«ديناميك ستركتشر» معرض لويليم فان ويغل في «ماد غاليري» بدبي

فنان هولندي ينجز أعمالاً تصنع نفسها

جانب من أعمال معرض الفنان الهولندي ويليم فان ويغل. تصوير: أحمد عرديتي

يعمل الفنان الهولندي ويليم فان ويغل على تقديم تفسيرات حداثية للفن الحركي، في الأعمال التي قدمها تحت عنوان «ديناميك ستركتشر» في معرضه الذي افتتح في «ماد غاليري» بدبي أمس، فبين النظام والفوضى تتأرجح في فضاء كهربائي الأشكال الهندسية التي يضعها على اللوحة، لتخلق تكوينات غير متناهية تأسر المشاهد. دوائر ومثلثات ومربعات، تأخذ احتمالات كثيرة حين تتداخل خطوطها مع بعضها بعضاً، ما يجعل المشاهد في حالة تتبع لحركة العمل وأشكاله المتبدلة، لنكون أمام أعمال تعيد صنع نفسها بين الحين والآخر.

يبدأ العمل من فكرة وصورة، يسعى الفنان الهولندي إلى ترجمتها عبر برامج الكمبيوتر، فيختبر الحركات الممكنة لهذه الصورة، ومع نجاح الفكرة، يجسد الرسومات بشكل ثلاثي الأبعاد، إلى أن يعود ويصممها وفق تشكيلات ملونة على ألواح بيضاء. يعتمد على الأشكال الهندسية، كون الأضلاع الخاصة بالرسم الهندسي من شأنها أن تأخذ احتمالات كثيرة تجعل عملية تكرار الشكل الواحد غير ممكنة على الإطلاق.

هذا النوع من العمل يمكّن ويغل من بث الحياة في أعماله، إذ يضع البرمجيات الحركية التي يتأكد من عملها تماماً قبل تجهيز العمل، ليؤكد على أهمية الحركة في الفن، ويناقض مبدأ الثبات في اللوحات التشكيلية أو حتى المنحوتات الصلبة. الخطوط التي يتكون منها العمل، والمثبتة على قماش أبيض، تغير موضعها بشكل مستمر، ما يجعلها تخلق زوايا جديدة وبعيدة عن المألوف، فهو يجعل العمل يدمر نفسه، ويعيد تكون ذاته مئات المرات.

تتكون أعمال ويغل من مواد صلبة، ولكن الحركة الدائمة التي هي عليها تجعلها تحمل طابع الليونة، والتي تعني هنا تحديداً قابلية التبدل، فالعمل مطواع جداً ليشكل ما يشبه الرقص الديناميكي المجسد بأنماط هندسية ذات سرعات متفاوتة وبصمت تام.

وبالعودة إلى بداية العمل على الفن الحركي، قال ويغل لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت أقدم الأعمال الحركية منذ ما يقارب 30 عاماً، وكنت تلميذاً في أكاديمية الفنون، إذ قمت بتصميم عمل يحمل طابع الحركة، ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف عن تقديم هذا النوع من الفن». وأضاف أن «العمل بالنسبة لي هو عبارة عن لعبة بين الأشكال المتباينة، ومحاولة إعادة بنائها من جديد، فالعمل الفني عبارة عن عملية غير متناهية، حين ابدأ بتشكيل عمل واحد، يكون قد نضج العمل الثاني في مخيلتي، ما يجعلني أشرع في بنائه وتكوينه، فهي عملية متواصلة، ولا يمكن أن أصل من خلالها إلى مرحلة الإشباع، لأنه لا يمكن الوصول إلى النهاية». وعن الوقت الذي يستغرقه العمل الواحد، أشار ويغل إلى أن المعرض استغرق أكثر من سنة، وهناك عمل استغرق سنة ونصف السنة كي يتم إنجازه، موضحاً أن العمل قد يبدو بسيطاً في الشكل الخارجي، وقد يدرك المشاهد أنه عبارة عن خطوط متحركة وحسب، ولكن في الواقع أن الداخل معقد جداً، وإن الجانب التقني يختلف من عمل إلى آخر، موضحاً أن الجانب التقني ليس الجانب المهم في العمل، فهو مجرد أداة تمكنه من إنجاز الحركة التي يريدها. أما اختيار المحركات، فنوه بأنه لا يختارها بالسرعة نفسها، فهناك أنواع من المحركات تكون سريعة، وأخرى شديدة البطء، وهذا ما يجعل الحركة من دون تكرار. ينظر ويغل إلى الفنون الأخرى بكونها جامدة، مشيراً إلى وجود الكثير من الفنون الجميلة، ولكنه لا يتمكن من تقديمها. ونوه بأن هذه الأعمال يمكن مقارنة عملها بعمل الساعة، وهي لا تحتاج إلى أي نوع من الصيانة. وعن معرضه في دبي، قال إنه يشعر بالفضول تجاه الجمهور، وكيف سيستقبلون هذا المعرض والأعمال.


تتكون أعمال ويغل

من مواد صلبة لكن

الحركة تجعلها تحمل

طابع الليونة.

تويتر