اقتناء سلع مقلدة يكلف السائح غرامة تصل إلى 7000 يورو

«شواطئ آمنة» تطرد الباعة المتجولين من الساحل الإيطالي

صورة

بات الباعة المتجولون يشكلون عنصراً أساسياً في المشهد الصيفي الإيطالي، ويمكن رؤيتهم على الشواطئ، من الصباح الباكر، وهم يضعون المظلات المخططة فوق رؤوسهم، ويبيعون السلع المختلفة والمثلجات للأطفال، لكن هؤلاء الباعة المهاجرين، الذين يتجولون حفاة الأقدام، على طول الساحل، وهم يقدمون كل ما يحتاجه مرتادو الشواطئ من نظارات شمسية أنيقة، وألبسة أطفال، يواجهون الآن حملة صارمة، في ظل الحكومة الجديدة، والأمر ينطبق أيضاً على السياح الذين يشترون منهم. وتقول وزارة الداخلية إن البائعين الذين يأتون من غرب إفريقيا وبنغلاديش، بشكل خاص، يبيعون علامات تجارية مزيفة، ويتهربون من الضرائب، ويدمرون الشركات المشروعة صاحبة العلامة.

توجه جديد

تمت مصادرة أكثر من 500 ألف قطعة مقلدة، بما في ذلك الأحذية والملابس، من قبل السلطات الإيطالية، منذ عام 2017. واعتقل أكثر من 10 آلاف شخص، وتم استرداد أو تدمير عشرات الأطنان من البضائع. وسيستهدف التوجه الجديد، الذي بدأ تطبيقه نهاية يونيو، مراكز إنتاج السلع المقلدة، مثل مدينتي نابولي وبراتو.

وبموجب مرسوم جديد، يتعرض المصطافون، الذين يتم ضبطهم وهم يشترون نظارات شمسية مقلدة أو ساعات وقبعات «بيسبول» وغيرها، لغرامة تصل إلى 7000 يورو. أما مروجو المنتجات المقلدة، فستتم مصادرة بضائعهم، وسيواجهون غرامات تراوح ما بين 2500 و15500 يورو.

وجاءت العقوبات التي أقرتها قوانين كانت موجودة أصلاً، في إصدار جديد يركز على المتاجرة غير المشروعة في السلع المقلدة. كما سيتم تغريم السياح الذين يدفعون مقابل التدليك والوشم لباعة الشاطئ غير المصرح لهم. وفي ذلك تقول الحكومة إنها تسعى لوضع حد لـ«غزو الباعة غير الشرعيين على الشواطئ»، وكذلك وقف بيع السلع المقلدة. وتقدر جمعية «كوفرسنتسنتي» لمراقبة الأسواق أن حجم تجارة السلع المزيفة يزيد على 22 مليار يورو سنوياً في إيطاليا، ما يعني ضياع مليارات من الإيرادات الضريبية.

الكثير من المنتجات المقلدة، بما في ذلك الحقائب والأحزمة الجلدية والأحذية والملابس، تأتي من بلدة «براتو» في مقاطعة «توسكان»، التي تضم جالية صينية كبيرة. وتطمح السلطات المحلية إلى أن تجعل الاصطياف هذا العام مختلفاً عن السنوات الماضية، من خلال برنامج «شواطئ آمنة»، الذي بدأ العمل به منذ الشهر الماضي، وسيقلل بشكل كبير من الباعة الذين يمكنهم ارتياد الساحل بعربات مكدسة بالبضائع، بما في ذلك تشكيلات متنوعة من القبعات الشمسية وسلع رخيصة.

وسيشارك في الحملة غير المسبوقة العديد من الهيئات، منها الشرطة المحلية، والشرطة شبه العسكرية، ومفتشو الضرائب، من أجل ملاحقة وضبط الباعة المهاجرين، الذين يقتاتون على تجارة البضائع الرخيصة. وفي حين أن بعض مرتادي الشواطئ يعتبرونها حملة مفيدة، يرى العديد من الإيطاليين أن الباعة يشوهون الشواطئ، ويشيرون إليهم بعبارة «هل ترغب في الشراء؟»، وهي عبارة مهينة للتجار المتجولين. وفي النصف الأول من العام الماضي، صادرت مصالح الضرائب ما قيمته 265 مليون يورو من السلع المقلدة، بما في ذلك الحقائب والأحذية والملابس والإكسسوارات.

واعتادت إيطاليا على استقبال الآلاف من المهاجرين، كل صيف، الذين يأتون من إفريقيا وآسيا لبيع منتجاتهم البسيطة على الشواطئ، والكثير منهم يفد إلى إيطاليا بشكل حصري في الفترة الصيفية من أجل هذا الغرض.

وتعتزم الحكومة استخدام أموال الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون بين قوات الشرطة الوطنية والبلدية على طول الساحل الإيطالي، حسبما أفادت صحيفة «لاستامبا»، وهي خطوة مثيرة للجدل في حد ذاتها، بالنظر إلى أن أموال الاتحاد لم تستخدم من قبل لإجراءات استثنائية مثل هذه.

تويتر