الروس يحتجّون على انتخاب بوتين سابقاً ويفرحون الآن

مظاهرة وسط موسكو في 10 مارس 2012 احتجاجا على انتخاب بوتين. غيتي

انتهت الانتخابات الروسية، حسب النتائج المتوقعة تماماً، والمتمثلة بفوز الرئيس فلاديمير بوتين وبقائه في الحكم لمدة ست سنوات أخرى. وعلى الرغم من ذلك، كان ثمة ملامح جديرة بالملاحظة. لقد فاز بوتين بنسبة 76% من الأصوات، وقلة من الأصوات تعالت ضد هذه النسبة، على الأقل حتى أعلن زعيم المعارضة الرئيسة، اليكسي نافالني، قائمة بالخروقات التي حدثت خلال الانتخابات.

وأما في ما يتعلق بأسباب تصويتهم لبوتين فإن أعداداً كبيرة من المصوتين لبوتين، قالوا نعم دون أي سبب. فاذا لم يعد المرشح بأي مستقبل واعد، ومع ذلك ظل يتمتع بشعبية كبيرة، فإن ذلك يعني أن أنصاره صوتوا من أجل «الاستقرار»، وهو أمر يملكونه الان ولا يرغبون في فقدانه. ولكن ما هي الإنجازات التي حققها بوتين حالياً، والتي يبدو أن الروس يخشون فقدانها؟

• بعد ست سنوات من المتاعب الاقتصادية والسياسية ليست هناك تظاهرات ولا أي شيء يشير إلى معارضة بوتين في الشوارع.

لقد كانت السنوات الست الماضية فظيعة بالنسبة للاقتصاد الروسي، ما أدى إلى الركود الاقتصادي نتيجة هبوط أسعار النفط. وشاركت روسيا في الصراع مع أوكرانيا، وهو الأمر الذي دفع الاتحاد الاوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية عليها. واضافة إلى ذلك كانت هناك محاولات للتلاعب بالانتخابات الأميركية، ويمكن رؤية كيف سيكون شكل الحرب الباردة الجديدة. وفي داخل روسيا حققت الكنيسة سلطات كبيرة، ما مكّنها من التدخل في الحياة اليومية للروس.

والآن وبعد ست سنوات من المتاعب الاقتصادية والسياسية ليست هناك تظاهرات ولا أي شيء يشير إلى معارضة بوتين في الشوارع. بل ظهرت تظاهرات صاخبة مؤيدة لبوتين، سواء كانت إرادية أو اجبارية. وهو ما يدفع إلى التساؤل كيف وصل الروس إلى هذه الحالة. وبينما تتجه الأمور نحو الأسوأ بات تفكير الروس، أنهم لا يرغبون في تحسن الوضع، وإنما ألّا يزداد سوءاً فقط.

تويتر