سبا يقدّم علاجات شخصية تشمل اليوغا والتأمل

تدليك لمرضى السرطان في دبي.. لإعادة ضبط الجسم

صورة

ليست الرعاية الصحية الخاصة هي فقط التي يحتاجها مرضى السرطان خلال فترة العلاج، بل هم كذلك يحتاجون إلى نظام حياة معين، وإعادة ضبط الجسم، على هذا النظام، ومن السبل التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك أسلوب جديد هو العلاج بالاسترخاء، أو الخضوع لجلسات تدليك من قبل متخصصين يدركون المناطق التي يجب تجنبها والحرارة التي يمكن أن يتعرض لها المريض، بعد دراسة الحالة. ولم تكن هذه العلاجات تتوافر في دبي إلا من قبل المنشآت الطبية التي تقدمها وفق معايير خاصة، ولكنها باتت متوافرة اليوم في منتجع صحي بدبي، إذ يمكن للمرضى الاسترخاء والاستمتاع بهذه التجربة بعد إذن الطبيب والاستشارة الوافية التي تحدد أنسب العلاجات.

وتقول أفراح حمدي، التي تدير سبا، أو مركزاً صحياً مختصاً بهذه النوعية من العلاج: «يخضع كل الاختصاصيين في التدليك في هذا المنتجع لدورة تدريبية من قبل جمعية ويلنس فور كانسر المتخصصة بتعليم كيفية التعامل والاعتناء بمرضى السرطان لتقديم علاجات التدليك أو التأمل واليوغا أو حتى علاجات الوجه، وهي عبارة عن رحلة علاجات حول كيفية تقبل المرحلة التي هم فيها وسط بيئة آمنة جداً، علماً أنها في السابق كانت تقدم في بيئات صحية». ولفتت حمدي إلى أنهم يقدمون هذا العلاج للمرة الأولى في الدولة، لمرضى السرطان أو الذين تعافوا من المرض، موضحة أن من يدخل المنتجع الصحي يجب أن يكون بحالة صحية تسمح له القيام بهذا العلاج، كما أنه يتم تصميم علاج خاص لكل مريض، سواء كان العلاج عبارة عن تدليك أو مجرد تنظيف وتقشير للوجه، وذلك لأن هناك أماكن محددة لابد من تجنبها خلال العلاج، حسب كل حالة، بالإضافة إلى أن التقنيات التي تستخدم خلال التدليك تكون مختلفة عن التقنيات المعتادة مع الأصحاء، وذلك كي لا تؤثر سلباً في المنطقة المعالجة أو المنطقة التي فيها المرض.

ولفتت حمدي إلى أن توجه مرضى السرطان إلى منتجعات صحية غير متخصصة بتدليكهم، قد يسبب لهم انتكاسة وتعباً، بسبب عدم خضوع المدلكين لتدريب متخصص في هذا الشأن، وتابعت: «نتعاطى مع مريض السرطان وفق العديد من المحاذير، فهناك حرارة معينة لا يجب التعرض لها، وهي من الأمور التي نتجنبها، كما أن لديه مجموعة أطعمة لا يمكنه تناولها، كما أننا نتعاطى مع الجانب العاطفي أيضاً، والذي يعد أكثر أهمية من الجانب الجسدي، فيتم منحه علاجات كثيرة منها التأمل واليوغا وجلسات تدريبية للحياة العادية، لأن الصحة النفسية تشكّل ما يقارب 90% من العلاج».

وتقول حمدي إن العلاجات الخاصة التي تقدم للمرضى، هي كلها من العلاجات التي يمكن أن تقدم في أي منتجع صحي، ولكن بعد استشارة تستغرق وقتاً لأخذ التفاصيل الوافية عن المريض والحالة الصحية، كما أنه لابد من النظر إلى بعض النقاط في حياته الشخصية. وحول المحاذير في التدليك لفتت حمدي الى انه لابد أولاً من أخذ رسالة موافقة من الطبيب المعالج، لأن مرحلة العلاج هي التي تحدد إمكانية إجراء التدليك، مقدمة نصيحة الى المرضى بالقيام بالتدليك مرة في الأسبوع أو مرتين في الشهر على الأقل في البداية، وبعد موافقة الطبيب، لأن التدليك ينظف جسمه من السموم، علماً أن الشعور المبدئي الذي يمنحه للمرء هو الشعور بالتعب، اذ تكون الطاقة منخفضة، وهذا بسبب إخراج السموم من الجسم، خصوصاً مع مرافقة التدليك بنظام غذائي صحي.

أما الفوائد التي يمكن الحصول عليها من المواظبة على التدليك، فتبدأ من الانتظام في النوم، وانتظام في الهضم، والشعور بالطاقة المضاعفة، وكذلك القدرة على القيام بالمزيد من الأنشطة، الى جانب النظرة الإيجابية في الحياة، والتواصل مع الناس بشكل أكبر، فيشعرون بالحب لأنفسهم أكثر من السابق، وهذا مهم جداً. ولفتت الى انه عند المواظبة على التدليك يشعر الناس بالسعادة، وهذا يعمل على إعادة ضبط الجسم، فكل ما في الداخل يكون مريحاً بدءاً من الرائحة والموسيقى والاضاءة والألوان، وهي كلها تؤثر في النفسية.

وعن الطريقة التي خضع لها المعالجون للتدريب، قالت حمدي: «بدأ تدريب المعالجين من الناحية النظرية، وكيفية التعاطي مع المرضى ومخاوفهم واحتياجاتهم، وكيفية التعامل معهم بطريقة تشعرهم بالأمان والارتياح، الى جانب التعرف الى طريقة التحدث إليهم ونبرة الصوت التي يمكن أن نستخدمها معهم، والبيئة المحيطة والاسئلة التي يتم طرحها على المرضى». وأضافت: «بعدها تدربوا على كيفية التعاطي الجسدي مع المرضى، وكان مكثفاً جداً، وقد خضعوا للتدريب في دبي».

وحول الأسعار، شددت حمدي على أنها لن تكون مختلفة عن أسعار العلاجات العادية، مع التركيز على أهمية وعي الاختصاصيين بكيفية التعاطي مع المرضى، موضحة أن الرسالة التي يقدمونها يجب أن تكون إيجابية، فما يؤمن به المرء سينعكس على جسده ويؤثر في كيفية التعافي، فالعقل هو عبارة عن غرفة تعليمات تنفذ ما يعتنقه المرء من أفكار.

جذب المرضى

عن كيفية جذب المرضى، أكدت أفراح حمدي أن هذه التجربة ستكون ناجحة جداً، لأنها ستتيح للمرضى الاستمتاع بوقتهم دون الشعور بأنهم يخضعون لعلاج، على الرغم من كونهم يحظون بخدمة احترافية جداً. ونوهت بأن المنظمة التي تم التعامل معها لتدريب المعالجين، هي منظمة معروفة منذ ست سنوات، وتعمل على نشر الوعي حول أهمية هذه العلاجات الاحترافية، وبالتالي هذا سيعزز ثقة الناس بهذه العلاجات.

تويتر