«بينالي الشارقة للأطفال» تحت شعار «المستقبل بحدود خيالك»

أطفال عرب عباقرة.. يحجزون مقاعدهم في «المستقبل المشرق»

البينالي خصص دورته السادسة لتكون منطلقاً لإبداعات الصغار. من المصدر

اخترق عدد من الأطفال العرب العباقرة عالم الاختراعات من أوسع أبوابه، ليكونوا نماذج مشرقة تعكس الثراء الفكري والمعرفي الذي يتمتعون به، فهم على الرغم من صغر سنّهم لكنهم كبار بقدراتهم ومواهبهم وإبداعاتهم، من خلال ابتكاراتهم المتطورة، فمن أبسط الأدوات وأقلها تعقيداً صنع الأطفال مجسمات وأدوات تحاكي في أدائها أضخم الآلات وأكثرها تطوراً، معتمدين بذلك على حدسهم وإبداعهم، دون إهمال الأساليب العلمية في صناعتها.

«أينشتاين العرب».. مصري

في عام 2014 حصل الشاب المصري مصطفى قرني، (19 عاماً)، الملقّب بـ«أينشتاين العرب» على لقب أفضل عالم عربي في مجال البحث العلمي، في المسابقة التي نظمتها المجموعة العربية بلندن، فضلاً عن امتلاكه 19 براءة اختراع.

سجادة إلكترونية سعودية

بعمر الـ12 عاماً، سجّل الفتى السعودي أحمد آل رشيد، براءة اختراع بعد ابتكاره سجادة أرضية مرتبطة بدائرة كهرومغناطيسية، ترسل ذبذبات إلى جهاز يعمل على إضاءة الغرفة أو العكس، كما حصل على جائزة أصغر مشارك في الاتحاد الدولي لمنظمات الحماية الفكرية في جنيف.

جزائراي يضيء عتمة غزة

جسّد الطفل الجزائري رضوان عبّاد، (14 عاماً)، باختراعه، أسمى عبارات التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، الذي يرزح تحت الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، فالطفل بمراقبته للواقع الذي يعيشه سكّان القطاع، استلهم فكرة اختراعه البسيط، وهو عبارة عن مولد كهربائيّ غير مكلف، باستطاعته أن يشعل مصابيح البيت والأجهزة الكهربائية الإلكترونية الأخرى، فالجهاز كما أراد له عبّاد يعمل بالشحن عبر الطاقة المولدة من الرياح، أو طاقة المد والجزر، أو الطاقة الشمسية، وشحنه لمدة 30 دقيقة كافٍ لتشغيله 12 ساعة.

ظاهرة إماراتية

أما في دولة الإمارات، فلاشك في أن قصة الطفل أديب البلوشي شكلت ظاهرة بحد ذاتها، نظراً لفرادة قصته، فهذا الفتى الذي لم يترك مرض والده أثراً سلبياً في نفسه، ولم تشكل قلة حركة الأب عائقاً أمام إبداعاته، وجموح قدراته العقلية والذهنية، بل حثه واقعه على المضي قدماً نحو رسم منعطف جديد يلغي هذه المعاناة، ويمنح والده القدرة على الحركة. وبالفعل، ترجم البلوشي، الذي لقبّ بالنابغة الإماراتي، إحساسه الفذّ إلى اختراع جهاز يمكّن والده المصاب بمرض شلل الأطفال من الحركة والسباحة، يمتاز بقدرته الكبيرة على مقاومة الماء، نظراً لاحتوائه على مادة شمعية طبيّة محسّنة، تسهم في عزل الماء عن المعدن، وتمكّن صاحبها من السباحة دون التعرض لمعوقات.

الإبداع منطلق للمستقبل

هؤلاء الأطفال المخترعون وغيرهم أصبحوا نموذجاً للكثير من أبناء جيلهم الذي يمتلكون موهبة وقدرة على الاختراع، وبلاشك فإن هذه الإبداعات والاختراعات لابد لها من محرّك ورافد يقودها نحو التحقيق والازدهار.

هنا يبرز الدور الكبير الذي يلعبه بينالي الشارقة للأطفال، المنصة الفنية الواعدة، التي تنظمها «أطفال الشارقة»، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين في الشارقة، في تمهيد الطريق نحو الأطفال المبدعين، ليتسنى لهم تفعيل قدراتهم وتحقيقها على أرض الواقع.

وخصص البينالي دورته السادسة هذا العام، التي تقام بالتعاون مع شركة «المخترعون الصغار»، على مدار شهر كامل من 20 فبراير الجاري حتى 20 مارس المقبل، في مركز الطفل للفنون بضاحية مغيدر في الشارقة، لتكون منطلقاً لإبداعات الصغار من اختراعات وابتكارات متنوعة، رافعاً شعار «المستقبل بحدود خيالك». وسيتم اختيار أفضل الأفكار لتحويلها إلى مجسّمات ونماذج أولية على يد أبرز المصممين والفنانين، لتكون جزءاً من المعرض الفني في مركز الطفل للفنون بضاحية مغيدر في الشارقة.

- من أبسط الأدوات

وأقلها تعقيداً، صنَع

الأطفال مجسمات

وأدوات تحاكي في

أدائها أضخم الآلات.

- البلوشي اخترع جهازاً يمكّن والده المصاب بمرض شلل الأطفال من الحركة والسباحة.

 

تويتر