5 دقائق

«صكت الحلقة البطان»

خالد السويدي

مخطئ من يظن أن الأزمة مع الشقيقة قطر ستنتهي سواء بقبول الشروط أو رفضها، فمن الواضح جداً أن المكابرة قد وصلت إلى أعلى مستوياتها عند الجانب القطري، فبدلاً من أن تكون هناك حكمة وتعقل في التعامل مع الأزمة والمقاطعة نجد تصعيداً ليس بجديد على شاشات قناة الجزيرة، والأذرع الإعلامية الخبيثة تجاه دول المقاطعة.

• مشكلة المسؤولين في دولة قطر الشقيقة أنهم لم يستوعبوا كل ما حدث، توقعوا أن يمر كل ما مضى بسلام وأمان دون محاسبة.

مشكلة المسؤولين في دولة قطر الشقيقة أنهم لم يستوعبوا كل ما حدث، توقعوا أن يمر كل ما مضى بسلام وأمان دون محاسبة أو اتخاذ قرار، ويبدو أنهم اعتقدوا بل أخذتهم العزة بالإثم أنهم قادرون على فعل كل شيء، توهموا أنهم دولة عظمى ستخُرُ لها بقية الدول ركعاً وسجداً بعد كل قرار.

وزارة الخارجية القطرية تعتبر أن المطالب تدخلاً في السياسة الداخلية والخارجية، وتدندن منذ فترة على موضوع تقويض سيادة قطر، تلعب على وتر المظلومية والاستقصاد ونصرة الضعفاء والمظلومين، وهي بذلك لا تختلف عن السياسة التي مارستها غيرها من الدول المارقة التي عاثت فساداً ودماراً في العالم العربي.

السيادة عندما تكون هناك قرارات داخلية ليس لها تأثير في بقية الدول، ولا تعني غض الطرف عن جاري باستضافته لعدوي الذي يرميني بالحجارة، ولا السماح له بتوجيه الشتائم لي وأهلي، ولا بأن يفتعل الفتن والمشكلات في بيتي، هي مثل الحرية الشخصية تنتهي عندما تتعدى على حريات الآخرين.

نقول باللهجة المحلية: «صكت الحلقة البطان»، أي أن الوضع قد وصل إلى حده وكفايته، والأشقاء في قطر يعلمون ذلك أكثر من غيرهم، مر أكثر من شهر على المقاطعة والمتضرر الأكبر من كل ذلك شعب قطر فقط لا غير، أما الذين تدعمهم قطر فهم يعون جيداً أن وجودهم على المحك، ولذلك يستمرون في التصعيد علماً بأن ما حدث وما سيحدث لن يكون أبداً في صالح قطر.

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في رائعته الشعرية «الدرب واضح».

الـــدَّربْ واضـــحْ مـنـهجهْ بـالـعياني

                 والــبــابْ مــفـتـوحٍ ومــحــدَّدْ مـكـانـهْ

ودربٍ إلــىَ الـرحـمنْ خـيـرْ وجـنـاني

                  أحسَنْ منْ الشِّيطانْ وأهلْ الشِّطانِهْ

وإنْ مـابـغـيـتـوا دربــنــا بـإمـتـنـاني

                 فــكــلْ واحـــدْ لـــهْ طـريـجـهْ وشــانـهْ

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر