أقول لكم

محمد يوسف


يتردد بأننا سنشتري أراضي شاسعة في بعض الدول وسنزرعها أرزاً وقمحاً، لنوفر الغذاء لشعوبنا في الخليج، وقيل يوم أول من أمس، إن هناك مشروعاً لشراء الكهرباء المنتجة نووياً في فرنسا، لنضيء مدننا الجديدة والقديمة، عبر مـدّ «كيبل» بحري بين السعودية ومصر، وربط مصر بأوروبا، واكتمال ربط الشبكات الخليجية، وبعدها سنهنَأ، فلن تكون لدينا أزمة «بسمتي»، ولن يكون هناك نقص في الخبز، فأراضينا في باكستان والهند وفيتنام ستضخ لنا الغذاء أولاً بأول، وسنحقق الاكتفاء الذاتي، وسنرفع راية الأمن الغذائي عالية خفاقة، وسنحدد الأسعار، ولن يتلاعب بنا صاحب «الصنارة» أو «تليدا»، وربما يظهر في المستقبل صاحب «فكر نير»، ويمد أنابيب «شفط الحبوب»

 

تمر عبر بحر العرب وخليج عمان وصولاً إلى أراضينا، وذلك تجنباً للنقل البحري ومخاطر تلوث الغذاء، وفي غمضة عين تجد مخازننا، وقد امتلأت بالقمح والأرز، والمصانع الملحقة تملأ الأكياس مباشرة، وتطحن الدقيق، وبضغطة زر هنا، وزر هناك، تنتهي كل هذه المعاناة التي نعانيها.  وكذلك الأمر مع الكهرباء، فما أحلى كهرباء فرنسا، فالذي بشرنا بها يوم أول من أمس، مسؤول بإحدى هيئات الكهرباء والماء الخليجية، وقال إن كهرباء فرنسا ما أن تصل، حتى نتخلص من انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق، خصوصاً في فصل الصيف، حيث لا تقاوم سخونة الجو، إلا زيادة الاستهلاك، مما يحدث عجزاً في الطاقة، وهذه بشارة تهدف إلى بث الاطمئنان والسكينة إلى نفوس أبناء الدول التي مازالت تعاني الكهرباء، رغم مرور سنوات الطفرة سنة تلو أخرى، ورغم أن العوائد النفطية اليوم وصلت إلى ضعف سعرها في الوقت نفسه من العام الماضي، ورغم أننا أكثر شعوب العالم استخداماً للأمثال الشعبية، وقد رددنا ولانزال مثلاً نقول فيه «ما يحك جلدك إلا ظفرك» فسبحان الله! 
 

 myousef_1@yahoo.com
تويتر