أوكرانيون تجاوزوا حدود الرياضة إلى حمل السلاح لدعم بلدهم

صورة

رفع العديد من الرياضيين الأوكرانيين الصوت عالياً اثر غزو روسيا لبلادهم، من دون اعلاء أهمية لرسالة "الرياضة تجمع والسياسة تفرّق"، فيما قرّر البعض منهم تجاوز الحدود الرياضية وحمل السلاح للدفاع عن أرضه. ودعا العديد من لاعبي المنتخب الأوكراني، منهم ألكسندر زينتشينكو وأندري يارمولينكو، إلى "مقاومة" الغزو الروسي في شريط فيديو نشره الاتحاد الأوكراني.

وظهر توالياً في مقطع مصور، مدته دقيقتان، تخلله صور الصراع، كل من زينتشينكو (مان سيتي الإنجليزي)، يارمولينكو (وست هام الإنجليزي)، رسلان مالينوفسكي (أتالانتا الإيطالي) وأندري بياتوف (شاختار دونيتسك). وجمع العديد من اللاعبين الذي يخوضون غمار الدوريات الأوروبية 500 ألف يورو للقوات المسلحة الأوكرانية.

وضمن السياق ذاته، عاد المدرب الأوكراني للنادي المولدوفي شريف تيراسبول، يوري فيرنيدوب، إلى بلاده للمشاركة في الحرب المندلعة. كما غادر المساعد الأوكراني لمدرب دينامو موسكو أندري فورونين روسيا متوجهاً إلى ألمانيا، وقال لصحيفة بيلد الألمانية إنه "لم يعد بإمكانه العمل في البلد الذي يقصف وطنه".
هي كلمات، ذكّرت البعض بما قاله إيفيتسا أوسيم، ابن ساراييفو، لتفسير استقالته من منصبه كمدرب ليوغوسلافيا عام 1992.

في المقابل، ينشط أندري شيفتشنكو مهاجم دينامو كييف وميلان الإيطالي ومدرب أوكرانيا السابق، على شبكات التواصل الاجتماعي حيث ينشر رسائل دعم يومية لبلاده. وشارك الفائز بالكرة الذهبية عام 2004 والذي دافع عن ألوان تشلسي الانجليزي في نهاية مسيرته، في مظاهرة الأحد الماضي في لندن حيث التقط صورة مع أحد أبنائه، والعلم الأوكراني على ظهره. ومساء الثلاثاء قبل مباراة الذهاب في نصف نهائي كأس إيطاليا بين ميلان وإنتر (انتهت بالتعادل السلبي)، ظهر نجم "روسونيري" سابقاً في رسالة مصورة، مرتدياً اللونين الأصفر والأزرق، ودعا إلى السلام وسط تصفيق جماهير ملعب سان سيرو. وبعد اعتزاله كرة القدم، انغمس شيفتشنكو في عالم السياسة من دون أن ينجح في أن يصبح عضواً في البرلمان الأوكراني في عام 2012.

الملاكمون
استبدل بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو سترة عمدة مدينة كييف ببذلة عسكرية مرقطة لتنظيم الدفاع عن مدينته وسكانها البالغ عددهم 3 ملايين نسمة.
وقال الملاكم السابق لوكالة (فرانس برس) في 10 فبراير "أتدرب طوال الوقت، أتدرب كضابط سابق ورئيس الدفاع الإقليمي، أعرف كيف أطلق النار بكافة الأسلحة تقريبا". كما انضم شقيقه الأصغر، فلاديمير، بطل العالم في الملاكمة سابقاً، إلى الجيش الاحتياطي، فيما التحق بطل العالم السابق لوزن الخفيف فاسيل لوماتشينكو بكتيبة الدفاع الإقليمي في بيلغورود-دنيستروفسكي بالقرب من أوديسا. وظهر الملاكم البالغ 34 عاماً بزي عسكري مع رشاش يتدلى فوق كتفه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك.

ونشر ألكسندر أوسيك بطل العالم لوزن الثقيل صورة له وهو يحمل السلاح عبر حساب انستغرام لنادي خاركيف للملاكمة، وتم رفق الصورة بالتعليق التالي "انضم ألكسندر أوسيك إلى الدفاع الإقليمي عن العاصمة ومنطقة كييف". وعندما سألته شبكة "سي ان ان" من قبو منزله بالقرب من كييف، قال إنه يريد "الدفاع عن منزله وزوجته وأطفاله وأحبائه"، مؤكداً "لا أريد أن أطلق النار، لا أريد أن أقتل"، ولكن في حالة وقوع هجوم، مضيفاً "لن يكون لديّ خيار سوى الرد".

لاعبو ولاعبات كرة المضرب
انضم سيرغي ستاخوفسكي المصنف 31 عالمياً سابقاً أيضاً إلى "المقاومة الإقليمية". وقال اللاعب المعتزل والذي يبلغ 31 عاماً وهو يبكي على تويتر "ليس لديّ أي خبرة عسكرية. فقط خبرة في السلاح الفردي"، مضيفاً في حديث لمحطة راديو 4 البريطانية الثلاثاء "آمل ألاّ أضطر إلى استخدام مسدس".
وأضاف ستاخوفسكي بعدما ترك عائلته في المجر "لا أعرف حقاً كيف وصلت إلى هناك. أعلم أنه من الصعب جداً على زوجتي. أطفالي لا يعرفون أنني هنا. إنهم لا يفهمون الحرب".
من ناحيتها، وبعدما تغلبت الأوكرانية إيلينا سفيتولينا التي ارتدت تنورة زرقاء وقميصاً أصفر تشير إلى ألوان علم بلادها، على الروسية أناستاسيا بوتابوفا الثلاثاء في دورة مونتيري المكسيكية، وقالت بتأثر شديد وسط تصفيق الجمهور "كل المكافآت التي أكسبها هنا ستذهب للجيش".

رياضيو ألعاب القوى
بشكل أكثر تكتماً، نشر سيرغي بوبكا أسطورة القفز بالزانة ورئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الأوكرانية، على تويتر دعوة لاستبعاد الرياضيين الروس والبيلاروس من المسابقات الرياضية الدولية التي أطلقتها اللجنة الأولمبية الدولية الإثنين. وفي رسالة سابقة، في اليوم الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا، أعرب أوّل رجل اجتاز ارتفاع 6 أمتار عن شكره لرسائل الدعم من جميع أنحاء العالم. وأضاف "يجب أن تنتهي الحرب، ويجب أنّ تسود الانسانية".

 

تويتر