اعتبر أن تعريب الأعمال الأجنبية ليس دليلاً على فقر الإبداع العربي

ظافر العابدين: «عروس بيروت» أغرتني وقبلتُ التحدي

صورة

يتابع الجمهور العربي مسلسل «عروس بيروت» الذي يعرض على «إم بي سي 4»، والمقتبس عن المسلسل التركي «عروس إسطنبول»، وهو من بطولة الممثل التونسي ظافر العابدين إلى جانب ممثلين لبنانيين وسوريين، وبالرغم من الانتقادات الواسعة التي طالت العمل، خصوصاً في الحلقات الأولى التي ظهر فيها غياب المنطق الدرامي والتقليد الواضح، الا أن العابدين أكد لـ«الإمارات اليوم» سعادته في هذه التجربة، موضحاً «أن النسخة الأصلية لمسلسل «عروس بيروت» هي ملك MBC بالأساس، وتم استخدامها في تركيا ولاقت هناك نجاحاً كبيراً، والآن يتم تقديمها في العالم العربي بلهجة لبنانية وبممثلين عرب»، وقال: «حكاية العمل أغرتني، خصوصاً أني سأتحدث باللهجة اللبنانية، وهذا تحدٍّ جديد قبلته بحماس»، مؤكداً أنه لم يشاهد النسخة التركية من العمل.

تحدٍّ جديد

العابدين الذي يستعد لبداية تصوير مشاهده إلى جانب الممثل أحمد السقا في فيلم «العنكبوت» للمخرج أحمد نادر، يظهر في «عروس بيروت» بشخصية رجل أعمال من عائلة الضاهر المرموقة، يقول: «هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بأعمال لبنانية، فقد شاركت في أكثر من عمل مثل (كراميل)، ولكنني كنت أؤدي شخصية غير لبنانية، هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها ببطولة عمل أؤدي فيه دور شخصية لبنانية (فارس) من عائلة لبنانية بحتة»، مؤكداً «وأنا سعيد جداً أن أكون أول ممثل عربي يقوم بهذا الشيء، وسعيد أيضاً بهذا التحدي»، ويضيف «من الأسهل لي أن أقوم ببطولة أحد المسلسلات الرمضانية، وأن أختار الجانب الآمن وأظل في منطقة الرفاهية الخاصة بي، لكنني فضلت أن أخوض التجربة وأتحدى قدراتي وأطور من نفسي، فلهجة أو لغة جديدة هو تحدٍّ جديد أيضاً يزيد من مهاراتي».

وقال: «إتقان اللغات واللهجات هي واحد من التحديات التي أفضلها، لذلك قمت بأدوار مختلفة بلغات ولهجات مختلفة، فعلى سبيل المثال، مثلت بالإنجليزية، والفرنسية، والعربية الفصحى، والتونسية، واللبنانية، والمصرية، بالإضافة إلى لهجات أخرى مثل الإنجليزية باللهجة الفرنسية، والإنجليزية باللهجة الإيطالية».

«تريند»

يؤكد العابدين أنه شعر بأنه أمام عمل مختلف عندما قرأ السيناريو «عمل به كل عناصر النجاح، وأنا سعيد الآن من رد فعل الجمهور، فالمسلسل لاقى بذلك إقبالاً كبيراً في مختلف دول العالم العربي، وهو ما يظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمسلسل أصبح (تريند) على (تويتر) و(غوغل) في العديد من البلدان العربية». وقال «أحمد الله على هذا النجاح الذي جاء نتيجة لمجهود كبير يحسب للقائمين على العمل، لأن أهم شيء ينتظره الفنان أن يلقى عمله الصدى الكبير عند الجمهور، وهو ما حدث بالفعل مع المسلسل، وهو ما يجعلني ممتناً له».

وأكد العابدين، الذي زادت شهرته عربياً بعد دوره في مسلسل «تحت السيطرة»، «شعرت أنني أمام عمل مختلف جداً، بما يحمل من أجواء عائلية وعلاقات اجتماعية تتمثل في علاقة الأشقاء بعضهم ببعض من جهة وبأمهم من جهة أخرى، وكذلك علاقاتهم بالمجتمع المحيط بهم»، وأضاف «جذبني النسق التصاعدي بالعمل وكثرة الأحداث واختلافها لكل عنصر من عناصر العائلة، وشدني أيضاً (فارس) بدوره العميق، وعلاقاته بأشقائه وأمه وزوجته، وكذلك علاقاته المهنية التي تم طرحها جميعاً بشكل جميل ومتكامل».

تدريبات

وأكد العابدين أنه أقام في لبنان لوقت طويل حتى يتقن اللهجة «اللهجة المصرية بالنسبة للجمهور العربي سهلة، لأننا تربينا عليها منذ الصغر من خلال الأفلام وحتى الرسوم المتحركة المدبلجة، لذلك من السهل أن يتم إتقانها»، وقال: «أما بالنسبة للهجة اللبنانية فهي تجربة جديدة بالنسبة لي تطلبت أن أخضع لتدريبات مكثفة قبل تصوير المسلسل وخلال التصوير»، قائلاً: «تغمرني سعادة بالغة لنجاح التجربة، وبكون اللهجة لاقت الإقبال عند الجمهور، وسعيد أيضاً بتقبلهم لي كفارس اللبناني». وأضاف العابدين أن «العمل ينتمي للأعمال الطويلة التي يتطلب التركيز فيها ليس فقط لشهر أو اثنين، بل لأكثر من ذلك، فقد استغرق التصوير أكثر من ثمانية أشهر من التركيز على مدار اليوم وطول مدة التصوير بالدرجة نفسها».

«عروس إسطنبول»

وأكد العابدين رفضه لمقولة إن تعريب عمل أجنبي هي دليل على الفقر في الإبداع «هي خاطئة تماماً لأن العالم العربي ثري بالأعمال الإبداعية الجيدة وبالمؤلفين الخلاقين أصحاب الأفكار الأصيلة، وعلى سبيل المثال في أميركا تم عمل تبنّي للفيلم الإسباني Open Your Eyes وتحول إلى Vanilla Sky ولاقى هو الآخر نجاحاً كبيراً»، وأكد العابدين أنه لم يشاهد النسخة التركية لـ«عروس بيروت»، الذي يحمل عنوان «عروس إسطنبول»، «فأنا أحبذ العمل على أي مشروع من خلال السيناريو المعروض عليّ، وليس من خلال أي نسخ أخرى له، كما أحبذ أيضاً العمل من خلال وجهة نظر المخرج ووجهة نظري أنا الشخصية وخيالي وتصوراتي الخاصة، حتى أكون بعيداً عن تأثير أي عمل آخر، فلكل عمل مميزاته ولكل ممثل ترجمته الخاصة للعمل الذي يشارك فيه وللشخصية التي يؤديها، لذا أحب أن تكون لي ترجمتي الشخصية لأي دور أقوم به».

ممثلو «عروس بيروت»

يجمع مسلسل «عروس بيروت» بين «فارس» (ظافر العابدين) الابن البكر لعائلة ضاهر، و«ثريا» (كارمن بصيبص) المغنية التي نشأت في حضن خالتها إثر وفاة والديها، حيث تنشأ بينهما علاقة حب من النظرة الأولى. وتدور أحداث العمل بين مدينة جبيل اللبنانية والعاصمة بيروت حول عائلة ضاهر الثرية التي تعتبر واحدة من أكثر العائلات عراقة وأصالة في المدينة، وتتكوّن من ليلى (تقلا شمعون) وأبنائها فارس وخليل (جو طراد) وهادي (فارس ياغي) وجاد (جاد أبوعلي).

تويتر