مبعوث أوباما للعالم الإسلامي يـستهدف تجاوز إحباطاته

الموقف الأميركي من العالم الإسلامي لم يتعد الأقوال الطيبة.               رويترز

سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما الى طمأنة العالم الاسلامي القلق من تصاعد نزعة كراهية الاسلام في الغرب، وأعلن عن تعيين مبعوث خاص له لدى منظمة المؤتمر الإسلامي.

وفي رسالة ضمنها في شريط فيديو تم بثه في افتتاح الدورة السابعة لمنتدى اميركا والعالم الاسلامي بالدوحة، قال أوباما «أنا فخور بالاعلان اليوم عن تعيين رشاد حسين مبعوثاً لي لدى منظمة المؤتمر الاسلامي»، مضيفاً «بوصفه محامياً ماهراً ومساعداً مقرباً ومحترماً من قبل فريقي في البيت الابيض قام رشاد بدور محوري في تنمية شراكات كنت أعربت عن رغبتي في إقامتها في القاهرة».

وتابع أوباما «أنهيت الحرب في العراق بطريقة مسؤولة ونبني شراكات في أفغانستان».

وأضاف «لم تمض سوى ثمانية شهور منذ القاهرة ولايزال لدينا الكثير من العمل. لكنني أعتقد اننا أرسينا الاسس من اجل ترجمة الالتزامات وتحويلها الى افعال».

وكان أوباما دعا في الرابع من يونيو الماضي في خطاب في العاصمة المصرية، الى «صفحة جديدة» في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي، قاطعاً بذلك سياسة سلفه جورج بوش.

وجدد أوباما التزامه بالعمل من اجل التوصل الى حل لمشكلة الشرق الاوسط «يقوم على أساس دولتين ويعترف بحقوق وأمن الاسرائيليين والفلسطينيين»، وقال إن «الولايات المتحدة والمسلمين استدرجوا في كثير من الاحيان الى حلقة من الارتياب وسوء التفاهم يمكن ان تؤدي الى الصراع اكثر منه للتعاون». وأكد انه «يعود الينا جميعاً حكاماً وأفراداً العمل بجد من اجل ترجمة الاقوال الى افعال، وكتابة الفصل الجديد في علاقاتنا على أساس من الاحترام المتبادل» .

وأشاد المشاركون في المنتدى بقرار اوباما تعيين مبعوث خاص لدى منظمة المؤتمر الاسلامي ، ولكن بعضهم أعرب عن قلقه من تصاعد نزعة كراهية الاسلام في الغرب.

وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدولة الجزائري عبدالعزيز بلخادم ما وصفاه بالصور النمطية المسيئة للاسلام في الغرب.

ودعا أردوغان في كلمته أمام المنتدى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى «التصدي لتصاعد الإسلاموفوبيا على أراضيهما».

وانتقد أردوغان «اتهام العالم الاسلامي، وتعداده مليار ونصف مليار نسمة بالعمليات الارهابية» التي تنفذها أقلية متطرفة.

كما انتقد وزير الدولة الجزائري عبدالعزيز بلخادم المبعوث الخاص للرئيس الجزائري في كلمته في المنتدى ما وصفه «بالنمطيات الغربية الخطيرة عن الاسلام». وقال ان «بعض الناس في العالم الغربي يتجرأون على التاكيد على مخاطر الاسلام ويرون فيه تهديدا لا يتناسب مع قيم الحداثة».

وأضاف بلخادم أن «هذا الكلام يغرس في العالم الغربي من خلال ما يكتب وما يتخذ من قرارات من حظر المآذن الى منع ارتداء الحجاب، وهذا أدى الى نمطيات خطيرة وغالباً ما يقدم العالم الغربي الاسلام ككيان متخلف غير آبه بالحقوق بما فيها حقوق مواطنيه ذاتهم». وكان محللون عرب أقروا بأن الاحباط حل مكان الامل الذي افرزه خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما للعالم الاسلامي في القاهرة.

وقال الاكاديمي الاميركي العربي الاصل شبلي تلحمي خلال ندوة حوارية في المنتدى الذي تستضيفه الدوحة ان «التفاؤل والامل» اللذين نتجا عن خطاب أوباما «بدآ بالتلاشي».

وقال الاكاديمي والدبلوماسي المصري السابق نبيل فهمي خلال ندوة حوارية في الدوحة ان «انتخاب اوباما كان له تأثيرات ايجابية هائلة» في العالم العربي.

الا انه قال ان «المواقف التي تبنتها الادارة الاميركية منذ خطاب القاهرة كانت مخيبة للآمال»، مشيراً بشكل خاص الى «الخطوة الى الوراء في مسألة تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية».

وقال الناشط المصري المدافع عن حقوق الانسان سعد الدين ابراهيم، «العالم العربي أصيب بخيبة كبيرة إزاء اوباما». وأضاف ان «الناس كانوا ينتظرون تحركا يعقب خطاب اوباما، وهذا ما لم يحصل». وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في احدى ندوات المنتدى «نطالب أوباما بالإجابة عن هذا السؤال: لماذا لا تقوم الولايات المتحدة بالاعتراف بدولة فسلطينية بحدود 1967 كما ذكرتم في خطابكم في القاهرة».

وخلص عريقات الى القول «لقد آن الاوان لكي تذهب الولايات المتحدة في هذا الاتجاه لأنه لو أردتم ان تحاربوا التطرف فهنا المفتاح وإلا سوف ينتصر التطرف وينتصر أسامة بن لادن».

تويتر