وجهة نظر

معوقات الاحتراف الخارجي

حسين الشيباني

الاحتراف الخارجي ساخن يحتاج إلى التطرق لأبرز المعوقات التي تمنع اللاعب الإماراتي من الاحتراف الخارجي، في ظل التطورين الاحترافي والمهاري اللذين يشهدهما اللاعب الإماراتي، إذا اردنا أن نتحدث عن الاحتراف لدينا بكل صراحة حتى هذا اليوم، الاحتراف في الإمارات مادي فقط، فالاحتراف شامل لنظام غذائي والنوم المبكر للأسف غير موجود لدى معظم اللاعبين الإماراتيين فإذا كانوا داخليا غير منضبطين فمن سينقلهم للاحتراف الخارجي؟ ووفقاً للإحصاءات نجد أن اللاعب العالمي يقطع معدل نحو 13 كيلومتراً في المباراة الواحدة، لكن مع الأسف هنا في الإمارات يقطع اللاعب معدل سبعة كيلومترات فقط، وهذا يؤثر في عملية احترافه خارجياً. وأعتقد أن الاحتراف الصحيح لدينا سيكون بعد جيلين من الآن، وذلك عندما تتم تغذية عقول الصغار في المدارس والأكاديميات والناشئين والشباب بمفهوم الاحتراف الحقيقي.

• لابد أن يتطور اللاعب الإماراتي فكرياً وفنياً ولياقياً وثقافياً حتى يتمكن من مجاراة اللاعب العالمي.

نعم، نحن لدينا دوري شبه قوي، لكن الاحتراف الخارجي للاعبين الإماراتيين مازال علامة استفهام كبرى، قد نظفر بلاعب أو لاعبين يستطيعون الاحتراف خارجيا، وذلك ما نتمناه، لكن إلى الآن لم نشاهد عروضاً حقيقية، وهناك أمر لابد أن ندركه، أننا لا نعيش خارج الدائرة الرياضية في العالم، فهناك عيون على دورينا وهناك مدربون كبار عملوا في دورينا ويتم سؤالهم عن اللاعب الإماراتي، وهناك متابعة علمية دقيقة. لكن مع الأسف اللاعب الإماراتي لا يوجد لديه مستوى فني ولياقي عالٍ، فلابد أن يتطور اللاعب فكرياً وفنياً ولياقياً وثقافياً حتى يتمكن من مجاراة اللاعب العالمي، وبالتالي يعتبر الاحتراف ناقصاً، ومازلنا غير مؤهلين لذلك، وشاهد المنتخبات السنية ونتائجها فستعرف أننا بحاجة إلى وقت كبير للاحتراف الخارجي.

وإذا كانت هذه هي نتائج القاعدة التي ننتظرها، أن تدعم المنتخب الأول، فبالتأكيد أننا مازلنا بوقت مبكر على الاحتراف الخارجي، أبرز المعوقات أن الأندية الإماراتية حتى الآن عاجزة عن إنتاج اللاعب الذي يحمل المواصفات والمقاييس اللازمة والمطلوبة من قبل الأندية المتقدمة كروياً في العالم.

والمسألة ليست مجرد أداء كروي فقط، بل هي مرتبطة بالكثير من المواصفات والمقاييس الثقافية والفكرية والسلوكية، لا يمتلكها اللاعب الإماراتي، فخطوط الإنتاج في هذه الجوانب لا تعمل كما يجب، ومن أبرزها التحصيل العلمي الجيد واللغات والقدرة على ضبط فعل اللاعب وفقاً لإمكاناته، فلدينا صناعة رديئة بأسعار مبالغ فيها جداً، ولا تستطيع أن تنافس في العالم، وهو ما يعني أن القيمة المالية لهذا المنتج محلياً مبالغ فيها بأكثر من عشرة أضعاف! فاللاعب بقيمة الـ10 ملايين في دورينا تكون قيمته في الدوريات العالمية المتقدمة كروياً مليوناً فقط!

الحل في تأسيس البراعم تأسيساً جيداً من كل الجوانب المعرفية والثقافية وغيرها، إضافة إلى ضبط أسعار اللاعبين من قبل إدارات أكثر تأهيلاً بحيث لا تبالغ في الصرف على اللاعب الإماراتي المحترف، ونحتاج أيضاً لأكاديميات متفوقة جداً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر