بوتين يستعين بـ«ذئاب الليل» لتعزيز سلطته في روسيا

صورة

يعد ألكسندر زالدوستانوف نجماً في موسكو، فهو من المساندين الأقوياء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد اكتسب زعيم مجموعة «ذئاب الليل» شهرته بمهارة من خلال المسيرات والعروض، ويعتبره كثيرون «بطلاً حديثاً». ونظراً لتجاوزاته في شبه جزيرة القرم فقد بات زالدوستانوف شخصية غير مرغوبة في أغلب دول غرب أوروبا، إلا أن المؤيدين للرئيس الروسي يرونه رقماً صعباً في الدعاية الانتخابية.

«ذئاب الليل» لا يقتصر نشاطها على روسيا،

فأعضاؤها يجوبون بلدان أوروبا الشرقية كافة

في محاولة لحشد الدعم لمشروعهم القومي.


ألكسندر شخص مخيف مع لياقته البدنية ومظهر المصارع القوي ونظره الثاقب، وهو من المساندين الأقوياء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في مايو 2015 منعته بولندا من الدخول إلى أراضيها، بعد أن حاول، ضمن مجموعة من «ذئاب الليل» على متن دراجات نارية، التوجه إلى برلين للاحتفال بالانتصار السوفييتي على ألمانيا النازية. زالدوستانوف شخص مخيف مع لياقته البدنية ومظهر المصارع القوي، ونظره الثاقب. ليس من الصعب أن تدرك أن هذا الرجل البالغ من العمر 55 عاماً لايزال يرفع الأثقال بانتظام للحفاظ على عضلات ذراعيه وبطنه.

وقد أوجدت سياسة بوتين بيئة يمكن أن تزدهر فيها مثل هذه المجموعات. في روسيا، وفي ساحة سياسية يتم التلاعب بها كما يفعل في الدراما، يعد بوتين أهم جزء من القصة. والواقع أن زعيم الكرملين يريد أن يستعيد أمجاد الماضي وأن يبعث هذا النمط من التصرفات من خلال تشجيع أولئك الذين ينتمون إلى «ذئاب الليل»، الذين يرعاهم شخصياً.

الأمر لا يقتصر على مظهر زالدوستانوف، الذي تربطه صداقة قديمة بالرئيس الشيشاني رمضان قاديروف المؤيد لبوتين أيضاً، فسائقو الدراجات المثيرة يعدون «ظاهرة اجتماعية». وتقول الطالبة الروسية آنا، إنها تدرس ظاهرة مجموعة ركاب الدراجات النارية، الذي تم إنشاؤه في أوائل التسعينات، «فلسفتهم هي الدفاع عن الأمة الروسية، وتعزيز الجذور الأرثوذكسية والحفاظ على الاتحاد مع الشعوب الشقيقة».

الأمر لا يتعلق بممارسة هواية معينة، أو التعبير عن آراء مختلفة. فمجموعة ذئاب الليل لا تشبه في تنظيمها الخارجين على القانون في أميركا أو أوروبا. وحالياً تضم أكثر من 5000 عضو، منهم العسكريون المتقاعدون وحتى رجال الأعمال.

السائق إريك لوبو، الذي ألف كتباً عدة عن رحلاته في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، يعرف ذئاب الليل جيداً، وفي ذلك يقول: «كي تفهم ما تمثله (هذه الذئاب)، عليك أن تكون روسياً»، مضيفاً: «حتى تسحر الجمهور فإن الأمر يعتمد جزئياً على شخصية غير عادية مثل الكسندر زالدوستانوف».

ويحاول الكرملين استغلال التيار القومي المتشدد لتعزيز قبضته على مؤسسات الدولة وضمان استمرار حكم بوتين، إلا أن ذئاب الليل لا يقتصر نشاطها على روسيا، فأعضاؤها يجوبون بلدان أوروبا الشرقية في محاولة إلى حشد الدعم لمشروعهم القومي. ويدعم سائقو الدراجات القوميون إعادة انتخاب بوتين بقوة، ويرون فيه أمل روسيا لاسترجاع أمجاد الماضي. وكان هؤلاء رأس حربة في عملية ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا. ولا يتردد بوتين في استقبال زعيم النادي (الكسندر زالدوستانوف) في الكرملين، بل وركوب دراجة نارية ومصاحبته في جولات داخل موسكو وخارجها. الأكيد أن شخصية بوتين، الذي يحب إظهار عضلاته وأنه في لياقة جيدة، تتناغم مع أشخاص مثل أعضاء «ذئاب الليل»، لكن السؤال المطروح هو مدى تفشي هذه الظاهرة في المجتمع الروسي، واستعداده لتقبل مظاهر القومية المتشددة في زمن التراجع الاقتصادي والاستبداد السياسي.

تويتر