الزعيم الحالي ورثه عن والده الذي كان يخاف الطيران

«قطار المحبة».. وسيلة نقل آمنة يفضّلها زعماء كوريا الشمالية

الزعيم الكوري الشمالي يحيّي مودّعيه في محطة بكين للسكك الحديدية. أ.ف.ب

ظهرت أولى صور «قطار المحبة» الذي استخدمه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، لمقابلة نظيره الصيني، إذ إن القطار المدرّع الأخضر والأصفر الذي سافر إلى بكين، يوم الإثنين الماضي، هو القطار نفسه الذي استخدمه والده كيم جونغ إيل في مايو 2000، عندما سافر إلى بكين لزيارة جيانغ زيمين، الرئيس الصيني في ذلك الوقت.

كثيراً ما قيل إن أون قد ورث ولع والده

بالمأكولات والمشروبات الغربية، خصوصاً

الجبن السويسري، وأنواعاً معيّنة من

النبيذ الفرنسي.

ووفقاً لتقرير صدر عام 2009، في الصحافة الكورية الجنوبية، كان القطار في ذلك الوقت يتألف من نحو 90 عربة مدرعة، مع قطارين منفصلين يسيران إلى الأمام والخلف، للتعامل مع أي طارئ أمني. وبسبب وزنه الثقيل، يتحرك القطار ببطء (60 كيلومتراً في الساعة بالمتوسط، ولكن في الداخل، يتميز بتقنية عالية وفخامة نسبية. وقد زوّد بمقاعد فخمة وألواح خشبية داكنة وإمدادات وفيرة من الكحول.

ووفقاً لرواية قدّمها قسطنطين بوليكوفسكي، وهو مسؤول روسي كان قد سافر مع كيم جونغ إيل إلى موسكو عام 2001، كان القطار مكدّساً بصناديق النبيذ الفرنسي، جيء بها خصيصاً من باريس. وأضاف المسؤول الروسي أن أطباق ثمار البحر، وغيرها من المأكولات الشهية، كانت تأتي بانتظام إلى القطار أثناء سفره. وقد استخدم ابنه، الرئيس الحالي كيم جونغ أون، القطار للتنقل محلياً، ففي مقطع فيديو يعود لعام 2015، ظهر جالساً في غرفة اجتماعات بيضاء فخمة على متن القطار مع كمبيوتر محمول في الخلفية.

ومن الصعب معرفة كيف تغيّر القطار، عن أيام إيل، لكن الاحتمال هو أن الأمر لا يقتصر على الطعام والشراب. وقد اشتهر الزعيم الوالد بالاستمتاع بمآدب الطعام وأغاني الـ«كاريوكي».

وكثيراً ما قيل إن أون، الذي تلقّى تعليمه في سويسرا، قد ورث ولع والده بالمأكولات والمشروبات الغربية، خصوصاً الجبن السويسري، وأنواعاً معينة من النبيذ الفرنسي.

ولكن في الوقت الذي أشيع فيه أن إيل كان يكره الطيران، واستعمل القطار كوسيلة بديلة للسفر إلى الصين وروسيا وأوروبا الشرقية، فإن ابنه ليس كذلك، وغالباً ما كان يسافر إلى الخارج عن طريق الجو، بينما كان يتلقى تعليمه في الغرب. وعلى أية حال، فإن التشابه بين الرحلة في عام 2000 ورحلة أون في 2018 يصعب تجاهله، حسب ما ذكرت وسائل إعلام أميركية.

في الحالتين، دامت الزيارة ثلاثة أيام. ووصل القطار في سرية تامة؛ وفي كلتا المناسبتين، التقى الوالد والابن بالرئيس الصيني، وقاما بجولة في مركز التكنولوجيا في بكين في «تشونغ غوان تسون»؛ وتمت الزيارتان لبكين قبل انعقاد قمة مقررة مع كوريا الجنوبية. كما أن السرية التي تحيط بزيارة أون، الأسبوع الماضي، أعادت إلى الأذهان الرحلات المختلفة التي قام بها والده إلى الخارج، حيث لم تعلن وسائل الإعلام الحكومية الزيارة إلا بعد انتهائها، لأسباب أمنية على الأرجح. عندما استقلّ إيل القطار عبر روسيا لزيارة الرئيس دميتري ميدفيديف، في عام 2009، مُنع المصورون المحليون من توثيق الرحلة عبر بلادهم، وصدرت تعليمات إلى جميع المدن والبلدات في سيبيريا ببقاء السكان في منازلهم، والابتعاد عن الشوارع إلى حين مرور القطار. في المقابل، انتشرت أنباء وصول القطار إلى بكين، يوم الإثنين الماضي، إلى حد كبير، لأن أفراداً من الجمهور نشروا مقاطع فيديو التقطت بهواتفهم المحمولة، عبر الإنترنت. وتلقفت وسائل الإعلام اليابانية مقاطع الفيديو بسرعة، إلى جانب مشاهد جديدة لإجراءات الأمن الصارمة، وموكب طويل يصل إلى دار ضيافة تابع للدولة الصينية.

تويتر