«التحالف» يدمّر بإسناد من القوات الإماراتية 9 آليات عسكرية ومعملاً لتصنيع الألغام بالساحل الغربي

«الحزام الأمني» تطلق «السيل الجارف» لتطهير أبين من «القاعدة»

إحدى مروحيات التحالف خلال عمليات ضد الميليشيات في الساحل الغربي. أرشيفية

بدأت أمس «قوات الحزام الأمني» عملية «السيل الجارف»، بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لتطهير جيوب وأوكار مسلحي عناصر تنظيم «القاعدة» من مديرية المحفد ووادي حمارا، آخر منفذ للإرهابيين في محافظة أبين، فيما دمرت قوات التحالف، بإسناد من القوات الإماراتية، تسع آليات عسكرية ومعملاً لتصنيع الألغام بجبهة الساحل الغربي لليمن.

60

من عناصر الميليشيات قُتلوا بالساحل الغربي في غارات لطيران التحالف.

10

كيلومترات في تعز تفصل بين هزيمة الحوثي وانتصار قوات الشرعية في المحافظة.

وفي التفاصيل، نفذت قوات الحزام الأمني خطة عسكرية محكمة شملت حملات دهم للعناصر والجيوب الإرهابية بمحافظة أبين، في ظل استمرار «عملية السيل الجارف» في ملاحقة عناصر التنظيم بمديرية المحفد، لحين التأكد من خلو المنطقة من أي جيوب تابعة للجماعات الإرهابية، حيث تعد أكبر معاقل «القاعدة» في أبين، حيث كانت هناك معسكرات تدريبية في جبال المنطقة للتنظيم.

وأسفرت العملية عن مقتل قيادي «القاعدة» الملقب بأبومحسن باصبرين، بعد مواجهات مع قوات الحزام الأمني، إضافة إلى تكبد العناصر الإرهابية خسائر فادحة في العتاد والأرواح وهزائم كبيرة، فيما تم القبض على عنصرين خطيرين ضمن قائمة المطلوبين.

وتمكنت قوات الحزام الأمني، بإسناد ودعم من قوات التحالف العربي، من اقتحام المواقع التي كانت تتحصن بها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في مديرية المحفد ووادي حمارا الواقع في محافظة أبين، وتطهيرها.

وتقدم أبناء محافظة أبين بالشكر والعرفان إلى دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، لتقديمها كل أوجه الدعم والمساندة في معركة أبين ضد العناصر الإرهابية المتبقية.

يذكر أن قوات التحالف العربي نفذت عملية عسكرية خاطفة نجحت في طرد مسلحي «القاعدة» من محافظة حضرموت في أبريل 2016، بعد أن ظلت مسيطرة عليها لمدة عام، مستغلة الانفلات الأمني عقب انقلاب ميليشيات الحوثي الإيرانية على السلطة الشرعية.

وأسهمت هذه العملية في استعادة المرافق الحيوية في محافظة حضرموت، أبرزها إعادة ميناء المكلا لخدمة أبناء اليمن، وتحويل عائداته بما يخدم التنمية والاستقرار.

كما قصفت مقاتلات التحالف العربي، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، تسع آليات عسكرية ومعملاً لتصنيع الألغام والعبوات الناسفة تابعة لميليشيات الحوثي الإيرانية، في مواقع لهم بمديريات الجراحي وزبيد والتحيتا بجبهة الساحل الغربي لليمن.

واستهدفت المقاتلات تعزيزات عسكرية ومستودعات ذخيرة دفعت بها ميليشيات الحوثي نحو مديرية الجراحي بجبهة الساحل الغربي، وأسفرت عن مصرع 60 من ميليشيات الحوثي الإيرانية وعشرات الجرحى منهم.

كما أسفرت الغارات عن تكبد الميليشيات الحوثية الإيرانية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فيما تمكنت قوات الشرعية من التصدي لكل محاولات تسلل الميليشيات نحو المناطق المحررة.

وتواصل مقاتلات التحالف العربي شن الغارات الجوية على تجمعات ميليشيات الحوثي الإيرانية، وتدمير التعزيزات العسكرية والآليات التابعة لها في مناطق الساحل الغربي.

وتقدم القوات المسلحة الإماراتية، ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، لدعم الشرعية في اليمن، إسناداً عسكرياً ودعماً لوجستياً على العمليات البرية والجوية والبحرية، دعماً لليمن الشقيق لتخليصه من المخطط الإيراني الإرهابي عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث يتواكب التحرير مع العمليات الإنسانية الأساسية والضرورية لإغاثة الأشقاء ودعمهم لتجاوز الظرف العصيب الذي يمرون به، حيث يتصدر محور الأعمال الإنسانية والإغاثية الأولويات لإغاثة الأشقاء، بالإضافة إلى مشروعات إعادة التأهيل لتستعيد الحياة دورتها الطبيعية.

ويأتي تحرير مديرية حيس والتقدم نحو الشمال على الساحل الغربي لليمن، محطة مفصلية على طريق التحرير الشامل، ووجهت قوات التحالف من خلاله ضربة قاضية للمشروع الانقلابي الإيراني في اليمن.

وقال الناطق الرسمي باسم قيادة محور تعز، العقيد ركن عبدالباسط البحر، لـ«الإمارات اليوم»، إن جبهات غرب تعز تشكل أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة للانتصار والحسم العسكري على ميليشيات الحوثي الانقلابية، باعتبارها العمق الاستراتيجي الحامي لكل عمليات الجيش والتحالف على جبهات الساحل الغربي الممتدة بين باب المندب وميناء الحديدة، فضلاً عن أهمية حماية حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وأكد البحر أن 10 كيلومترات، - واقعة بين معسكر خالد المحرر في مديرية موزع مروراً بمنطقة البرح ومقبنة وجبل حبشي في غرب تعز - تفصل بين هزيمة الحوثي وانتصار الشرعية، لما تشكله تلك المناطق من أهمية عسكرية واستراتيجية، إلى جانب أهميتها في عمليات الإمداد والتهديد الاستراتيجي لخطوط الملاحة الدولية التي تتخذها ميليشيات الحوثي ورقة تلوح بها دائماً في وجه المجتمع الدولي والإقليمي، ومن خلفها إيران الداعم الأكبر للحوثيين.

وأوضح البحر أن المعارك الأخيرة بين الجيش والمقاومة في جبهات مقبنة خلفت 18 قتيلاً وعشرات الجرحى، وتدمير آليات عسكرية عدة، إلى جانب منع وصول الإمداد لعناصرهم وجيوبهم في مناطق متفرقة بالقرب من كهبوب والمضاربة وراس العارة والوازعية، وأطراف موزع الشرقية التي تمر عبر مثلث البرح - موزع.

وفي جبهات حرض التابعة لمحافظة حجة، أكدت مصادر ميدانية قرب فتح منفذ حرض الحدودي بين اليمن والسعودية، بعد تقدم الجيش إلى وسط مدينة حرض التي تشهد عملية عسكرية واسعة لقوات الجيش اليمني، مسنودة بالقوات السعودية المشاركة في التحالف العربي، ودعم مقاتلات التحالف، مشيرة إلى أنه تمت السيطرة على مساحات كبيرة بعد المنفذ، وأنه سيتم فتحه قريباً.

وفي صعدة، وجهت قيادات الجيش اليمني القوات المشاركة في تحرير المحافظة بالتوجه نحو عمق مدينة صعدة، باعتبارها مركز المحافظة، واستغلال الانهيار الكبير في صفوف الميليشيات بعد هزيمتها وطردها من مناطق متفرقة من مديرية رازح، ومنها جبل الأزهور الاستراتيجي ومناطق المقران وحوالي، والثهرة، والحنكة، وطلان، ووادي أمير، وجبل الحجلة، وعزلتا آل علي والقد، البالغة مساحتها 30 كم وتتحكم في طرق استراتيجية ستقود إلى مناطق العمق في صعدة.

وكانت قوات الجيش اليمني أطلقت عملية عسكرية بمساندة التحالف لاستكمال تحرير رازح قبل يومين، وقالت إنها حققت هدفها الأول بالوصول إلى قرب مسقط رأس زعيم الميليشيات «رأس الأفعي»، بمنطقة مران التابعة لمديرية حيدان، وباتت على بعد 27 كلم فقط منها.

وكانت مقاتلات التحالف كثفت من غاراتها على مواقع المليشيات الانقلابية، وشنت أكثر من 20 غارة عليها خلّفت قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير آلياتهم.

وفي الجوف، بدأت قوات المنطقة العسكرية السادسة عمليات إعادة ترتيب الصفوف وإعادة عمليات التوزيع والانتشار، وتحديد المواقع وخرائط العمليات العسكرية المرتقبة لها في ظل القيادة الجديدة، بقيادة اللواء الركن هاشم الأحمر، وبدعم ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، حسب ما كشف مصدر في المنطقة.

من جهة أخرى، لقي أحد عناصر «القاعدة» في الجوف مصرعه في غارة جوية لطائرة من دون طيار أميركية، على الطريق العام بالقرب من مديرية الحزم.

وفي صنعاء العاصمة، لقي 15 من عناصر الحوثي مصرعهم، بينهم القيادي الحوثي المدعو محمد علي أبونشطان، وهو المسؤول عن التجنيد في منطقة محلي التي استهدفتها الغارات وخلفت إصابات وتدمير آليات عسكرية عدة تابعة للحوثيين أيضاً.

كما استهدفت مقاتلات التحالف تجمعاً لميليشيات الحوثي بالتزامن مع وصولهم إلى أحد المعسكرات التدريبية التابعة لهم خلف منطقة المنصاع في مديرية نهم، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصرهم، وقصفت تعزيزات للانقلابيين في الخط الترابي بجبهة الميمنة في المديرية ذاتها.

تويتر