منع «عين شمس» يتسبب بأزمة في مصر

 

تحول الفيلم المصري «عين شمس» إلى أزمة إعلامية أطرافها جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، الذي يرأسه الناقد علي أبوشادي، ومخرج الفيلم ابراهيم البطوط ومشاركة عدد من النقاد الذين انحازوا لأحد الطرفين على حساب الآخر، في ما يخص امكانية عرض الفيلم تجارياً في مصر بعد أن أصبح جاهزاً لذلك عقب تحويله من فيلم «ديجيتال» إلى نسخة تصلح لدور العرض السينمائي.
 
بدأ المخرج الشاب وزملاؤه من صانعي السينما المستقلة منخفضة التكاليف، حملة إعلامية واسعة للترويج للفيلم بعرضه في عدد من المراكز الثقافية للنقاد والصحافيين، وشرح موقفه الحالي وأزمته مع الرقابة ونقابة السينمائيين اللذين يرفضان عرضـه، رغم أنه انتهى تصويره «بكاميرا ديجــيتال» قبل عام، ثم حصل على منحة من المركز السينمائي المغربي لتحويله إلى فيلم 35 ملم.
 
وقال علي ابوشادي رئيس الرقابة «إن الفيلم لا يمكنه الحصول على شهادة تتيح له العرض التجاري في مصر؛ لأنه لا يحمل بلد منشأ حسبما يقضي القانون، كما أن أصحابه قامــوا بتصــويره في غفلة من الجهات الرسميــة ودون الحــصول على التصاريح اللازمـة لذلك»، مشــيراً إلى أنه رفض عرض الفيلم التزاماً بالقانون وليس تعنتاً أو رفضاً للفيــلم ذاته.

ومن جانبه، قال المخرج ابراهيم البطوط «إن الفيلم يمكنه المشاركة في المهرجانات الدولية كفيلم مصري وتنسب الجوائز التي يحصل عليها إلى مصر، لكن في الوقت نفسه وللمفارقة، لا يمكن للجمهور المصري مشاهدته في دور العرض السينمائي مثل غيره من الأفلام بسبب تعنت الرقابة تجاهه».

ورداً على سؤال حول سبب الرفض الرقابي قال البطوط: «إن الرقابة تعلل الرفض بعدم حصول الفيلم على التصاريح الرقابية اللازمة قبل التصوير وإن السيناريو لم يمر عليها لإجازته قبل بدء العمل، وبالتالي فإن الفيلم لا يمكن اعتباره مصرياً رغم أنه يتناول حياة مجموعة من المصريين في حي شعبي».

وأضاف «اقترحت الرقابة أحد حلين لعرض الفيلم، الأول يتعلق بعرض السيناريو عليها، وكأنه فيلم جديد»، مبيناً رفضه لهذا المقترح الذي يراه مخالفاً للمنطق.

مشيراً إلى أن الحل الثاني كان أكثر اثارة للعجب، موضحاً «طلبت الرقابة أن يعرض الفيلم في مصر على أنه مصنف أجنبي. كما اقترحت أن يكتب في مقدمته أنه فيلم مغربي حتى يمكن عرضه دون أن يمر السيناريو على الرقابة».
 
ويرى الناقد السينمائي رفيق الصبان أن فكرة عرض الفيلم كمصنف أجنبي مقبولة طالما أنها ستؤدي في النهاية إلى عرضه، مشيراً إلى أن الفيلم الأميركي «عطيل» تم عرضه عالمياً كفيلم مغربي عقب تعرضه لأزمة مماثلة وحصل على العديد من الجوائز ، مضيفاً «عين شمس» تجاوز الأعراف الرقابية، ما يتيح للرقابة أن تتعامل معه بهذا الشكل، لافتاً إلى أن «النية الحسنة لمنتجيه لا تكفي، في ظل القوانين الملزمة للعاملين في صناعة السينما».
 
بينما يؤكد الناقد عصام زكريا أن أزمة الفيلم الحقيقية أنه يعد السابقة الأولى في الإنتاج السينمائي، بعيداً عن القنوات الشرعية، مشيراً إلى أن «الرقابة لو قبلت تمريره، فإنها ستفاجأ بسيل من الأفلام المشابهة التي يتم تصويرها بعيداً عن سلطتها، وهذا ما ترفضه بالطبع؛ لأنه يفقدها قيمتها التي أنشأت من أجلها».
 
قصة «شمس»
تدور أحداث فيلم «عين شمس» حول فتاة صغيرة تدعى «شمس» تقيم في حي عين شمس الشعبي شرقي القاهرة، وكل أملها في الحياة أن تزور منطقة وسط البلد التي تعتقد أنها عالماً آخر، والتي يكتشف والديها أنها مصابة بمرض سرطان الدم «اللوكيميا» في مرحلة متأخرة، فيبدأون تحقيق كل أمنياتها، ويتناول الفيلم الكثير من المشكلات اليومية من بينها البطالة التي تدفعهم للهجرة غير الشرعية، وإدمان المخدرات المنتشر بشكل واسع، والهوس بكرة القدم.  كما يضم الفيلم عدداً من المشاهد المصورة لمظاهرات حقيقية يظهر فيها تعامل قوات الأمن مع المتظاهرين بأعدادهم القليلة بشكل وحشي، بينما معظم فئات الشعب لا يدرك سبب اندلاع المظاهرات من الأساس.

 

تويتر