تونس: "النهضة" الإسلامي يفوز بانتخابات المجلس التاسيسي

صورة

فاز حزب النهضة الاسلامي في انتخابات المجلس التأسيسي التاريخية التي جرت في تونس الأحد الماضي، بعد تسعة اشهر من الاطاحة بنظام زين العابدين بن علي، وحصل على 90 مقعدا (41,47 بالمئة من المقاعد)، بحسب النتائج النهائية الموقتة التي أعلنها، مساء الخميس، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي.

وفاز الاسلاميون ب 90 من مقاعد المجلس التاسيسي 217، وهي نتيجة جاءت افضل حتى مما توقعه قادتهم.

وحال إعلان النتيجة تدفق أنصار النهضة على شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية رافعين علم تونس ورايات النهضة ومطلقين العنان لابواق سياراتهم فرحا.

وحزب النهضة الذي كان ناشطوه قمعوا بشدة في عهد نظام بن علي والذي حصل على تأشيرة العمل القانوني بعد الثورة التي اطاحت به، يدشن بهذا الفوز دخوله من الباب الكبير للساحة السياسية التونسية، وستكون له الكلمة الطولى في كافة القرارات التي تخص مستقبل البلاد.

وحل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) بزعامة المنصف المرزوقي ثانيا، وحصل على 30 مقعدا (13,82 بالمئة من مقاعد المجلس)، محققا بذلك نتيجة جيدة لم يكن اي من المحللين يتوقعها قبل الانتخابات ليصبح القوة السياسية الثانية وفاعلا اساسيا في المشهد السياسي التونسي.

وجاء حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (يسار) بزعامة مصطفى بن جعفر ثالثا ب21 مقعدا (9,68 بالمئة).

وتسجل المرأة حضورها في المجلس التاسيسي بـ 49 عضوا، أغلبهن من النهضة.

وأعلنت النتائج الاولية النهائية بعد أربعة أيام من أول انتخابات حرة في تاريخ تونس، اقبل التونسيون فيها على التصويت بكثافة.

وقال كمال الجندوبي خلال المؤتمر الصحافي "إن انخراط الناخبين بكل هذه الكثافة يعتبر نجاحا للعملية الانتخابية، وتأكيد للوعي التام بمسؤوليتهم التاريخية في وضع حجر الاساس للبناء الديمقراطي بتونس"، ووصف يوم الانتخابات 23 اكتوبر بانه "موعد تاريخي".

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 77,65 بالمئة من الناخبين المسجلين اراديا (4,1 ملايين) و14,2 بالمئة بين باقي الناخبين.

وحلت "مفاجأة" الاقتراع، قائمات "العريضة الشعبية" بزعامة الثري التونسي المقيم بلندن الهاشمي الحامدي، في المرتبة الرابعة، وحصلت على 19 مقعدا (8,76 بالمئة)، وذلك بالرغم من اسقاط قائماتها في ستة دوائر (8 مقاعد) بسبب مخالفات مالية أو لعلاقة بالحزب الحاكم سابقا.

وقوبل الغاء هذه القائمات بتصفيق حار من الحضور في المؤتمر الصحافي، وأنشد بعضهم بيت ابو القاسم الشابي "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر" قبل أن يدعوهم الجندوبي إلى لزوم الهدوء.

وأعلن الحامدي، مساء أمس، لوكالة فرانس برس سحب جميع قوائمه، مشيراً إلى أن من سيبقى منها في المجلس التأسيسي لن يمثله، في حين اندلعت أعمال عنف في سيدي بوزيد، وألقيت الحجارة على أعوان الأمن، وتم اشعال اطارات مطاطية وتخريب مقر البلدية، واستهدف ايضا مقر حزب النهضة الذي كان امينه العام حمادي الجبالي رفض اشراك "العريضة الشعبية" في مشاوراته للتحضير للمرحلة الانتقالية الثانية منذ الاطاحة ببن علي.

وتعتبر النتائج المعلنة مؤقتة لحين الانتهاء من الطعون امام المحكمة الادارية.

وبعد ذلك من المقرر أن يدعو الرئيس الموقت فؤاد المبزع المجلس التاسيسي المنتخب للاجتماع.

وسيتولى المجلس التأسيسي الذي عادت بانتخابه الشرعية الدستورية لمؤسسات الدولة في تونس، بالخصوص وضع دستور "الجمهورية الثانية" في تاريخ تونس وايضا تقرير السلطات التنفيذية وتولي التشريع لحين اجراء انتخابات عامة في ضوء مواد الدستور الجديد.

تويتر