الأمم المتحدة: 920 ألف نازح سوري حتى نهاية أبريل 2018

قوات النظام تطرد «داعش» من البوكمال باتجاه البادية

مومتزيس: ربما لم نرَ بَعْدُ الجزء الأسوأ من الأزمة في سورية. أ.ب

تمكنت قوات النظام السوري وحلفاؤها، أمس، من طرد تنظيم «داعش» من مدينة البوكمال في شرق سورية، بعدما تمكن من السيطرة على أجزاء منها قبل ثلاثة أيام. في حين أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 920 ألف شخص نزحوا في سورية، خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2018، ما يشكل رقماً قياسياً، منذ بدء النزاع قبل سبع سنوات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن قوات النظام وحلفاءها استعادوا السيطرة على كامل مدينة البوكمال، بعد طرد تنظيم «داعش» من الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية.

وانسحب التنظيم، وفق المرصد، باتجاه بادية البوكمال، بعدما حاولت قوات النظام وحلفاؤها حصاره داخل المدينة.

وبدأ التنظيم، فجر يوم الجمعة الماضي، هجومه بتنفيذ 10 هجمات انتحارية، ليتمكن لاحقاً من دخول المدينة والسيطرة على أجزاء منها، قبل أن يتراجع السبت إلى الأطراف الشمالية والشمالية الغربية، بحسب المرصد.

وشهدت البوكمال، منذ الجمعة، معارك عنيفة بين الطرفين، تسببت في مقتل 48 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل 32 متطرفاً على الأقل من التنظيم، بينهم الانتحاريون الـ10.

وضاعف التنظيم المتطرف هجماته ضد قوات النظام، خلال الأسابيع الماضية، بعد طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي، بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرتهم في البادية السورية.

ويتوارى مقاتلو التنظيم في البادية السورية، الممتدة بين مدينة تدمر الأثرية (وسط)، وجنوب البوكمال على الحدود العراقية. كما يخوض التنظيم معارك ضد «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، المؤلفة من تحالف فصائل كردية وعربية، في جيب صغير على الضفة الشرقية المقابلة للبوكمال.

من ناحية أخرى، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن أكثر من 920 ألف شخص نزحوا في سورية، خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2018.

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سورية، بانوس مومتزيس، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «نشهد نزوحاً داخلياً كثيفاً في سورية، منذ يناير إلى أبريل، كان هناك 920 ألف نازح جديد».

وأضاف: «هذا أكبر عدد من النازحين، خلال فترة قصيرة منذ بدء النزاع».

ويرتفع بذلك عدد الأشخاص، الذين نزحوا في الداخل إلى 6.2 ملايين، في حين يعيش نحو 5.6 ملايين لاجئ سوري في الدول المجاورة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وأشار مومتزيس إلى أن معظم النازحين الجدد أجبروا، أخيراً، على مغادرة منازلهم، بسبب تصعيد المعارك في الغوطة الشرقية، التي شكلت منذ عام 2012 أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليها في أبريل الماضي، ومحافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها، مع وجود محدود لفصائل أخرى.

وحذر مومتزيس من التداعيات الخطرة لاندلاع نزاع في المحافظة، حيث يعيش 2.5 مليون شخص، والمشمولة في اتفاق «خفض التصعيد»، الذي توصلت إليه تركيا وروسيا وإيران في سورية.

وقتل أكثر من 350 ألف شخص، منذ اندلاع الحرب في سورية في 2011، مع قمع النظام الدموي تظاهرات مناهضة للحكومة.

لكن مومتزيس قال: «ربما لم نرَ بعد الجزء الأسوأ من الأزمة في سورية». وأضاف أنه على العالم «أن يضمن ألا نرى مشهداً مشابهاً، لذلك الذي شهدناه في الغوطة الشرقية».

وأفاد: «نحن قلقون لرؤية 2.5 مليون شخص يتحولون إلى نازحين»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ترسم حالياً سلسلة خطط طوارئ، في حال تصاعد الوضع.

وقال: «نحن في حالة تأهب قصوى».

وعقب عملية الغوطة الشرقية والعملية السابقة لاستعادة مدينة حلب السورية، تم إجلاء المتمردين والمدنيين بالقوة إلى إدلب.

وأضاف مومتزيس أنه بالنسبة لأهالي إدلب: «ليس هناك إدلب أخرى لإرسالهم إليها، هذا هو الموقع الأخير، ولا يوجد مكان آخر ليتم نقلهم إليه»، بحسب المسؤول الأممي.

وحذر من أن «التركيبة الحالية تجعل (الوضع) قابلاً للانفجار».

وأفاد بأن عدد الأشخاص العالقين في مناطق محاصرة أو غيرها في أنحاء سورية، حيث لا يمكن لعمال الإغاثة دخولها بسهولة، انخفض بكثير منذ العام الماضي، فبلغ أكثر من مليونين بقليل.

لكنه قال إن عدداً صغيراً للغاية من قوافل الإغاثة، يصل إلى مناطق من هذا النوع، مع نجاح تسع فقط منذ يناير الماضي.

ولدى الأمم المتحدة القدرة على إرسال ثلاث قوافل على الأقل كل أسبوع. وقد قامت فقط بـ11% من عمليات التوصيل المحتملة هذا العام، وهي النسبة «الأقل على الإطلاق» منذ بدء النزاع، بحسب مومتزيس.

ووصلت قافلة تحمل مساعدات غذائية لـ60 ألف شخص إلى دوما، في الغوطة الشرقية، في أول عملية إيصال للإغاثة تنفذها الأمم المتحدة هناك منذ 14 مارس الماضي.

تويتر