أفغانستان تشارك في مراجعة الســياسة الأميركية لمكافحة الإرهاب

كرزاي قال في مؤتمر صحافي مع هولبروك إنه سيرسل وفداً إلى واشنطن للمشاركة في المراجعة. رويترز

قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي، أمس، إن بلاده ستشارك في المراجعة الاميركية الواسعة لاستراتيجية «الحرب على الارهاب»، وسط توتر بين الدولتين الحليفتين حول القتال ضد حركة «طالبان». جاء ذلك في وقت أعلن حلف شمال الاطلسي «الناتو» مقتل جنديين من قواته أحدهما بريطاني في جنوب افغانستان.

وفي التفاصيل، صرّح كرزاي في مؤتمر صحافي مقتضب مع المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك «انا ممتن جدا جدا للرئيس الأميركي باراك اوباما لقبوله اقتراحي بشأن مشاركة افغانستان في المراجعة الاستراتيجية للحرب على الارهاب في الولايات المتحدة»، مشيرا إلى إنه كان طلب ذلك في رسالة إلى أوباما، وقد حمل هولبروك القبول الأميركي في رسالة سلمت إليه. واضاف كرزاي ان «كابول سترسل وفدا الى واشنطن يترأسه وزير الخارجية رانجين دادفار سبانتا للمشاركة في المراجعة».

من جهة أخرى، صعد كرزاي انتقاداته للأساليب التي تتبعها القوات الدولية بما في ذلك الهجمات الجوية التي ادت الى مقتل واصابة مئات المدنيين الافغان وعمليات تفتيش المنازل ليلاً.

وقال انه رحب بموافقة القوات التي تقودها الولايات المتحدة أخيرا على اتخاذ «إجراءات معينة» لخفض الاصابات بين المدنيين ووقف المداهمات الليلية.

وبموجب اتفاق تم اعلانه الاسبوع الماضي فسيشارك الجيش الافغاني بصورة اكبر في تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية، حسب بيان افغاني اميركي مشترك.

ولم يكشف هولبروك وكرزاي عن تفاصيل محادثاتهما. الا ان كرزاي قال ان المحادثات كانت «مفصلة ومثمرة».

وصرح هولبروك للصحافيين «اتيت الى هنا لاستمع واعرف آراءكم»، مضيفا ان الزيارة تأتي «لتأكيد التزام الولايات المتحدة للجهود في افغانستان في مواجهة (طالبان) و(القاعدة)».

وكان هولبروك وصل الى المنطقة في وقت متأخر من الخميس الماضي في اطار جولة اقليمية والتقى بعدد كبير من المسؤولين والسياسيين الافغان والقادة العسكريين الدوليين ودبلوماسيين قبل ان يجري محادثات مع كرزاي.

وقد بدأت الادارة الاميركية الجديدة تنتقد كرزاي اكثر مما كانت تفعل ادارة الرئيس السابق جورج بوش. وكان كرزاي أقرّ في مقابلة تلفزيونية بثت أخيرا بوجود «أزمة» بين واشنطن وكابول، خصوصا في ما يتعلق بالضحايا من المدنيين، وحذر من ان ذلك يمكن ان يضر بالدعم الشعبي لحكومته والقوات الاجنبية.

ورفض كرزاي تأكيد وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان افغانستان هي «دولة مخدرات». وقال ان «الدولة لا تستفيد من أموال تجارة الافيون والهيروين غير الشرعية».

وفي مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الأميركية بثت امس، أقرّ كرزاي بوجود فساد في افغانستان مثل اي بلد نام اخر ويساعد في ذلك تدفق اموال المساعدات على بلد دمرته سنوات من الحرب، حسب قوله. واضاف ان «جزءا من اللوم في هذه المشكلة يقع علينا وجزءا يقع على المجتمع الدولي والطريقة التي يبرم فيها العقود».

على صعيد آخر، أعلن حلف شمال الاطلسي مقتل جندي ثان من قواته في جنوب افغانستان من دون تحديد جنسيته. وقد قتل الجندي في «حادث عدائي» في جنوب افغانستان في اليوم الذي قتل فيه جندي بريطاني في جنوب البلاد ايضا.

واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان جنديا من قناصي البحرية ينتمي الى فرقة «كوماندوز 45» اصيب بالرصاص في منطقة جنوب غرب سنغين بولاية هلمند (شمال) عندما كان يرافق فريق نزع الالغام، وقد توفي متأثرا بجروحه خلال نقله الى المستشفى. وهو الجندي البريطاني السابع الذي يقتل في افغانستان منذ مطلع العام والجـندي الـ144 منذ بدء العـمليات في عام .2001
تويتر