سائق «تاكسي» عراقي يحوّل سيارته إلى مكتبة

بابتسامة لطيفة يعرض سائق سيارة أجرة، في مدينة البصرة العراقية، كتاباً مجانياً على راكب سيارته، ليقرأ فيه لـ10 دقائق متصلة، بشرط واحد فقط وهو ألا يستخدم هاتفه الذكي أثناء وجوده في السيارة، التي أصبحت تعرف بـ«تاكسي القراءة». واضطر علي مؤيد قاسم، وهو طالب بالمدرسة الثانوية وقارئ نهم، للعمل سائقاً لسيارة أُجرة لتوفير احتياجات أُسرته التي تضم ثمانية أفراد، ومن خلال مبادرة طرحها يحاول الحفاظ على هوايته المتمثلة في حُب القراءة. وقرّر قاسم أن يحمل معه في سيارته كتباً يقرأها عند توقف الطريق، بسبب الزحام أو أثناء انتظاره أحد زبائنه. وتحولت فكرته بعدئذ إلى حملة لتشارك قراءة الكتب.

وأطلق علي مؤيد قاسم (20 عاماً)، مبادرته منذ عام مضى بكتبه الخاصة، لكنه سرعان ما لفت انتباه أصحاب دور النشر، الذين اقتربوا منه وعرضوا عليه كتباً مجاناً كطريقة للترويج لإصداراتهم. وتحمل سيارته نحو 20 كتاباً في موضوعات عديدة بينها أعمال أدبية وفلسفة وعلوم وسياسة وشعر وغيرها. وكمحفز للناس على القراءة في سيارته قال قاسم، إن أي راكب يقرأ لأكثر من 10 دقائق متصلة في كتاب يمكنه أخذه مجاناً ليكمل قراءته. وتعزيزاً للحياة الثقافية في المدينة، افتُتح في عام 2015 شارع للكتب مشابه لشارع المتنبي المعروف في بغداد. ويرتاد بائعو كتب وأشخاص الشارع المسمى شارع الفراهيدي بما يوحي أن الطلب لايزال مرتفعاً على الكتب الورقية.

تويتر