بكين تعوّض قلة الجاذبية بتوفير المنح الجامعية الحكومية لطلاب القارة

الصين وأميركا تستخدمان القوة الناعمة لكسب الدول الإفريقية

معاهد «كونفوشيوس» الصينية تنتشر في أرجاء القارة السمراء. أرشيفية

مع بدء إدارة الرئيس جو بايدن مراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إفريقيا، سيظهر عامل الصين بشكل بارز. وغالباً ما يكون أمراً لا مفر منه لأن المناقشات التي تنطوي على العلاقات بين إفريقيا والولايات المتحدة، أو إفريقيا والصين، تثير تساؤلات حول الآثار المترتبة على جميع المناطق الثلاث. ومنذ الانتخابات الأميركية في الثالث من نوفمبر 2020، حاول المراقبون فهم تداعيات إدارة بايدن وكامالا هاريس، الجديدة بالنسبة لإفريقيا، ما ستعنيه الإدارة الجديدة للعلاقات بين إفريقيا والصين.

والجدير بالذكر أن المصالح الصينية والأميركية في إفريقيا قد لا تتوافق دائماً بشكل جيد مع المصالح الإفريقية تجاه الصين، أو الولايات المتحدة، لكن هذا نقاش ليوم آخر.

وفي ظل إدارة بايدن، من المتوقع أن تصمم الولايات المتحدة إطاراً سياسياً جديداً لإفريقيا، وقد يعني هذا أن الصين تراجع أيضاً سياستها تجاه إفريقيا، وما هي بعض القضايا والعوامل التي ستؤثر على مقاربات إدارتي بايدن وشي جين بينغ في إفريقيا.

ويمكن تقسيم الركائز العريضة للاعتبارات بين الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة، فضلاً عن المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية.

ومع استمرار الولايات المتحدة والصين في التنافس من أجل علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة مع إفريقيا، أصبحت صورة ومصداقية وتأثير كل من القوتين موضع تركيز حاد؛ ويكفي بعض الأمثلة. ومن المحتمل أن يكون أكبر مصدر للقوة الناعمة للولايات المتحدة في القارة هو منصات الأخبار الأميركية وصناعات الترفيه، والتي تعمل بمثابة جهات نشر رئيسة للثقافة الأميركية.

ويبدو أن الشبكات الإعلامية مثل «سي إن إن» و«صوت أميركا»، أكثر تأثيراً بكثير من القنوات الصينية التي دخلت إفريقيا حديثاً، مثل شبكة تلفزيون الصين العالمية وراديو الصين الدولي. ويرجع ذلك إلى روابط اللغة، إذ تستخدم 24 دولة إفريقية اللغة الإنجليزية كلغة رسمية، وكذلك لغة مشتركة بين عموم السكان. واللغة الفرنسية هي أيضاً لغة شائعة في القارة، حيث توفر روابط مع 21 دولة إفريقية ناطقة بالفرنسية. ولا تتمتع الصين بهذه الميزة اللغوية، إذ يتم استخدام لغة الماندرين على مستوى ضئيل في القارة. وفي بعض الحالات، كما هي الحال في جنوب إفريقيا، تم معارضة إدخال لغة الماندرين في المدارس.

ومع ذلك، قد تنمو لغة الماندرين كلغة أجنبية بديلة في السنوات المقبلة، حيث تم إنشاء معاهد «كونفوشيوس»، التي وصل عددها إلى 54 في عام 2019، واكتسبت المعاهد قوة جذب منذ ذلك الحين.

ومع ذلك، فإن الصين تعوض الجاذبية المنخفضة نسبياً من خلال كونها أكبر مزود للمنح الجامعية التي ترعاها الحكومة، لصالح الطلاب الأفارقة. وهذا مجال للدبلوماسية العامة والقوة الناعمة، حيث كانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، مثل المملكة المتحدة وفرنسا، تتقدم على الصين قبل عامين فقط.

بوب ويكيسا: كاتب ومحلل سياسي


يتوقع في ظل إدارة بايدن أن تصمم الولايات المتحدة إطاراً سياسياً جديداً لإفريقيا، وقد يعني هذا أن الصين تراجع أيضاً سياستها تجاه إفريقيا.

تويتر