ألفاً من السياح البحريين في موسم 2019/‏‏‏‏‏2020. أرشيفية

أفادت دراسة لغرفة تجارة وصناعة دبي، بأنه من المتوقع وصول 725 ألفاً من السياح البحريين إلى دبي خلال الموسم المقبل للسياحة البحرية (2018/‏‏‏‏2019)، كما يتوقع وصول 825 ألفاً منهم في موسم 2019/‏‏‏‏2020.

وأشارت الدراسة، التي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، إلى أن عدد المسافرين إلى الإمارة عبر البحر، ارتفع من 320 ألفاً في موسم 2013/‏‏‏‏ 2014 إلى 625 ألفاً في موسم 2016/‏‏‏‏2017، بنمو 95%، مؤكدة إمكانية أن تصبح دبي مركزاً عالمياً للسياحة البحرية الحلال.

السياحة البحرية

وتفصيلاً، أكدت دراسة اقتصادية لغرفة تجارة وصناعة دبي، إمكانية أن تصبح دبي مركزاً عالمياً لتوفير السياحة البحرية الحلال للسياح المسلمين، بدعم من المقومات التي تمتلكها الإمارة، مؤكدة أن التوسع المطرد في البنية التحتية للرحلات البحرية في دبي يتماشى مع التطور الذي تشهده موانئ أخرى في المنطقة.

وقالت الدراسة إن السياحة البحرية تعتبر واحدة من أسرع شرائح قطاع السياحة في دبي نمواً، حيث تعتبر الإمارات من بين الوجهات الرائدة للرحلات البحرية الشتوية في العالم، بالإضافة إلى ذلك، تتمتع دبي بوجود أكبر وأحدث ميناء في الشرق الأوسط، حيث يمكنها ذلك من المناولة المريحة لست سفن سياحية في وقت واحد، ويساعد في تعزيز مكانة دبي مركزاً رائداً للرحلات البحرية في المنطقة، موضحة أن موسم السياحة البحرية في دبي يستمر بين نوفمبر ومارس من كل عام.

وكشفت عن أن عدد المسافرين عبر البحر ارتفع من 320 ألفاً في موسم 2013/‏‏‏‏ 2014 إلى 625 ألفاً في موسم 2016/‏‏‏‏2017، بنسبة نمو قدرها 95%، لافتة إلى أن عدد السفن التي وصلت (مبنى حمدان بن محمد للسفن السياحية) بميناء راشد ارتفع من 93 في موسم 2013/‏‏‏‏2014 إلى 156 في 2016/‏‏‏‏2017، بنسبة نمو قدرها 68%، بجانب أنه على مدى الموسم المقبل للسياحة البحرية (2018/‏‏‏‏2019)، يتوقع مجلس دبي للسياحة وصول 725 ألفاً من السياح البحريين، كما يتوقع وصول 825 ألفاً منهم في موسم 2019/‏‏‏‏2020.

وأوضحت أن السبب الرئيس للنمو المطرد في سوق السياحة البحرية بدبي يتمثل في تطوير بنية تحتية جديدة، خصوصاً عندما تم الافتتاح الرسمي للمحطة البحرية رقم 3، مبنى حمدان بن محمد للسفن السياحية في عام 2014، الذي يظل أكبر مرسى منفرد للسفن السياحية في العالم، حيث يمكنه التعامل مع 18 ألف مسافر في اليوم الواحد، مشيرة الى أنه يمكن للرحلات البحرية العالمية التي تنطلق من دبي، أن تستمر خمس أو سبع أو 12 أو 14 ليلة، كما يمكن للمسافرين اختيار رحلة عالمية.

رحلات قصيرة

وبحسب الدراسة، فإن هناك رحلات بحرية قصيرة بين إمارات الدولة، مثل (أبوظبي، دبي، الفجيرة، الشارقة)، وإلى دول في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مثل (عمان والبحرين). كما أن هناك رحلات طويلة تبدأ من أوروبا، مثل (ألمانيا واليونان)، وتنتهي في شرق آسيا، مثل (سنغافورة وتايلاند)، لكنها تستخدم دبي وجهة عبور.

وخلال الموسم المقبل للرحلات البحرية (بين نوفمبر 2018 وأبريل 2019) ستستخدم 93 سفينة سياحية «ميناء راشد» في دبي كمحطة انطلاق لرحلاتها البحرية. كما ستستخدم 83 سفينة سياحية دبي كمدينة عبور، وستكون الإمارة الوجهة الأخيرة لنحو 30 رحلة بحرية خلال الموسم نفسه.

وقالت الدراسة إن سوق الرحلات البحرية السياحية في دبي شهد نمواً في السنوات الأخيرة، وقامت الحكومة بدمج هذه الفئة المتخصصة في الاستراتيجية الوطنية للسياحة، لافتة إلى أن هناك العديد من السياسات الداعمة لتطور السياحة البحرية في الإمارة، منها تطبيق الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، إجراءات مبسطة لمنح تأشيرة الدخول، وتشمل إصدار تأشيرة متعددة الزيارات حصرياً للسياح الذين يصلون الإمارة عن طريق الرحلات البحرية.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت «موانئ دبي العالمية» عن خفض بنسبة 50% من رسوم الميناء في مرسى السفن السياحية بدبي خلال الموسم من أكتوبر 2018 وحتى أبريل 2019.

وأوضحت الدراسة أن الحكومة تخطط لتحويل دبي إلى مركز متكامل للسياحة البحرية في العالم، وبناء محطات جديدة للسفن السياحية، مشيرة الى أنه ستبدأ المحطة الجديدة للسفن السياحية، العمل في أكتوبر 2020، وستكون قادرة على استقبال ست سفن سياحية في وقت واحد.

اتفاقات استراتيجية

ولفتت إلى أن الحكومة، تدعم الاتفاقات الاستراتيجية بين الشركات المحلية والعالمية لأجل تطوير مجال السياحة البحرية في دبي، منوهة، على سبيل المثال، بالاتفاقية الأخيرة بين شركة «كارنيفال»، أكبر شركة للسفر الترفيهي في العالم، وشركة «مراس»، حيث يساعد ذلك في التعاون بين الكيانين في مجالات استراتيجية عدة تشمل تطوير الموانئ، وإدارة محطات السفن السياحية، وفرصاً جديدة لتطوير سفن بحرية بمرفأ دبي وفي منطقة الخليج.

وأوضحت أنه من المبادرات الأخرى للحكومة تشكيل «لجنة دبي للسياحة البحرية» من قبل قسم السياحة البحرية، التابع لإدارة السياحة والتسويق التجاري، في الربع الثاني من هذا العام. وركزت على أن هذه اللجنة تعد بمثابة شبكة للشركاء المهمين في المجال، وتشمل «سياحة دبي»، «موانئ دبي العالمية»، «طيران الإمارات»، «الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب» بدبي، وكذلك «جمارك دبي». ووافقت اللجنة على خطط تطوير الأعمال بهدف ضمان علاقة طويلة الأمد مع الشركاء الحاليين، وجذب خطوط ملاحية جديدة تستخدم دبي كمرفأ لها خلال فصل الشتاء.

وكشفت الدراسة عن أن هناك الكثير من الفرص لجذب خطوط ملاحية جديدة لدبي، لافتة إلى أن الشركات المشغلة للسفن البحرية عند اختيار وجهة بحرية تهتم بعوامل عدة منها: الأنشطة المتوافرة عند الوصول، التعلم والاستكشاف، البيئة المحيطة، الأمان والراحة، وتطور الوجهة.

وبحسب الدراسة، فإن دبي توفر الكثير من الفعاليات مثل مهرجان التسوق، منافسات التنس العالمية، بطولة الرجبي، وذلك خلال أشهر الشتاء، الأمر الذي يجذب الخطوط الملاحية. وهناك الكثير من الرحلات على اليابسة في دبي وموانئ أخرى بالمنطقة خلال الفترة التي تلي أشهر الموسم، ما يزيد من عدد الخطوط الملاحية والمسافرين كذلك.

وقالت إن تجربة التعلم واستكشاف موانئ السفن السياحية تعتبر واحداً من العوامل المهمة لشركات السياحة البحرية، لذلك، يجب على الشركات السياحية توجيه الدعوة لشركات سياحية بحرية أجنبية لاستكشاف الموارد الخاصة بدبي والموانئ الأخرى في المنطقة، داعية مسؤولي السياحة البحرية في الإمارة إلى التشاور مع الخطوط الملاحية العالمية، ودعوتها لدراسة ما توفره دبي.

جذب المسافرين

أكّدت دراسة غرفة تجارة وصناعة دبي، أن الإمارة تتميز خلال أشهر الشتاء بطقس جيد ومشاهد طبيعية جميلة تجذب مسافري الرحلات البحرية، لافتة إلى أنه من خلال استخدام قنوات تسويق متنوعة للترويج لدبي كوجهة للرحلات البحرية خلال موسم الشتاء، يمكن جذب مزيد من السيّاح الأجانب لزيارة الإمارة.

ونقلت الدراسة عن بيانات للرابطة العالمية للخطوط الملاحية، أنه خلال الفترة من 2011 إلى 2016، كان السيّاح الأميركيين والصينيين والألمان في الصدارة من حيث عدد المسافرين عبر المحيطات في العالم، مضيفة أنه على الرغم من ذلك، يشكل السيّاح الألمان النسبة الأكبر من المسافرين الذين يصلون دبي عبر السفن السياحية.

وأضافت أنه يمكن لدبي أن تكون وجهة ممتازة لجذب المسافرين عبر البحر، ليس فقط من الأسواق التقليدية مثل (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة)، وإنما أيضاً من الهند وروسيا والصين التي تعتبر أكثر أسواق السفر نمواً في العالم.

تويتر