في تغييرات جذرية أجرتها «غوغل» اعتماداً على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة

«جيميل» يفهم سلوك المستخدم.. ويمحو الرسائل ذاتياً عند الاختراق

التغييرات الجديدة أتاحت معاينة المرفقات الواردة مع الرسائل دون الحاجة إلى فتح الرسائل. من المصدر

أجرت شركة «غوغل» تغييرات جذرية على خدمة البريد الإلكتروني «جيميل»، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، حيث أصبح البريد يفهم طباع وسلوك صاحبه، والتماهي مع تفضيلاته وشخصيته، فضلاً عن حفظ أسراره، وتحصين رسائله الخاصة والسرية، ضد الطبع وإعادة التوجيه والإرسال والرد، بل ومحوها وتدميرها ذاتياً إذا ما تعرّض الحساب للاختراق.

وتعد هاتان السمتان الأهم التي استنتجتهما «الإمارات اليوم» من المراجعة التي أجرتها لتلك التغييرات عقب كشف «غوغل» رسمياً عنها أول من أمس، إضافة إلى تغييرات أخرى تتمثل في واجهة جديدة أبسط وأسهل في الاستخدام، فضلاً عن إمكانية تأجيل الرد على الرسائل إلى وقت لاحق.

ومن التغييرات أيضاً، معاينة المرفقات الواردة مع الرسائل دون الحاجة إلى فتح الرسائل نفسها.

كما أطلقت «غوغل» ميزة «نودج» التي تخمّن الرسائل المهمة وتشجع المستخدم للرد عليها، إلى جانب تأمين الرسائل من خلال منع الطرف المستقبل لها من إعادة توجيهها أو نسخها أو طباعتها، إضافة إلى اختفاء الرسائل بعد فترة زمنية يحددها المستخدم.

ملاحظات تفصيلية

شريط جانبي

ظهر في التعديلات الجديدة على «جيميل» شريط جانبي أيمن، مزود بأداة ذكية لتقويم «غوغل»، يعرض أهم أحداث اليوم، وإضافة احداث جديدة من البريد الوارد، كما يتيح الشريط سحب وإفلات الرسائل لإنشاء مهام جديدة، فضلاً عن سماحه بتدوين الملاحظات، لكن من دون إرفاقها مع الرسائل أو إسقاطها في الملاحظات ومحرر الرسائل.


الرسائل السرية لا تفتح إلا بكود يتم إرساله عبر «المحمول».

وأول ما يلاحظ على التغييرات الجديدة، هو منح المستخدم القدرة على اتخاذ إجراءات على رسائل البريد الإلكتروني مباشرة من صندوق بريد الوارد نفسه، حيث إنه بمجرد المرور بالفأرة فوق الرسائل ومن دون فتحها، تظهر رموز للحفظ والحذف ووضع علامة مقروءة دون قراءتها، مع ظهور رابط الى ميزة «الغفوة»، وهي ميزة جديدة تماماً.

وتعني هذه الميزة أنه عند محاولة تأجيل إحدى الرسائل الإلكترونية، فإن «جيميل» يمنح خيار إعادة عرضها في وقت لاحق من اليوم أو غداً، أو في وقت لاحق من الأسبوع أو في عطلة نهاية الأسبوع أو الأسبوع المقبل.

الذكاء الاصطناعي

وبناءً على التغييرات الجديدة أصبح «جيميل» يستخدم قدرات الذكاء الاصطناعي في التعرف الى الرسالة التي قد تكون مهمة بالنسبة للمستخدم، ويعيد إظهارها تلقائياً لتذكيره بالمتابعة أو الرد، كما يقوم الذكاء الاصطناعي بتشغيل ميزة الردود الذكية على الـ«ويب».

ويمنح الذكاء الاصطناعي الجديد في «جيميل» المستخدم ميزة إلغاء رسائل البريد الالكتروني التطفلية والدعائية والواردة من النشرات البريدية وغيرها، حيث إنه يتتبع سلوك المستخدم مع رسائله، ويعرف الرسائل التي لا يرد عليها مراراً، ويقوم بإلغائها، وإلغاء الاشتراك في تلقيها نيابة عن المستخدم ودون طلب منه، مادام يتجاهلها دوماً ولا يفتحها.

الرسائل السرية

وتعتبر خاصية «الرسائل السرية» من أبرز التحديثات التي أدخلتها «غوغل» على «جيميل»، إذ إن هذه الخاصية تتيح وضع أي رسالة على «الوضع السري»، وهنا يمكن للمستخدم أن يحدد المدة التي سيكون فيها المتلقي قادراً على قراءتها، وتحديد هل سيكون من حقه إعادة توجيه ما تتضمنه من محتوى لشخص آخر أم لا، وطباعتها أم لا، وتنزيل محتوياتها على حاسبه أم لا، بل بإمكانه أيضاً جعل المتلقي لا يستطيع فتح الرسالة إلا بعد الحصول على كود خاص يصله من المستخدم على هاتفه المحمول. كما أنه عند وضع أي رسالة في الوضع السري، يتم تدمير النسخة التي وصلت منها إلى المتلقي بما فيها من ملحقات، إذا ما تعرض صندوق بريده للاختراق.

العمل دون اتصال

وتطورت خاصية «العمل دون اتصال» في «جيميل» مع التعديلات الجديدة، حيث أصبح بالإمكان التعامل مع رسائل وردود وملحقات 90 يوماً، والبحث فيها في حالة عدم الاتصال بالإنترنت، بل وكتابة الرسائل وتحريرها وإضافة ملحقاتها، وارسالها، لتتم المزامنة والإرسال الفعلي تلقائياً لحظة الاتصال، حتى لو لم يتم الدخول الى الحساب.

تصميم جديد

وجميع الإضافات والتعديلات السابقة جاءت مدعومة بتصميم جديد لـ«جيميل»، يتضمن ثلاثة أشكال أو واجهات تفاعل، الأول هو الوضع الافتراضي، والثاني المريح، والثالث المضغوط، فيما بقي التصميم الافتراضي هو الأكثر إثارة للاهتمام، لأنه يأتي مع ميزة جديدة هي لقطات المرفقات، التي تجعل المستخدم قادراً على استعراض مرفقات الرسالة ومتنها وسلسلة الرسالة بين الرد وإعادة الرد بمجرد تمرير الفأرة على الإشعار الخاص بالرسالة من دون فتحها.

«نودج» الذكية

ومن المزايا الإضافية في التصميم الجديد ميزة أطلقت عليها «غوغل» اسم «نودج»، وهي تعتمد على تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي في التعرف الى الرسائل التي على المستخدم أن يرد عليها، ثم تعرض له تنبيهاً بجانبها لتشجيعه على الرد، إضافة إلى الردود الذكية، التي تقترح ردوداً سريعة اعتماداً على محتوى الرسالة الواردة.

تويتر