مع رفع «دي ويف» قدرات حاسبها الكمي إلى 5000 «كيوبت»

«أدفانتدج» يعالج بيانات تحتوي على مليون متغيّر خلال دقائق

التطوير الجديد تضمّن خاصية جديدة في الحواسيب الكمية تسمح بالحلول الهجينة. من المصدر

بعد مرور أقل من شهر على إعلان شركة «آي بي إم»، عن تحسين أداء حاسباتها الكمية، لتعمل بـ64 حجماً كمياً بدلاً من 32، ورفع عددها من 18 إلى 22 حاسباً، أعلنت منافستها الأساسية شركة «دي ويف»، المتخصصة فقط في تقنيات الحوسبة الكمية، أنها تمكنت من رفع قدرات معالجات حاسباتها الكمية «أدفانتدج»، لتعمل بـ5000 «كيوبت»، بدلاً من 2000 «كيوبت»، ما يتيح للحاسب أن يقوم بمعاجلة بيانات تحتوي على مليون متغير، بدلاً من 10 آلاف متغير حالياً، ما جعل خدمتها المعروفة باسم «الحوسبة الكمية كخدمة»، تقوم بحل مشكلات ومعالجة بيانات خلال دقائق، في حين تقوم بها الحاسبات الحالية في يوم كامل أو أكثر.

ونشرت «دي ويف» تفاصيل التطور الجديد على القسم الإعلامي في موقعها الرسمي، فيما قدمت تفاصيل أخرى في مقابلة أجرتها شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية مع الرئيس التنفيذي للشركة، آلان باراتز.

التطور الجديد

وبحسب ما نشرته «دي ويف»، فإن الطراز المحسن من المعالج الكمي «أدفانتدج»، بات المسؤول عن تشغيل خدمة «ليب» للحوسبة الكمية السحابية، التي أطلقتها الشركة في فبراير الماضي، وتسمح للمطورين بالوصول إلى المعالج، واستخدامه في اختبار التطبيقات وتجربتها في الوقت الفعلي، وعند تشغيلها في فبراير الماضي كان المعالج الكمي يعمل بـ2000 «كيوبت»، حيث إن كل «كيوبت» منها قادر على الاتصال بستة «كيوبتات» أخرى في وقت متزامن.

وأوضحت الشركة أنه مع التطوير الأخير، أصبحت خدمة «ليبت» تعمل بمعالج يضم 5000 «كيوبت»، وكل «كيوبت» منها يتصل بـ15 «كيوبت» آخر بصورة متزامنة، ما يتيح للمطورين والمبرمجين الوصول الى تطبيقات وبرامج كمية أكبر بكثير من حيث السرعة والقدرة على معالجة البيانات.

حلول هجينة

وأشارت «دي ويف» إلى أن التطوير تضمن خاصية جديدة هي «إتش إس إس»، وتعني الحلول المختلطة أو الهجينة، التي تجمع بين قدرات وموارد كل من الموارد الكمية والكلاسيكية لحل المشكلات الحسابية، وذلك وفق مبدأ «أفضل ما في العالمين»، مبينة أنه مع هذه الخاصية بات بالإمكان تشغيل تطبيقات وبرمجيات تتضمن بياناتها مليون متغير أو عامل من عوامل التحليل والمعالجة، وهو رقم يعد قفزة مقارنة بالجيل السابق الذي تم الإعلان عنه في فبراير، وكان يتيح التعامل مع 10 آلاف متغير فقط.

وتابعت الشركة أنه تم تطوير خدمة «ليب» لتعمل بهذه الخاصية، لتتيح للمستخدمين إرسال مشكلات ذات أحجام وتعقيدات أكبر من أي وقت مضى.

تجربة عملية

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، إنه في أول تجربة عملية للاستخدام الفعلي، تلقى المعالج الجديد عبر خدمة «ليب» بيانات من سلسلة متاجر «سيف أون فود» الكندية التي تعمل في مجال البقالة، وتتعلق هذه البيانات بإدارة بعض الخدمات اللوجستية، وقام فريق «دي ويف» بتصميم وبناء تطبيق خاص لهذا الغرض، تم اختباره على بيانات متجر واحد من متاجر التجزئة الخاصة بالسلسلة، موضحاً أنه أمكن انهاء الحسابات والمعالجات المطلوبة على البيانات في دقيقتين بدلاً من 25 ساعة، كان يستغرقها هذا الأمر في الحوسبة التقليدية.

الحاسبات الكمية

يشار إلى أن الحاسبات الكمية قائمة كفكرة منذ أربعينات القرن الـ20، لكن الاختلاف بينها وبين الحاسبات الحالية أنه في الحاسبات الحالية، يتم تخزين المعلومات في صورة وحدات تعرف بالـ«بت»، التي تعبر عن الصفر أو الواحد، أما في الحاسبات الكمية فيتم تخزين المعلومات في صورة وحدات تعرف بالـ«كيوبت» التي لا تعبر عن الصفر والواحد فقط، بل عن كليهما معاً مضافاً إليهما حالة أو حالات تراكبية كمية من كليهما معاً، وهذا يعني أنه عند القيام بعملية معينة، تضطر الحاسبات الحالية إلى البحث خلال كل الحلول الممكنة واحداً تلو الآخر، أما الحاسبات الكمية فتعمل كما لو كانت تفكر في كل الإجابات الممكنة في التوقيت نفسه، ما يجعلها أسرع مئات وربما آلاف المرات


التحدي الأكبر

لاتزال الحاسبات الكمية تعمل بعدد قليل جداً من الـ«كيوبت»، في حين تعمل الحاسبات الحالية بعشرات الملايين من الـ«بت»، والسبب في ذلك هو وجود نوع من الضوضاء أو الشوشرة الناجمة عن الرنين أو التردد الخاص بكل «كيوبت» على حدة، والذي يسبب أخطاء في الحسابات التي يقوم بها الجهاز، وتزيد هذه الأخطاء مع زيادة عدد الـ«كيوبت»، وبالتالي فالتحدي الأكبر أمام الحاسبات الكمية هو إضافة عدد من الـ«كيوبت»، مع القدرة على إيقاف الشوشرة والأخطاء عند الحدود التي لا تؤثر في سلامة الأداء وصحة العمليات التي يقوم بها، ولكي تصل الحاسبات الكمية إلى المستوى التجاري واسع النطاق، يتعين أن تعمل معالجاتها بمليون «كيوبت» حداً أدنى، ليقوم كل «كيوبت» بمعالجة مليون عملية حسابية في الثانية، ومن ثم يقوم المعالج ككل بمعالجة تريليون عملية في الثانية.

تويتر