السياسة الأميركية أسهمت في تفاقم الأزمة مع طهران

أوميد نوريبور: الأوروبيون لا يملكون الشجاعة للتعامل مع وضع إيران

صورة

اندلعت الاحتجاجات في إيران، منذ أيام، وتجاوب النظام بشكل عنيف. ويرى المتحدث باسم السياسة الخارجية لحزب الخضر الألماني، أوميد نوريبور، أن الولايات المتحدة والأوروبيين مسؤولون جزئياً عن الوضع الحالي في إيران. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجري معه:

• ألا يثبت ما يجري في إيران العجز التام للأوروبيين، الذين أثبتوا ببساطة أنهم غير قادرين على الحفاظ على الاتفاق النووي؟

-- الأوروبيون ليسوا عاجزين؛ إنهم يفتقرون إلى الشجاعة. لقد وعدوا بإنشاء أداة فعالة للمعاملات المالية، في سبتمبر من العام الماضي، وهذا لم يحدث حتى الآن؛ لأنهم فشلوا في إقناع إيران. ونتيجة لذلك، يُعرضون الاتفاق النووي ومصالحنا الأمنية للخطر. وعلى المستوى الإنساني، لم يتم فعل شيء حيال محنة أولئك الذين يعانون (في إيران) حقيقة أن الصيدليات لم تعد لديها ضمادات، ناهيك عن أدوية السرطان للأطفال.

• كيف تساعد المؤسسة المالية الأوروبية التجارة الإيرانية؟

-- وعدت أوروبا بتقديم تمويل مؤقت للمعاملات عبر «إنستكس»، وإجمالي الأموال التي أتاحتها هذه الآلية، حتى الآن، بما في ذلك تجارة النفط، هو خمسة ملايين يورو. وهذا غير كافٍ.

هذا يعني أنها لا تعمل، لأن الأوروبيين لا يرغبون في ضخ المزيد من الأموال.

-- هذا صحيح. في حالة الاحتجاجات، من المهم الإشارة إلى أن الأميركيين هم نصف المشكلة؛ والنصف الآخر من المشكلة هو الفساد في إيران نفسها. الناس يخرجون إلى الشوارع ليس فقط بسبب أسعار الوقود، ولكن، أيضاً، بسبب نقص الحرية السياسية.

• ماذا يجب أن تفعل ألمانيا والاتحاد الأوروبي الآن؟

-- أولاً، يجب أن نبذل كل ما في وسعنا لإنقاذ الاتفاق النووي، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بشجاعة. وهذا هو مصلحتنا الأساسية، لأن امتلاك إيران للطاقة النووية سيكون بمثابة تحول الشرق الأوسط إلى منطقة نووية، مع عواقب غير متوقعة بالنسبة لجيراننا.

• هل يعني ذلك الضغط على الأميركيين، لإعادتهم للاتفاق النووي؟

-- من غير المرجح أن تنجح المساعي، لكن يجب على الأوروبيين التوصل إلى شيء للحد من تأثير السياسة الأميركية الحالية. وإذا كانت هناك أداة للمعاملات المالية فيمكن لإيران أن تستخدمها للتجارة، وتخدم رجال أعمال إيرانيين، والطبقة الوسطى الإيرانية. فأنا لا أتحدث عن النظام. سيكون هذا بالفعل تحسناً كبيراً.

كما يجب أن نتحدث عن حقوق الإنسان في إيران وعن القمع الاجتماعي، دون استخدام القضية كذريعة. ثم يجب أن نوضح للأميركيين أن سياسة الضغط الأقصى، التي تعد مرادفة إلى حد ما لتغيير النظام، بقصد إفقار الشعب الإيراني بأكمله، لا تعمل ببساطة ولن نسمح بها.

• الحكومات الأجنبية، مثل الحكومة الألمانية، تدعم الاحتجاجات السلمية. هل يساعد ذلك أم أنه يأتي بنتائج عكسية؟

--  أولاً: يجب أن يكون واضحاً أن الأمر لا يتعلق بتغيير النظام. ثانياً: لا يتعلق الأمر بدعم الاحتجاجات ضد الحكومة، بل يتعلق بدعم مخاوف الناس. إنه يتعلق بالحريات السياسية والتهديد الحقيقي للفقر. وإذا لم نفعل ذلك، فلن يصدقنا هؤلاء أيضاً.


يجب أن نبذل كل ما في وسعنا، لإنقاذ الاتفاق النووي، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بشجاعة.

تويتر