الوفد الحكومي يطالب بالضغط على الحوثيين لتنفيذ اتفاق استوكهولم

الجيش اليمني يسيطر على مناطق جديدة في صعدة وتعز.. ويكبّد الميليشيات خسائر كبيرة بالضالع

قوات الشرعية تكبّد الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة في جبهات عدة. أرشيفية

تكبّدت ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، خسائر موجعة على يد الجيش اليمني مسنوداً بقوات التحالف العربي لدعم الشرعية، في شمال الضالع، أمس، وواصلت قوات الجيش تقدمها وسيطرت على مناطق جديدة في صعدة وتعز، مكبدة الحوثيين عشرات القتلى والجرحى والأسرى، في حين هدد وفد الحكومة الشرعية بمقاطعة اجتماعات لجنة المراقبة الأممية في الحديدة، إذا لم يتم الضغط على الحوثيين لتنفيذ اتفاق أستوكهولم.

وتفصيلاً، مُنيت الميليشيات الحوثية بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها الذين تم استدراجهم من قبل قوات الجيش اليمني إلى مناطق واسعة شمال الضالع وسط اليمن، ثم الاشتباك معهم في وادي سون ومنطقة يعيس غرب مريس، ما خلّف عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، إلى جانب تدمير عدد من آلياتها العسكرية.

وقالت مصادر ميدانية في الضالع إن «الجيش نفذ عملية انسحاب تكتيكية في الضالع، خلال اليومين الماضيين، ما أغرى الحوثيين بالتقدم نحو مناطق جديدة في شمال الضالع، لكن انسحاب الجيش كان عبارة عن طُعم للحوثيين الذين تم استدراجهم إلى وادي سون، ثم أطبق عليهم الجيش من جميع الجهات واشتبك معهم، وتمكن من أسر أعداد كبيرة وغنم أسلحة متنوعة».

وكانت المعارك تواصلت لليوم الثامن على التوالي في الضالع، بين الجيش والميليشيات في جبهة مريس، تمكنت خلالها قوات الجيش من صد هجمات حوثية عدة، ولقي عدد من قادة الميليشيات مصرعه، بينهم نائب مشرف الميليشيات في محافظة الضالع ومسؤول إمداد جبهات المحافظة، إبراهيم الأكوع.

من جانبها، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات المساندة للجيش اليمني في الضالع، استهدفت تجمعات للميليشيات في أطراف منطقة مريس، وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من الحوثيين وتدمير أسلحتهم.

وتفقد محافظ الضالع، اللواء علي مقبل، أمس، الخطوط الأمامية في جبهة مريس، للاطلاع على سير العمليات وتلمّس أوضاع الجبهة، كما التقى بقيادة اللواء 83 مدفعية، واللواء الرابع احتياط، وضباط وصف وجنود وقيادات المقاومة الشعبية في مريس، وقيادة عمليات اللواء الخامس عمالقة، وقال إن «الضالع أعلنت نفيرها كاملة ملتحمة بجبهة مريس دمت وحمك العود، ولبت نداء الواجب الوطني حيث قدمت ومازالت تقدم حتى اللحظة أغلى ما تملك من أبنائها، معلنة النفير العام في الالتحام بأبناء مريس الأبطال الذين يعتبرون القلب النابض للضالع».

وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من السيطرة على بئر بن ثوالى وأجزاء من جبل مدرك في جبهة كتاف البقع، التي تشهد عملية عسكرية كبيرة للجيش عبر محورين، الأول من بئر بن ثوالى باتجاه جبل مدرك، والثاني من منطقة «طيب الاسم» إلى جبل شعير، تسعى من خلالها إلى قطع طرق الإمداد عن الميليشيات.

وأكدت مصادر عسكرية في صعدة، أن قوات الجيش اليمني أحبطت هجمات متكررة للميليشيات في محيط جبال عنبان، ودمرت عدداً من آلياتها، وغنمت كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة. وفي تعز، سیطرت قوات الجيش على مواقع جدیدة في جبھة الأقروض جنوباً، وأكد مصدر عسكري أن قوات من اللواء 35 مدرع تمكنت من التقدم وفرض سیطرتھا على مواقع الھوبین والشقاق، ومدرسة الخلل التي تسللت إلیھا عناصر میلیشیات الحوثي، أول من أمس، وواصلت قوات الجيش تقدمها نحو جبل الرضعة.

وكان بیان صادر عن اللواء 35 مدرع أشار إلى أن القوات حررت مواقع في جبھة الأقروض، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المیلیشيات الإرھابیة، موضحاً أنه تم حصر ثماني جثث لعناصر حوثية، فيما تم نقل عشرات المصابين وجثتين لقيادات من عناصرها فوق عربة عسكرية تابعة للحوثي باتجاه شرق المدينة، وأشار البيان إلى استشهاد اثنين من قوات الجيش.

وفي الحديدة، هدد وفد الحكومة الشرعية بعدم حضور اجتماعات لجنة إعادة الانتشار في المدينة، بسبب «تساهل الأمم المتحدة مع ميليشيات الحوثي»، وأكد الوفد أثناء اجتماعه مع الجنرال الدنماركي، مايكل لوليسغارد، أمس، أنه لن يشارك في اجتماع قادم في حال لم يتم الضغط على ميليشيات الحوثي لتنفيذ اتفاق أستوكهولم حرفياً.

وكان لوليسغارد وصل إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية في الحديدة، صباح أمس، بعد أن كانت ميليشيات الحوثي عرقلت وصوله ورفضت السماح بمروره، عقب اجتماعه مع وفد الحوثي قبل يومين، في جلسة استمرت لساعات من دون الوصول إلى اتفاق يذكر.

وتعليقاً على تصريحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بأن اتفاق وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة لايزال سارياً، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن مساعي غريفيث خلال الشهور الماضية مكنت الميليشيات من استعادة ترتيب أوضاعها العسكرية، ما انعكس سلباً على جبهات القتال، ليس في الحديدة فقط بل في جميع الجبهات، مشيرة إلى أنه خلال التحضير لمشاورات السويد، وأثناء وبعد الاتفاق على الانسحاب من الحديدة، وما تلا تلك المشاورات، تمكنت الميليشيات من استعادة ترتيب نفسها في الجبهات عسكرياً، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة.

وذكرت المصادر أنه منذ هدنة ديسمبر الماضي وحتى اليوم، تقوم الميليشيات بحشد المقاتلين والأسلحة إلى الحديدة والجبهات والضالع وحجة والبيضاء وتعز وصعدة ومأرب، موضحة أن ميليشيات الحوثي كثفت من قصفها مواقع القوات اليمنية المشتركة والأحياء السكنية في الحديدة، خلال اليومين الماضيين، واستهدفت بأكثر من 10 قذائف مدفعية مواقع قوات الجيش في مديرية الدريهمي، كما قصفت مواقع القوات المشتركة في ضواحي الحديدة.

• الجيش اليمني يحاصر الميليشيات في شمال الضالع.

تويتر