«مايكروسوفت» تستخدم البنية المحورية المفتوحة المصدر لمتصفح «غوغل كروم»

النسخ التجريبية من «إيدج كروميوم» تلقى ترحيباً بين خبراء التقنية

النسخ الجديدة متاحة للتنزيل من موقع «مايكروسوفت إيدج إنسايدر». من المصدر

بعد مرور أربعة أشهر فقط على إعلان شركة «مايكروسوفت» الأميركية قرارها باستخدام البنية المحورية مفتوحة المصدر لمتصفح «غوغل كروم»، في بناء وتشغيل متصفحها «إيدج»، والاستغناء عن البنية المحورية الخاصة بها، طرحت الشركة، أخيراً، ثلاث نسخ تجريبية من متصفحها الجديد «إيدج كروميوم»، تمهيداً لطرح النسخة النهائية في غضون أسابيع.

ولاقت هذه النسخ خلال الأيام الأولى لظهورها، استحساناً وترحيباً من قبل العديد من الخبراء العاملين في مجال التقنية من محللين ومراقبين ومنخرطين في برنامج «المطلعين الأوائل» داخل «مايكروسوفت» وخارجها، وكذلك بعض الجهات المستقلة المتخصصة في اختبار المتصفحات، إذ منح أحد التقييمات الأولية النسخ الجديدة من متصفح «إيدج» 535 درجة من أصل 555 درجة، مقابل 509 درجات لمتصفح «كروم» الأصلي.

نسخ جديدة

وكشفت «مايكروسوفت» النقاب عن هذه النسخ، من خلال تدوينة نشرها نائب رئيس الشركة، جو بيلفيوري، على المدونة الرسمية لـ«ويندوز» التابعة لـ«مايكروسوفت» blogs.windows.com.

وقال فيها إن النسخ الجديدة متاحة للتنزيل من موقع «مايكروسوفت إيدج إنسايدر»، وتتضمن: نسخة «إيدج كناري» المخصصة للمستخدمين، ومتاحة للاختبار والمعاينة والتحديث على المستوى اليومي، ونسخة «إيدج ديف» المخصصة للمطوّرين والمبرمجين، ويتم تحديثها أسبوعياً، ونسخة «إيدج بيتا» هي نسخة سيتم تطويرها في أجل أطول مستقبلاً، لتدعم نظام تشغيل «ماكنتوش»، وجميع إصدارات «ويندوز» السابقة بمرور الوقت.

وأكد بيلفيوري أن «مايكروسوفت» تركز بشدة حتى الآن على الأساسيات، ولم تدرج بعد مجموعة واسعة من المزايا اللغوية والدعم اللغوي الذي سيأتي لاحقاً، ومع ذلك فإنه يمكن للمستخدمين رؤية الكثير من الاختلافات عن متصفح «إيدج» الحالي، بما في ذلك انتهاء التصميم الخفي، ودعم مجموعة أوسع من الملحقات، وقدرة أوسع على إدارة ملف تعريف تسجيل الدخول الخاص بالمستخدم، وإمكانية الوصول، وخواص اللمس.

متصفح «إيدج»

وكانت «مايكروسوفت» أعلنت في ديسمبر 2018 بدء اجراءات التخلص من متصفح «إيدج»، الذي يأتي مدمجاً مع نظام تشغيل «ويندوز 10»، وإلغاء النواة البرمجية التي انتجتها خصيصاً لهذا المتصفح التي تحمل اسم «إيدج إتش تي إم إل»، وإعادة بنائه بالاعتماد على تقنية «كروميوم» التي تنتجها «غوغل»، وتعدّ النواة الرئيسة لمتصفحها «كروم».

ويتمثل الدافع الرئيس وراء هذا القرار من «مايكروسوفت» في النتائج البائسة التي حققها متصفح «إيدج» مقابل «كروم» و«فايرفوكس»، وغيرهما من متصفحات، التي تؤكد أن «إيدج» الذي جرى تقديمه للمرة الأولى في عام 2015 لم يستطع حتى الآن أن يكون بديلاً كاملاً لمتصفح «إنترنت إكسبلورر» القديم، أو يحل محله، كما أنه لم يستطع أن ينافس بقوة أمام «كروم» و«فايرفوكس» وغيرهما.

وبحسب محللين، فإن متصفح «كروم» الذي أطلقته «غوغل» عام 2008، أصبح نوعاً من الصداع المؤلم لـ«مايكروسوفت»، فمنذ بداية ظهوره وهو يحقق نجاحات متتالية، حتى أصبح المهيمن الأول على سوق المتصفحات، وجاء ذلك على حساب «إنترنت إكسبلورر» من «مايكروسوفت».

وحينما حاولت «مايكروسوفت» الالتفاف حول «كروم» بإلحاق «إيدج» مع نظام تشغيل «ويندوز»، ثم جعله يأتي مندمجاً مع «ويندوز 10»، لم تفلح في هذه الخطوة، وواصل «كروم» تقدمه.

خصائص ومزايا

يتضمن المتصفح أيضاً خاصية الوضع الداكن، وأدوات قواعد اللغة، والترجمة، والتمرير الأكثر سلاسة، والقدرة على العمل بكفاءة مع الحاسبات المحمولة التي تستخدم معالجات 64 بت من «إنتل»، وكذلك المعالجات العاملة بشرائح «إيه آر إم» من كوالكوم، التي تحقق عمراً أطول للبطارية، واتصالاً مدمجاً بشبكات المحمول من الجيلين الرابع والخامس.

ومن المزايا أيضاً أن الوصول إلى كل من متجري «كروم» و«إيدج» الإلكترونيين للتطبيقات والملحقات، يتم من خلال مفتاح بسيط أعلى الصفحة، يتيح التنقل بين المتجرين بسهولة، من خلال حساب المستخدم في «مايكروسوفت» فقط.

وتؤكد «مايكروسوفت» أن النسخ المقبلة ستدعم خواص الشاشات العاملة باللمس، والدردشة المرئية، وتسريع الرسومات وإمكانية الوصول، وهي تقنية مهمة للأشخاص الذين يعانون إعاقات بصرية.

120 وظيفة إضافية

أشار أول تقييم لمحللي شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في تقنية المعلومات، إلى أن الإصدارات الجديدة من «إيدج كروميوم» تحمل 120 وظيفة إضافية لم تكن موجودة في «إيدج» الأصلي.

ومن أبرز المزايا الجديدة في «إيدج كروميوم» أنه يوفر قائمة بها العديد من الخيارات عند النقر فوق قائمة الأوامر، وتظهر الخيارات مرتبة أفقياً على الجانب الأيمن من شريط العنوان. وتتضمن الخيارات التقليدية للمفضلة والتاريخ والتنزيلات والإضافات، إضافة إلى فئة جديدة هي التطبيقات.

وتبعاً للإعدادات الافتراضية، يرسل المتصفح حركة مرور البحث إلى محرك بحث «مايكروسوفت بنج»، وليس إلى خدمة البحث السائدة من «غوغل»، لكنه يتيح إضافة اي محرك بحث آخر.

تويتر