يقدّم الحد الأدنى من احتياجات المستخدم.. ويعود بـ «المحمول» إلى الصوت فقط

شركة ناشئة تطرح «الهاتف الأبكم» للتخلص من إدمان الهواتف الذكية

لا يظهر في الهاتف «لايت 2» الذي يتميز بحجمه الصغير أي تطبيقات من أي نوع. من المصدر

وسط التيار العام السائد الذي جعل الهواتف الذكية وتطبيقاتها تغمر مستخدمي الهواتف المحمولة من كل جانب، ظهرت أخيراً شركة ناشئة تقود اتجاهاً مضاداً لهذا التيار، وكشفت عن هاتف محمول جديد يتوقع أن يطرح في الأسواق العام المقبل، ويرفع شعار «مكافحة الإدمان على الهواتف الذكية وتطبيقاتها»، حيث يقدم الحد الأدنى من احتياجات المستخدم، ويعود بالهاتف المحمول الى خاصية نقل الصوت والرسائل النصية فقط، ولذلك أطلقت الشركة عليه «الهاتف الأبكم» الذي يتمتع في الوقت نفسه بتصميم جميل وسعر مميز، إذ يمكن الحصول عليه بطلب مسبق مقابل 250 دولاراً.

• يمكن الحصول على «لايت 2»، المتوقع إطلاقه في 2019، بطلب مسبق مقابل 250 دولاراً.

• رسالة فلسفية.. لا منتج تقنياً

قال مؤسّسا شركة «لايت» المطورة لهاتف «لايت 2»، جوي هولير وكاي تانج، إن «الهاتف الجديد أشبه بغطاء أمني أو (بطانية حماية) لمستخدمي الهواتف الذكية، الذين يرغبون في ترك هواتفهم المتخمة بالتطبيقات داخل المنزل، والسفر والتجوال والتنزه بهذا الهاتف الخفيف، الذي يسمح للآخرين بالوصول إليك، لكنك مجبر على أن تتحرر من هاتفك، وتبدأ في التعايش واختبار العالم من حولك من دون أن يكون (محمولك) هو عالمك».

وأوضح هولير وتانج أن «(الهاتف الأبكم الخفيف) ليس مجرد شيء تقني، وإنما رسالة فلسفية، حيث يشجع المستخدمين على إعطاء الأهمية الواجبة لضرورة الانفصال عن العالم الرقمي، بعدما أصبح الانسان خائفاً من الملل، وخائفاً من العزلة، ولذلك فإن الشركة تنطلق على هذا المسار لتساعد في أن يستعيد الإنسان إنسانيته التي سلبتها تطبيقات (المحمول)»، على حد وصفهما.

«لايت 2»

وتحمل الشركة المطورة للهاتف الجديد، التي تتخذ من مدينة بروكلين الأميركية مقراً لها، اسم «لايت»، وكان أسّسها في عام 2014 جوي هولير، الذي عمل في الأصل بمجال الرسم والتصميم وصناعة الافلام، وكان يدير ستوديو وشركة لأدوات التزلج على الجليد تدعى «فايف»، فضلاً عن كاي تانج الذي عمل في تصميم وتطوير المنتجات، وقضى 10 سنوات من السفر حول العالم. وتقابل الاثنان حينما طلب إليهما تصميم تطبيق محمول في إحدى حاضنات الأعمال التابعة لشركة «غوغل»، لكنهما اتفقا معاً على أن العالم أصبح لديه ما يكفيه من تطبيقات يدمن المستخدمون عليها، وقررا إنشاء فئة جديدة من الهواتف المحمولة تستخدم القليل من خواص الهواتف المحمولة قدر الإمكان، وأطلقا عليها «الهواتف الخفيفة».

وكانت الشركة صنّعت بالفعل الطراز الأول من «الهواتف الخفيفة» تحت اسم «لايت 1» وطرحتها في الأسواق عام 2015، حيث باعت منها أكثر من 10 آلاف وحدة في 50 بلداً، لكن هذا الأسبوع كشفت الشركة عن الجيل الثاني من هذه الفئة تحت اسم «لايت 2»، بميزات جديدة مختلفة كلياً عن الجيل الأول.

وقال مؤسّسا الشركة في تدوينة مطولة صاحبت إطلاق الجيل الثاني من هواتفها إن «المقصود من هواتفها أن يتخلى المستخدمون قليلاً أو مؤقتاً عن هواتفهم الذكية المتخمة بالتطبيقات والخدمات، والارتباطات المتعلقة بالعمل، ويتركوها بالمنزل، ويذهبون للتمتع بالحياة بمصاحبة (لايت 2) فقط».

وأضافا أن «ما يميز (لايت 2)، هو أنه يبقي فقط على خدمة الرسائل النصية، وهو ما قد يغري الكثيرين بالتخلي عن هواتفهم الذكية، وأنه مُعدّ لأن يكون هاتفاً وحيداً لدى المستخدم، في حين كان القصد من (لايت 1) أن يكون رفيقاً لهاتف المستخدم الذكي، حيث يمكن توجيه المكالمات اليه من خلال تطبيق (لايت)، ثم ترك الهاتف الذكي بالمنزل لفترات قصيرة، ولذلك فهو يضع الخطوة الأولى للقضاء على إدمان التطبيقات الموجودة في الهاتف الذكي، وهذا هو السبب في أن هاتف (لايت) الجديد جاء محدود القدرات عمداً».

مزايا ومواصفات

وقد لاقى طرح تلك الهواتف استقبالاً حسناً من قبل المستخدمين، حتى إن التقرير الذي نشره أخيراً موقع «بيزنس إنسايدر»، واستعرض فيه هاتف «لايت 2»، حظي بمليون ونصف المليون قراءة في اليوم الأول لنشره.

وأوضح التقرير أنه لا يظهر بالهاتف «لايت 2» أي تطبيقات من أي نوع، وبدلاً من ذلك، يمكنه فقط إجراء المكالمات، وإرسال النصوص، والتعامل مع الاتجاهات البسيطة، وتعيين التنبيهات، مشيراً إلى أن الهاتف فيه منبه، و«ميكروفون»، وأزرار ميكانيكية فعلية لا تعمل باللمس.

وأضاف أنه بعكس الطراز الأول من الهاتف، فإن «لايت 2» يمكن أن يضيف إليه المستخدم قائمة الاتصالات الخاصة به، وبرمجته ليطلب سيارة أجرة مثلاً، لافتاً إلى أن الهاتف يعمل على شبكات الجيل الرابع للمحمول، ومزود بمنفذ شحن بالطاقة من فئة «يو إس بي سي»، اضافة إلى منفذ لسماعة رأس، فضلاً عن شاشة تعمل بالحبر الإلكتروني.

وبين التقرير أن الهاتف الجديد الذي يأتي باللون الأبيض والأسود، يبلغ سمكه 6.5 ملليمترات، فيما يماثل بطوله وعرضه بطاقة الائتمان العادية، ولذلك فإنه من السهل وضعه في الجيب أو في محفظة النقود.

أما من حيث الشراء، فذكر التقرير أنه يمكن شراؤه بطلب مسبق مقابل 250 دولاراً بدءاً من أول من أمس، على أن يباع بهذا السعر لمدة 25 يوماً تالية، بعدها يرتفع السعر الى 400 دولار، ثم يبدأ شحنه بصورة مباشرة إلى الأسواق بداية العام المقبل.

تويتر