نقطة حبر

الرياضة إكسير الحياة

يمثل الاهتمام بالرياضة إحدى الركائز القوية في بناء صحة الفرد وسلامة المجتمع بصورة عامة، وكما تعلمنا منذ الصغر فإن «العقل السليم في الجسم السليم»، وتحمل الرياضة في طياتها رسالة خالدة للارتقاء بالإنسان في مختلف جوانب حياته، جسدياً ونفسياً واجتماعياً، فممارسة الرياضة، وفقاً للدراسات العلمية والنتائج الصادرة عنها، تفتح أمام الإنسان آفاقاً من الإيجابية والتفاؤل، بل تعزز لديه مهارات العمل بروح الفريق، وتحفزه على التنافس الشريف، وتدفعه نحو مضاعفة بذل الجهد والتفاني، وصولاً إلى حصد البطولات والألقاب، وتصدر منصات التتويج.

وخلال موسم الصيف الذي يواكب الإجازات المدرسية، فإننا كتربويين وأولياء أمور ينبغي علينا أن نوجه الطلبة من النشء والشباب نحو ممارسة الرياضة، فقد اهتمت القيادة الرشيدة بأن تجعل من الرياضة أحد المجالات الحيوية التي تعزز من مسيرة التنمية في بلادنا، فأنشأت الدولة الأندية الرياضية، ومراكز اللياقة البدنية، وحرصت على توفير البيئة المعززة لممارسة الرياضة، فطوّرت الحدائق والمتنزهات، وخصصت فيها أماكن لممارسة الرياضة، بل أنجزت مماشي رياضية في تلك الحدائق وحولها، وجهزتها بالأرضية المطاطية المناسبة للمشي والركض، وممارسة رياضات الجري والعدو، وغيرها.

لقد مثّلت الرياضة أحد المجالات التي عززت نهضة الدولة في تحسين جودة الحياة للفرد، وإضفاء السعادة على المجتمع، وهناك الكثير من المؤسسات والأندية الرياضية التي تنهض بدور رائد في هذا المجال، ومن بينها أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، التي تعتبر في رسالتها وأهدافها وبرامجها مؤسسة فريدة تتوجه نحو المرأة، وتخصص منشآتها لممارسة المرأة للرياضة، وقد نجحت الأكاديمية منذ انطلاق مسيرتها في استقطاب المواهب النسائية، ورعايتها رياضياً في مختلف الألعاب، وسجلت الأكاديمية مكانة مرموقة في عالم الرياضة، انطلاقاً مما حققته المرأة الإماراتية من تميز وريادة في المسابقات المحلية والإقليمية والدولية.

لقد أصبحت الرياضة منهاجاً يومياً للكثير من الأفراد والأسر، الذين جعلوا منها أحد المرتكزات القوية في بناء الجسم، والوقاية من الأمراض، والتخلص من ضغوط الحياة العصرية، ولعل هذه المشاهد المألوفة التي نراها يومياً لعائلات تمارس الرياضة في الحدائق أو المماشي الرياضية، أو على كورنيش العاصمة أبوظبي، وغيرها من الأماكن في مختلف ربوع الوطن التي جهزتها الجهات الاتحادية والمحلية، وهيأتها لاستقبال الرواد لممارسة الرياضة، هذه المنشآت وغيرها، التي يمارس من خلالها الفرد، بل والعائلة، الرياضة في بيوتهم ومنازلهم، تشكل منظومة متكاملة لسلامة الفرد وصحة المجتمع بصورة عامة.

ونعلم جميعاً أهمية الرياضة، ودورها في تقليل معدلات الإصابة بأمراض مثل السكري وضغط الدم والقلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام، وغيرها من الأمراض التي ترتفع معدلاتها نتيجة لإهمال الرياضة، والتغاضي عن اللياقة البدنية، التي بدورها تقود الفرد إلى مشكلات صحية متعددة.

عندما قال الحكماء «العقل السليم في الجسم السليم» لم يكن ذلك إلا نتيجة لخبرة تراكمية للحضارة البشرية، فالرياضة هي مفتاح السعادة والصحة والتفاؤل، وهي أيقونة الأمل التي تشرق بالجسم والروح كل صباح.. باختصار الرياضة هي إكسير الحياة.

أمين عام جائزة خليفة التربوية

تويتر