تتضمن «صورة داخل صورة» و«الشبكة الافتراضية الخاصة» وتصحيحات أمان جديدة

«فايرفوكس 71» يتيح 3 مزايا جديدة

صورة

جاء الإصدار الجديد الذي طرح أخيراً، من متصفح «فايرفوكس»، ثاني أكبر متصفح على الإنترنت بعد «غوغل كروم»، حاملاً ثلاث مزايا جديدة، الأولى، هي تشغيل خاصية «صورة داخل صورة» التي تتيح للمستخدم مشاهدة ملفات فيديو داخل إطار منفصل قابل للتشغيل من داخل المتصفح وخارجه، وخاصية «الشبكة الافتراضية الخاصة» التي توفر التصفح المشفر المؤمن كاملاً، مع تصحيحات أمان جديدة شملت التغلب على 11 نقطة ضعف أمنية. ويحمل الإصدار الجديد رقم «71»، وطرحته «موزيلا» الشركة المنتجة رسمياً أخيراً.

مراجعة تقنية

وخلال الأيام الماضية، أجرى محللو موقع «كمبيوتر ورلد» computerworld.com، مراجعة تقنية شاملة للمتصفح في ضوء أدائه الفعلي عبر الويب. ونشرت نتائج المراجعة في 25 الجاري، وخلص محللون خلالها إلى أن التحديثات الجديدة التي تقدمها «فايرفوكس» جاءت كمحاولة «للحاق بالركب» وليس لتحقيق الهدف الكبير الذي أعلنت عنه، وتسعى إليه «موزيلا» منذ فترة وهو جعل «فايرفوكس» المتصفح الأكثر جاذبية على الإطلاق عبر الإنترنت.

1- صورة داخل صورة

أضافت «موزيلا» إلى الإصدار الجديد الوظيفة المعروفة باسم «بي إن بي»، أو صورة داخل صورة، وهي خاصية تسمح بتضمين وعرض ملفات الفيديو في نافذة صغيرة منفصلة، تظهر أمام المتصفح، داخل علامة التبويب النشطة بصورة «طافية» على الصفحة وليست ثابتة، كما هو معتاد، ومن ثم يمكن العمل عليها، كما يمكن سحبها وتشغيلها أثناء التنقل من علامة تبويب إلى أخرى، أو سحبها إلى خارج المتصفح تماماً على سطح المكتب.

وحول هذه الخاصية، قالت نائب رئيس المنتجات في «موزيلا»، ماريسا وود، إن «خاصية صورة داخل صورة كانت متاحة فقط في نسخة وإصدار (71 من فايرفوكس) التي تعمل على نظام تشغيل (ويندوز)، وذلك خلال المراحل التجريبية، لكن تمت إضافاتها إلى النسخ العاملة على نظم تشغيل (لينكس) و(ماك)».

وأعدت «موزيلا»، هذه الخاصية بحيث لا يتم تشغيل الفيديو بمجرد أن يمرر أو يحوم المستخدم بمؤشر الماوس فوق مربع الصورة كما هو معتاد في بعض المتصفحات الأخرى، بل يتعين الضغط بمؤشر الماوس مرتين فوق الصورة ليتم التشغيل.

وأشارت ماريسا وود، إلى أن السبب في اللجوء لهذا الخيار هو تقليل الإزعاج الذي يتعرض له المستخدم من التشغيل التلقائي للفيديوهات التي تعمل بهذه الخاصية، خصوصاً الفيديوهات الإعلانية، لكن الخاصية تتضمن أيضاً الضغط على رسالة منبثقة صغيرة تظهر في الإطار يؤدي الى نقل الفيديو خارج المتصفح الى سطح المكتب لتتم مشاهدته بصورة منفصلة وقتما يريد المستخدم.

2- شبكة تخيلية خاصة

أدخلت «موزيلا» تحسينات كبيرة على خاصية التصفح المؤمن المشفر، وهي خاصية توفّر للمستخدم التأمين والتشفير الذي توفره الشبكات التخيلية الخاصة المعروفة باسم شبكات «في بي إن». ويقدّم «فايرفوكس 71» هذه الخاصية تحت اسم «إف بي إن» أو «شبكة فايرفوكس الخاصة».

وتُعد التحسينات الجديدة امتداداً لما بدأته «موزيلا» في هذا الصدد في الإصدار السابق «70» الذي طرحته في سبتمبر الماضي، وتضمن خدمة «إف بي إن» تشفيراً كاملاً لحركة المرور من المتصفح إلى الموقع. وفي المرحلة الاختبارية قدمتها «فايرفوكس» مجاناً لكل من لديه حاسب على «فايرفوكس»، ثم أبرمت اتفاقاً مع شركة «كلاود فلير» المتخصصة في حلول تأمين المواقع عبر الإنترنت، لتبدأ مرحلة اختبار ثانية مع ظهور الإصدار الجديد «71».

وحالياً يتم استخدامها بصورة مقيدة، تتضمن 13 ساعة استخدام مجانية شهرياً لأصحاب الحسابات في «فايرفوكس»، ويحصل المستخدمون على 13 تصريحاً بالاستخدام، كل منها صالح لمدة ساعة من حركة المرور المشفرة، ويمكن للراغبين في الاستفادة من هذا العرض حالياً، الاستفادة به عند قيامهم بتصفح الإنترنت من خلال الشبكات العامة المفتوحة، بالمقاهي والمطارات والمراكز التجارية وخلافه.

أمّا الاستخدام الدائم للخدمة طوال اليوم، فيتطلب الاشتراك في خيار «الخدمة الكاملة» مقابل خمسة دولارات شهرياً، وهذا يضمن تشفيراً وتأميناً كاملاً لحركة المرور من المتصفح الى أي موقع طوال الشهر، وتتم هذه الخدمة من خلال حاسبات خادمة، تتحكم فيها شركة تدعى «ميولفاد» وهي شركة سويدية متخصصة في حلول الشبكات التخيلية الخاصة.

3- تصحيحات أمنية

كشفت المراجعة الفنية، التي قام بها المحللون، أن مهندسي البرمجة وأمن المعلومات في «موزيلا» قاموا بتصحيح 11 نقطة ضعف أمنية، جرى الإبلاغ عنها مسبقاً في «موزيلا 70»، ست منها كانت مصنفة على أنها «عالية الخطورة»، ولم يكن أي منها مصنفاً على درجة «الخطورة الحرجة»، كما تضمنت التحسينات الأمنية علاجاً لثغرة أمنية تحمل اسم «سي في اي – 2019 – 11745»، يعتقد أن المجرمين يستغلونها في تعطيل جزء من الذاكرة المؤقتة للأجهزة.

إصدار جديد

أتاحت «موزيلا» أكثر من طريقة لتنزيل وتثبيت الإصدار الجديد، منها التنزيل من موقعها مباشرة، وفي خطوة واحدة، هي اختيار النسخة المناسبة لنظام التشغيل الذي يعمل عليه المستخدم، من بين ثلاث نسخ، الأولى لـ«ويندوز 10»، والثانية لنظام «لينكس»، والثالثة لنظام «ماك أو إس». وهناك طريقة أخرى هي التحديث التلقائي من خلال إعدادات المتصفح، ليتم التحديث في الخلفية، أو من خلال التشغيل اليدوي من خلال فتح القائمة الموجودة أسفل الأشرطة الأفقية الثلاثة في الجزء العلوي الأيمن للمتصفح، ثم الضغط فوق رمز التعليمات (علامة الاستفهام الموجودة داخل دائرة)، واختيار «حول فايرفوكس»، حيث ستفتح صفحة توضح أن المتصفح إما تم تحديثه أو يحتاج للتحديث.

ولوحظ أيضاً أن «موزيلا» قامت بتعديل وتحسين دورة تطوير المتصفح، بحيث يتم تقليل الفاصل الزمني بين كل إصدار والذي يليه. ووفقاً لما أعلنته الشركة، فإن دورة التطوير سيتم تقصيرها لتصبح أربعة أسابيع، بدلاً من ثمانية أسابيع في السابق، ثم ستة حالياً، وذلك بدءاً من يناير المقبل. ما يعني أن المستخدمين سيحصلون على إصدار جديد ومحدث من «فايرفوكس» كل شهر على الأكثر، بدلاً من شهرين أو شهر ونصف الشهر في السابق.

تراجع أمام المنافسين

وفقاً للبيانات التي أعلنتها شركة «نيت أبليكشن»، في يوم طرح الإصدار الجديد من المتصفح، فإن حصة «فايرفوكس» لشهر نوفمبر الماضي، بسوق برامج التصفح بلغت 8.2%، بانخفاض نصف نقطة مئوية عن الشهر السابق. وكان هذا هو الشهر السابع الذي يصل فيه «فايرفوكس» لهذا المستوى المنخفض في آخر 12 عاماً. ما يعني أن خطة «موزيلا» لجعله أكثر المتصفحات جاذبية عبر الإنترنت تتعثر، فبعد أن تحركت حصته من 7.7% عام 2016، وحقق تقدماً وصل به الى حصة قدرها 13% في أكتوبر 2017، عاد مرة أخرى وبدأ رحلة تراجع وصلت به إلى 8.2% حالياً.


- تصحيح 11 نقطة ضعف أمنية، وسد ثغرة تؤثر في الذاكرة الإلكترونية.

تويتر