عمليات عسكرية للجيش اليمني مسنوداً بقوات التحالف في جبهات صعدة وصنعاء

أنور قرقاش: التحالف العربي مصمم على تحرير مديـنة ومينـاء الحـديدة

صورة

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن التحالف العربي مصمم بحزم على تحرير مدينة الحديدة من سيطرة الحوثيين، إذ إن هذه الفترة من النزاع اليمني تمثل نقطة تحول، مضيفاً: «رأينا دعماً إيرانياً قطرياً إخوانياً عجيباً غريباً للميليشيات الحوثية باليمن»، يأتي ذلك فيما تشهد جبهات الحديدة على الساحل الغربي لليمن تصعيداً عسكرياً لافتاً مع وصول تعزيزات عسكرية تابعة للمقاومة اليمنية المشتركة وميليشيات الحوثي الانقلابية إلى محيط الحديدة، فيما اقتربت قوات المقاومة من برج المراقبة في مطار الحديدة، في حين شهدت جبهات صعدة وصنعاء عمليات عسكرية للجيش اليمني مسنوداً بقوات التحالف.

قرقاش قال إن قوات الشرعية، مدعومة من قوات التحالف، تتصرف بطريقة عاقلة في تحرير الحديدة، وتستغل فرص الحل السياسي حتى ولو كانت بنسبة 1%.


3000 

مقاتل تابعون  للحوثيين، إضافة  إلى أشخاص يرتدون  ملابس مدنية،  يستخدمون الألغام  والأسلحة الإيرانية في  الحديدة.

وفي التفاصيل، قال قرقاش، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، بمقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدبي، إن «قوات الشرعية في اليمن، مدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تتصرف بطريقة عاقلة في تحرير الحديدة، وتستغل فرص الحل السياسي حتى ولو كانت بنسبة 1%، حفاظاً على المدنيين، إذ تواجه قوات التحالف ثلاثة تحديات في الحديدة، وهي الموقف الإنساني الهش بها، والحفاظ على المدنيين، إضافة إلى تحدٍ عسكري، لافتاً إلى أن الحديدة كانت إحدى محطات تهريب السلاح للحوثيين الذين يمثلون 3% فقط من السكان، ويحققون ثلاثة مليارات دولار سنوياً من السيطرة على الميناء».

وقال «لدينا جسر جوي (سبع طائرات) من المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الشاحنات المحملة بالمساعدات التي تخرج من ميناء جبل علي إلى عدن والمخاء ثم الحديدة، لإغاثة 1.7 مليون نسمة هم سكان الحديدة، إذ إن الإمارات لم تكتشف اليمن قبل عام، بل إن الإمارات تدعم اليمن في جميع المجالات منذ عام 1971»، مضيفاً: «ميناء الحديدة مستمر في عمله، ولكن تخوفنا من أن يكون مفخخاً، والسيطرة عليه بالكامل بالنسبة للتحالف مسألة وقت».

وأكد قرقاش أنه «لا يوجد أي قوات فرنسية على الأراضي اليمنية، فرنسا أبدت الاستعداد لتقديم المساعدة في عملية إزالة الألغام في المناطق المحررة عندما يحين وقت ذلك»، مشيداً بالعرض الفرنسي للمساعدة في إزالة الألغام بالمناطق المحررة.

وذكر أن «تحرير الحديدة مدخل رئيس لتحرير صنعاء، إذ إن ميناء الحديدة يعد شرياناً رئيساً لتمويل الميليشيات الحوثية بالأسلحة الثقيلة من إيران»، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي الذي يتواجد حالياً في صنعاء، يعمل على الفرصة الأخيرة للحوثي للانسحاب من الحديدة وصنعاء.

ولفت إلى أن التحالف العربي أبدى درجة عالية من ضبط النفس خلال تنفيذ عملياته، مضيفاً: «سنواصل التركيز على أهم هدفين وهما حماية تدفق المساعدات الإنسانية والدفاع عن المدنيين».

وأوضح وزير الدولة للشؤون الخارجية أن قوات الانقلاب يشعرون بالارتياح في الحديدة، إذ إنهم يكسبون الأموال والدعم الكافي من خلال سيطرتهم على الميناء، للإنفاق على «محازبيهم» وليس على الشعب اليمني الذي يرغب في التخلص من سيطرتهم على الميناء والمدينة، ومن ثم فإنهم لا يميلون إلى الحل السلمي، «لذلك نستخدم القوة العسكرية من أجل تغيير المسار إلى الحل السياسي، كما أننا لا نتحرك بصورة عشوائية إلى منطقة مكتظة بالسكان كالحديدة، والتحالف حذر جداً بالتقدم العسكري، وليس لدينا شك بالتقدم إلى الأمام».

وتابع «إن العمليات العسكرية تسير بوتيرة جيدة، على الرغم من أن البعض يراها تسير ببطء، إلا أنه يواجهها ثلاثة تحديات رئيسة، هي الموقف الإنساني الهش في الحديدة، ونتبنى عدم استهداف المدنيين، إضافة إلى التحدي العسكري»، مؤكداً أنه من الضروري أن يكون هناك انتقال في المشهد السياسي، وستكون الحديدة نقطة التحول.

وأوضح أن «الحل في اليمن هو حل سياسي مدفوع من الأمم المتحدة، فضلاً عن أنه حل يمني يمني، ونحن كتحالف هدفنا الاستراتيجي هو أن نحرم إيران من وجود دولة ميليشيات داخل اليمن، واقتلاع تنظيم القاعدة الإرهابي».

وقال قرقاش: «وجدنا في الحديدة ما بين 2000 إلى 3000 مقاتل تابعين للحوثيين، إضافة إلى أشخاص يرتدون ملابس مدنية، يستخدمون الألغام والأسلحة الإيرانية في المديمة، ولذلك فإن التخلص من الألغام يعد قضية كبيرة، وعلى الرغم من أن ميناء الحديدة يعمل بشكل طبيعي إلا أن المساعدات التي يتم إرسالها لليمنيين في المدينة تكون عبر الجسر الجوي، إذ إن أكثر ما نخشى منه أن يكون الميناء مفخخاً».

وأضاف: «هذه فرصة الحوثيين لكي ينسحبوا بدون قيد أو شرط»، مؤكداً «لن نقبل أن تستمر سيطرة الحوثيين على ميناء ومدينة الحديدة لسنتين أخريين».

وفي وقت لاحق، قال قرقاش على «تويتر»: «انتهيت من إحاطة ممثلي البعثات الدبلوماسية المنتشرة في أبوظبي على سير عملية التحالف العربي الخاصة بتحرير مدينة الحديدة اليمنية ومينائها من سيطرة الحوثيين. وجرت معايرة هذه العملية لمساعدة المبعوث الأممي الخاص، مارتن غريفيث، في مهمته الصعبة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة بلا شروط».

وتابع: «إننا نمر بنقطة تحول لأن الحوثيين سيواصلون عرقلة العملية السياسية طالما يسيطرون على الحديدة. إننا على يقين ثابت أن تحرير الحديدة سيعيد الحوثيين إلى طاولة المفاوضات».

ميدانياً، أكدت مصادر ميدانية في مدينة الحديدة، وصول تعزيزات عسكرية تابعة للمقاومة اليمنية المشتركة لبدء مرحلة جديدة من عملية تحرير المدينة والميناء بعد انتهاء مهلة الـ24 ساعة الممنوحة لميليشيات الحوثي الانقلابية لتسليم الحديدة ومينائها من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، فيما دفعت الميليشيات بتعزيزات هي الأخرى إلى داخل مدينة الحديدة من الجهة الشمالية.

يأتي ذلك متزامناً مع تمكن قوات المقاومة اليمنية المشتركة من الاقتراب من برج المراقبة في مطار الحديدة، بعد استكمال تأمين محيطه الجنوبي والغربي، وتحول المعارك في محيط مدينة الحديدة من الجهات الثلاث الغربية والجنوبية والشرقية مرحلة الحسم العسكري.

وأشارت المصادر إلى أن معركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها ستأخذ طابع الاقتحامات النوعية نتيجة المعطيات العسكرية الميدانية المتمثلة في الألغام وانتشار القناصة التابعين للحوثيين في أحياء المدينة المكتظة بالسكان، وبعد تحويلها شوارع وأحياء المدينة إلى ثكنات عسكرية.

وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية حولت عدداً كبيراً من أحياء الحديدة، ومنها حارة اليمن، إلى ثكنات عسكرية وقامت بتفخيخ جميع المؤسسات الرسمية وعدد كبير من الطرقات وحفرت الخنادق ونصبت حواجز خرسانية في الشوارع ونشرت عدداً كبيراً من القناصة على أسطح المباني، كما قطعت الطرق على خط الكورنيش بعد منطقة المحوات مباشرة وأمام القلعة. وأوضحت المصادر أن عملية تحرير المدينة ستكون أسهل في حال وصلت قوات المقاومة والتحالف إلى ميناء الحديدة وتحريره وفرض حصار خانق على عناصر الميليشيات داخل أحياء المدينة.

وكانت المواجهات في محيط المدينة توسعت باتجاه المزارع والقرى جنوب طريق صنعاء بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في منطقة «منظر» غرب المطار، سقط فيها قتلى وجرحى من الحوثيين وتم أسر آخرين، فيما لقي ثلاثة قادة حوثيين مصرعهم، وهم العقيد يحيى علي حادر، ووزير محمد الشليف، ومحمد يحيى القاسمي.

وفي صنعاء، أسرت قوات الجيش في جبهات نهم عدداً من عناصر ميليشيات الحوثي في منطقة جبل الكحل أثناء محاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش، فيما تمكنت مقاتلات التحالف من قتل وإصابة عدد منهم في المنطقة ذاتها.

وفي صعدة، حققت قوات الجيش مسنودة بطيران التحالف، تقدماً جديداً في جبهة باقم شمالي محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، بعد معارك متواصلة لليوم الثالث على التوالي تكبّدت خلالها الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وفقاً لمصادر ميدانية.

وأشارت المصادر إلى أن أبطال الجيش نفّذوا هجوماً واسعاً على مواقع ميليشيات الحوثي في سلسلة الجبال المطلة على مركز مديرية باقم، انطلاقاً من جبل الوعواع، تمكنوا خلاله من تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية، وتقدموا مسافة 10 كم وصولاً إلى مفرق باقم الذي يبعد عن مركز مديرية باقم كيلومترين، فيما قتل أكثر من 28 حوثياً في المعارك الأخيرة.

تويتر