مبدع إماراتي يبتكر تقنية جديدة يشكّل بها لوحاته الضخمة

خلفان.. مصرفي صباحاً وفنان يرسم بالأنابيب مساء

تقنية جديدة، ابتكرها المبدع الإماراتي عبدالرؤوف خلفان، الذي يشكّل لوحاته الفنية بأسلوب مغاير، مطوعاً الأنابيب المطاطية (البايب) بما يجسّد رؤاه، التي تعتمد على استنباط أشكال ولوحات استثنائية لشخصيات عالمية، يتمنى من خلالها الرسام الإماراتي تحقيق أحلامه، وإيصال موهبته إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور المتذوق لهذا النوع من الفنون.

في حواره مع «الإمارات اليوم»، كشف خلفان، الذي يعمل في أحد المصارف بدبي، عن أكبر التحديات التي رفعها منذ دخوله هذه العوالم، إذ يتصدى لرسم لوحة بقياسات قد تبدو ضخمة مقارنة بغيرها، للملكة إليزابيث الثانية، مشيراً إلى انشغاله حالياً باستكمال بعض تفاصيلها قبل الانتهاء منها لتكون جاهزة اليوم بالتزامن مع الاحتفالات بعيد ميلاد ملكة بريطانيا الذي يصادف 21 أبريل من كل عام.

لم يسبقني أحد إليها

وقال الفنان الإماراتي: «لطالما جذبتني شخصية الملكة إليزابيث الثانية، فأحببت تفعيل هذا الاهتمام من خلال هذه اللوحة التي تعكس ضرباً من الاحتفاء بشخصية عالمية معروفة لها تاريخها وثقلها في التاريخ المعاصر، كما أردت من خلال هذا العمل تسليط الضوء على التقنية الجديدة التي اعتمدتها بشكل شخصي في هذا المجال، والتي أفتخر بابتكارها للمرة الأولى في العالم، إذ لم يسبقني أحد إليها، وذلك بعد تجارب مختلفة ومتعددة في مجال استخدام الألوان والرسم بالفحم وعدد من الأساليب والطرق الفنية الأخرى».

وعن الجهود التي بذلها لتجهيز العمل والمدة التي تطلبتها مراحل استكماله، أضاف: «استغرق مني استكمال اللوحة الجديدة أكثر من ثمانية أشهر متواصلة من العمل الدؤوب والمستمر، نظراً إلى تفاصيله التقنية المعقّدة، وحجمه الذي ينتمي إلى فئة اللوحات الفنية الكبيرة (230×240 سنتيمتراً)، التي تحتاج إلى تدقيق أكبر، ومتسع أكبر من الوقت».

تطويع

ويعود عبدالرؤوف خلفان إلى عامين ماضيين، ابتكر خلالهما هذه التقنية الفنية الجديدة، التي تعتمد بالدرجة الأولى على الأنابيب التي قد تبدو بعيدة كل البعد عن المجال الفني، لكن الرسام الإماراتي استطاع تطويع هذه الأدوات الصناعية لتكون النافذة الجديدة التي يطلّ من خلالها على عالمه الداخلي، ويعبر جسور الخيال وصولاً إلى الجمهور الذي فوجئ بعضه بذلك الأسلوب: «يستغرب كثيرون التقنية التي ابتكرتها رغم أنني لا أتوقف كثيراً عند هذه التفاصيل بقدر ما يهمني الموضوع الأساسي الذي أعمل على تنفيذه، وهذا ما يدفعني اليوم إلى الانتقال إلى العمل على تقنية الرسم بألوان الأكريليك، ومواصلة العمل على مفاجآت فنية جديدة سأجمعها قريباً في معرض فني بصدد استكمال الإعداد له في هذه الفترة».

ولفت إلى أن الفنان بحاجة إلى جهات فنية وثقافية مسؤولة في الدولة، تكون قادرة على تقديم الدعم اللازم والرعاية التي يطمح إليها المبدع المنطلق في هذا الميدان.

حماسة الرسام الإماراتي الشاب للعمل على اللوحة الجديدة، وانشغاله الدائم بمسؤوليات عمله في أحد المصارف في دبي، لم يثنياه عن المضي قدماً في مشروعه الفني، وإنجاح معادلة التوفيق بين واجباته المهنية، واهتماماته الإبداعية التي يخصص لها وقتاً لا يتعدى ثلاث ساعات يومياً، وهو زمن اعتبره غير كافٍ للعمل على تقنيته الجديدة والشائكة التي يتمنى أن تنال ما تستحقه من النجاح والاهتمام.

وأكد خلفان عزمه مواصلة مشوار البدايات: «لدي مشاريع فنية عديدة أتمنى تحقيقها وتنفيذها مستقبلاً بالاعتماد على تقنيات جديدة أعمل على ابتكارها في هذه الفترة، لعل أبرزها رغبتي في رسم لوحات فنية لشخصيات إماراتية عالمية؛ مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، كما أتمنى أن تتاح لي الفرصة لرسم صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي».


مصادر إلهام

عن مصادر الإلهام التي يستوحي منها أعماله، قال خلفان «يستهويني التراث الإماراتي بشكل عام بغنى مفرداته وثراء تفاصليه وتلويناته المختلفة التي تخفي وراءها الكثير من الأسرار وحكايات الناس، وحتى أنماط حياتهم التي أراها بعين مغايرة. وأعتقد أنني بت مشدوداً أكثر اليوم إلى التفاصيل الإنسانية لبيئتي المحلية التي أفتخر بانتمائي إلى مكوناتها التاريخية والفكرية والفنية، وأعد باستحضارها في مختلف أعمالي الفنية ولوحاتي، لأنني أحمل على عاتقي مسؤولية نشرها والتعريف بمكنوناتها التراثية وعمقها التاريخي الضارب في الأصالة للعالم، وأتمنى أن يحالفني الحظ في هذا الخط الذي أنوي السير فيه».

8

أشهر من العمل، استغرقتها لوحة إليزابيث الثانية التي يضع عليها خلفان اللمسات النهائية اليوم تزامناً مع ذكرى ميلاد الملكة.

«لطالما جذبتني الملكة إليزابيث الثانية، فأحببت تفعيل هذا الاهتمام بلوحة تعكس الاحتفاء بشخصية عالمية».

«لدي مشاريع فنية عديدة أتمنى تنفيذها مستقبلاً بالاعتماد على تقنيات جديدة أعمل على ابتكارها».

تويتر