منصة بيع إلكتروني تهدف إلى حفظ حقوق المتسوقات والمُصمّمات

«بقشة.كوم».. تجربة إماراتية للتسوق أسّسها زملاء دراسة

مؤسسو «بقشة»: فكرة المشروع بدأت في التبلور عام 2015. تصوير: أحمد عرديتي

تتنوع اليوم أساليب وطرق التسوق والبحث عن المنتجات أو التصاميم المناسبة، بين البيع بالتجزئة من خلال الاقتناء المباشر من المتاجر ومراكز التسوق، وبين التجارة الإلكترونية من خلال التسوق الافتراضي، وبين تلك التي تعتمد بشكل رئيس على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل منها له مزاياه وعيوبه التي تضع المستهلك أمام الكثير من التساؤلات والشكوك.

تعد مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت ذاته، إحدى أكبر منصات البيع بالتجزئة، ومن أكثر الوسائل التي يتم اعتمادها من التجار المحليين للترويج ولبيع المنتجات المختلفة، سواء تلك المُصنَّعة والمشغولة محلياً، أو الأخرى المستوردة، إلا أن الأمر لا يخلو من الكثير من الجوانب التي تؤثر سلباً في هذه التجربة التي يعانيها التجار والزبائن معاً.

من هنا، ومن خلال مراقبة حثيثة للسوق المحلية، والتحديات التي تواجهها، ارتأت مجموعة من الشباب الإماراتي تحويل هذه المشكلة إلى النقطة الرئيسة لمشروع إلكتروني مبتكر، يهدف إلى خلق منصة إلكترونية بدأت تتحول تدريجياً إلى مظلة داعمة للمصممات المحليات من جهة، وخلق تجربة تسوق حقيقية ومحترفة للزبونات من جهة أخرى، تعتمد على الصدقية، وخلق زبون دائم يجد عبر هذا المشروع الملاذ المثالي للتسوق الإلكتروني.

واستطاع الفريق المؤسس للمشروع ابتكار ما يمكن اعتباره الحل الأمثل لعقبات تواجه كلاً من التاجرات والمصممات في المنطقة، والمستهلك أيضاً، من خلال الموقع الإلكتروني «بقشة.كوم» الذي يسعى الفريق من خلاله إلى خلق مجتمع متكامل في مجال التجارة الإلكترونية، وتحويل المشروع، من مجرد عنوان إلكتروني للتسوق، إلى مظلة تدعم المشروعات من جهة، وتحفظ حقوق المستهلك في الوقت ذاته، بأسلوب مهني مرن استطاع أن يحقق الانتشار السريع في فترة قصيرة من الزمن، وكبيرة في التطور والإنجاز.

البداية

ويقول المؤسس المشارك لموقع «بقشة»، يحيى محمد صالح: «لطالما كانت هناك ثغرة كبيرة بين أصحاب المشروعات وبين المستهلك، خصوصاً مع الانتشار الكبير للبيع بالتجزئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغالباً ما كنت أشهد امتعاض من حولي من سيدات العائلة، سواء بسبب عدم تسلم الفستان في الوقت المناسب، أو وجود خطأ في منتج آخر، وهو الأمر الذي يكون نتيجة أسباب عدة، ومنها سوء التواصل والتنسيق بين التاجرة والزبونة»، موضحاً أنه وزملاءه لاحظوا وجود هذه الثغرة، وكانت هذه هي بداية انطلاقة فكرة موقع «بقشة.كوم»، الذي يضمن، كأبسط خدماته، حق كل من التاجرة والمصممة وحق الزبونة في آن واحد.

جمع المشروع زملاء دراسة في الجامعة الأميركية في الشارقة، وهم يحيى محمد صالح، وفيصل فلكناز، وكمال المازمي، بالإضافة إلى هديل مرعي التي انضمت إلى الفريق لاحقاً. ويقول فلكناز: «بدأت الفكرة في التبلور عام 2015، ومع التغير الكبير في عالم التسوق والبيع بالتجزئة، والازدهار الكبير للتجارة الإلكترونية التي تستمر في الازدياد، كان من الضروري البحث عن ابتكار مشروع إلكتروني في هذا المجال، لكنه يحل مشكلة قائمة وحقيقية في الوقت ذاته، وهو ما استطعنا تحقيقه عبر موقعنا». ويضيف فلكناز: «موقعنا يعمل وسيطاً محترفاً بين كل من المصممات والزبونات، في تواصل ومتابعة حثيثة ودقيقة للوصول إلى تحقيق تجربة تسوق مُرضية من جهة الزبونة، وجعل المصممات يعملن في أجواء متخصصة ومهنية يتم من خلالها اعتبارنا الجهة التي تتعامل مع المصممات، من دون الحاجة إلى الدخول في عملية سوء التنسيق أو المتابعة الشخصية بينهن وبين الزبونات، الأمر الذي يخفف القليل من العبء على المصممات».

هنا يأتي دورنا

ويعتقد المؤسس المشارك، كمال المازمي، أن «هناك الكثير من المخاطرة للطرفين عند التعامل أو التبضع عبر منصات التواصل الاجتماعي، فمن جهة قد تواجه الزبونة عدداً كبيراً من العراقيل، سواء من خلال الحصول على منتج لا يتوافق مع توقعاتها، أو الحصول عليه في فترة أطول من المتفق عليها، أو المعاناة من سوء التواصل والتنسيق»، مشيراً أيضاً إلى ما تواجهه المصممة «مثل عراقيل متعلقة بالإنتاج والتطوير والترويج، إلى جانب نقص التواصل مع الزبونات، والحصول على معلومات مغلوطة سواء في المقاسات أو الألوان، أو تغيير الزبونة لرأيها أو رفضها الدفع لأسباب عديدة، ما يمكن اعتباره حجر عثرة أمام انطلاق المشروعات المحلية الصغيرة، وهنا يأتي دورنا».

ويوضح يحي محمد صالح أن أكثر ما يميز الموقع هو ارتباطه الواضح والصريح بالسوق والروح المحلية «وهو ما يمثله المشروع الحاضن للانطلاقات المحلية والداعم لها، ومن هنا جاء اختيار اسم الموقع الإلكتروني، الذي ارتبط في أذهاننا دائما بالبائع المتجول في الأحياء السكنية حاملاً خلفه دائماً: (بكشته) الممتلئة بالمنتجات، حيث تستقبله مختلف البيوت عارضاً بضائعه المتنوعة للبيع، وهي الفكرة البسيطة التي تطورت مع الوقت لتتحول إلى الشكل الحديث اليوم».

وأضاف أن الفكرة «على الرغم من كونها بدأت بموقع إلكتروني يقدم خدمة جديدة لكل من الزبونة والمصممة، إلا أنها تطورت لشكل جديد مختلف تماماً، وذلك من خلال تقديم خدمات دعم وتطوير وترويج أيضاً للمصممات الراغبات في ذلك»، لافتاً إلى أنه مع انطلاقة المشروع في يناير 2017، ومع التواصل المباشر والمستمر مع المصممات والزبونات «كنا قادرين على جمع ما يكفي من الخبرات والمصادر، لملء النقص الذي تعانيه المصممات المحليات المنطلقات حديثاً، سواء من خلال تقديم خدمات مثل جلسات تصوير لتشكيلات الأزياء الخاصة بهن، أو توفير خدمات تغليف المنتجات بشكل محترف وأنيق، أو من خلال دعم العلامات التجارية المشتركة معنا، عبر التنسيق والتفاوض مع منظمي معارض الأزياء الكبيرة، سواء في الإمارات أو في الخليج، لتوفير مناطق مخصصة لمصمماتنا بأسعار مخفضة، الأمر الذي حقق تميزاً كبيراً لخدماتنا التي تعدت بكثير فكرة كوننا منصة بيع فقط، بل مظلة شاملة وداعمة نهدف من خلالها إلى خلق مجتمع وبيئة مطورة وخلاقة تتميز بالاحترافية والصدقية».

ويشرح يحي محمد صالح عملية التسوق عبر الموقع، التي تبدأ «عبر زيارة الزبونة للموقع، وتصفح المعروض من منتجات مختلفة عليه، ومن ثم عمل الطلب بتفاصيله، لنتواصل بعد ذلك مع الزبونة بهدف التأكد من تفاصيل الطلب والمعلومات المدرجة، سواء القياسات أو الألوان، من ثم نقوم بالتواصل مع المصممة وإرسال الطلب، والتأكد مرة أخرى من المعلومات في حال شك المصممة، ومن ثم نقوم بالتأكد من جودة المنتج، ومطابقته للمواصفات المطلوبة من قبل الزبونة، وفي حال عدم توافقه، نعيده للمصممة، كوننا حريصين على ضمان حقوق الزبونات، وبعد حصول الزبونة على منتجها ورضاها عنه، نسلم المصممة المبلغ المستحق».

بينما تؤكد المؤسس المشارك، هديل مرعي، أن «الموقع انطلق بمعايير أساسية بسيطة، لتبدأ رحلة التجربة والتطوير التدريجي شيئاً فشيئاً، فهناك تفاصيل صغيرة وبسيطة جداً تتطور تدريجياً مع الممارسة والتصفح والتسوق عبر الموقع، مفضلين التطور عبر التجربة، وعبر التواصل المباشر مع احتياجات عملائنا من الطرفين، سواء المصممات أو الجمهور»، مبينة أن هناك تغييرات مستمرة ويومية مع مطوري برمجة الموقع لتوفير أفضل تجربة ممكنة.


150 علامة

قال فيصل فلكناز إنه خلال فترة وجيزة من الانطلاق «استطاع المشروع أن يستقطب رقماً جيداً من المصممات المشاركات، إذ بدأنا بسبعة أسماء فقط في يناير 2017، بينما وصل عدد المشاركات اليوم إلى ما يزيد على 150 علامة، و2500 منتج تعرض الآن على موقعنا، كما أصبح اختيار الأسماء المشاركة أكثر حزماً وتدقيقاً، حرصاً منا على أن تكون العلامات التجارية المعروضة ذات مستوى وجودة عاليين، بينما نحرص في الوقت ذاته على أن نمد يد الدعم لمن نرى أن لديها الرغبة والالتزام الكافي للانطلاق الناجح».

التجارة الإلكترونية

في أغسطس 2018، توقعت دراسة مشتركة أصدرتها «باي بال» و«إبسوس» ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي عبر الإنترنت في الإمارات إلى 36 مليار درهم، بحلول نهاية عام 2018، وبيّنت النسخة الرابعة من التقرير السنوي للتجارة الخارجية، الذي يتتبّع سلوكيات التسوق الإلكتروني المحلية والخارجية لنحو 34 ألف مستهلك في 31 دولة، أن 81% من البالغين في الإمارات تسوّقوا عبر الإنترنت خلال الأشهر الـ12 الماضية، بارتفاع ملحوظ عن 68% المسجلة في عام 2016.

يحيى محمد صالح:

«كنت أشهد امتعاض من حولي من سيدات العائلة، بسبب عدم تسلم الفستان بالوقت المناسب، أو لخطأ ما».

كمال المازمي:

«المصممة قد تواجه معلومات مغلوطة في القياسات أو الألوان، أو تغيير الزبونة لرأيها، وهنا يأتي دورنا».

فيصل فلكناز:

«نعمل وسيطاً محترفاًُ بين المصممات والزبونات، للوصول إلى تجربة مُرضية».

هديل مرعي:

«نتطور تدريجياً مع الممارسة والتصفح والتسوق عبر الموقع، ونفضل التطور عبر التجربة».

تويتر