مخاوف من ولاء جديد لـ «الوطن الأم»

تقاليد الملايو تكاد تختفي بسبب الثراء وتغلّب العنصر الصيني. أرشيفية

كانت اليابان تحتل سنغافورة في الحرب العالمية الثانية، ثم أُعيدت إلى البريطانيين في نهاية الحرب، وخضعت للاندماج مع ماليزيا، ثم انفصلت عنها، وأصبحت دولة ذات سيادة في عام 1965. بعد ذلك، تولى لي كوان يو الحكم في البلد وغيّر ملامحها بشكل كامل، وطالما قال للصحافيين الأجانب إنه نقل بلاده «من العالم الثالث إلى الأول» في أقصر وقت على الإطلاق بالنسبة لأي بلد.

وما يجعل التجربة مثيرة للاهتمام، كون سنغافورة لا تملك أي موارد طبيعية. وفي ظل حكم يو، فتحت الجزيرة الأبواب على مصراعيها أمام الاستثمارات الأجنبية، مع الحفاظ على حكومة صغيرة وفعالة وعملية. وركزت الصناعات في سنغافورة على التكنولوجيا والخدمات المصرفية، لتحقيق عائد اقتصادي مرتفع من مجموعة صغيرة من العمالة.

شعرت الحكومة بالارتياح في وضع سياسات أقل شعبية، مثل بوابات رسوم الطرقات، وفرض ضرائب على مالكي السيارات، بحيث تكون سيارات سنغافورة هي الأغلى في العالم، وقد كانت الحكومة واثقة من سياساتها، ومن القدرة على تعزيز الثروة والتنظيم في البلاد على المدى الطويل من خلالها.

وعلى الرغم من أن الأغلبية العرقية الصينية في سنغافورة تمثل نحو ثلاثة أرباع سكان المدينة، إلا أن الحكومة غالباً ما تبذل جهداً كبيراً لتعزيز التناغم بين الأعراق كرمز للهوية الوطنية. وفي ذلك يقول الأستاذ في جامعة سنغافورة الوطنية، أنغي يو هونغ: «ليس لدينا في الواقع ما يكفي من ثقافة ما قبل الاستعمار للاحتفال. نحن في أرض الملايو، لكن معظمنا ليسوا من الملايو، والثقافة الصينية كانت صغيرة في الأزمنة القديمة»، وتابع: «إذاً، كان مفهوم تعدد الأعراق للأمة نوعاً من الخيار الواضح لنا، وكان دائماً بمثابة توازن دقيق».

اليوم، هناك مخاوف متزايدة في سنغافورة من أن الصين الجديدة القوية يمكن أن تزعج هذا التوازن من خلال السعي لتعزيز الولاء لـ«الوطن الأم» الصيني بين الصينيين السنغافوريين.

تويتر