سكان الغرب الأوسط لا يثقون بوسائل الإعلام

في وقت سابق من هذا الشهر، أكملتُ رحلة استغرقت ثلاثة أيام عبر ولايات ميشيغان، وأوهايو، وويسكونسن، وهي ساحة معركة الانتخابات الرئاسية الرئيسة. كانت مهمتي بسيطة، اسأل سكان الغرب الأوسط العاديين عما إذا كانوا أفضل حالاً، الآن، مما كانوا عليه قبل أربع سنوات. وقد تأثرت بالأشخاص الذين كانوا على استعداد للتحدث معي أمام الكاميرا، وهم يتحدون الصورة النمطية، عن الغرب الأوسط، كونهم مهذبين للغاية، ولكنهم بسطاء قليلاً.

لكن الأشخاص الذين لم يرغبوا في إجراء مقابلات معهم على الكاميرا هم الذين تركوا انطباعاً أكبر. ورفض العديد من هؤلاء الأشخاص على الفور، أو أغمضوا أعينهم في حالة من الاشمئزاز، ومن الواضح أن قبح موسم الانتخابات الرئاسية هذا قد أثر عليهم كثيراً.

أنا متأكد من أن البعض كانوا ببساطة خجولين من الكاميرا، أو لديهم عدم ثقة بوسائل الإعلام، ولكن عدداً من الأشخاص الذين دعوتهم لإجراء مقابلات معهم، رفضوا بأدب، وهم يوازنون عواقب قول ما يفكرون به.

وكانت امرأة مسنّة، جالسة على كرسي، في الحديقة على هامش مباراة لكرة القدم، في شوروود، وهي إحدى ضواحي ميلووكي، ترغب في مشاركة آرائها حول الانتخابات معي، قبل أن يصرخ ابنها الجالس في مكان قريب: «لا تفعلي ذلك!». فكرت المرأة لبضع ثوانٍ أخرى قبل أن تقول: «من الأفضل ألا أفعل، يقول ابني لا».

أخبرني رجل، في منتصف العمر، يقف خارج واجهة متجر في واوكيشا بولاية ويسكونسن، بعيداً عن الكاميرا، أنه بالتأكيد لديه آراء قوية بشأن الانتخابات، لكنه كان قلقاً بشأن رؤية «أشخاص في الشركة» لتعليقاته. وأوضح «ليس لدي حساب على (فيس بوك) للسبب نفسه».

ويمكن أن يكون لمشاركة وجهات نظر علناً، هذه الأيام، عواقب حقيقية، وقد ضخمت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الحقيقة، فقد تضيع الصداقات، وتنهال الردود الغاضبة على مواقع التواصل، وقد يصل الأمر إلى الحظر على «تويتر»، وربما تنقسم العائلات، ويخشى الناس على وظائفهم.

التحديات التي تواجه بلدنا هائلة، ولحلها، يجب أن نتحدث مع بعضنا بعضاً، ونحن بحاجة إلى فهم، ليس فقط، مشكلاتنا المشتركة، بل، أيضاً، ما يمكن أن تكون الحلول، ولكن هذا الحوار لا يمكن أن يبدأ عندما يتردد الكثير منا في التحدث عما يدور في أذهاننا.

مايك تومسون مراسل صحافي

تويتر